22‏/6‏/2020

# كتب

مراجعة لسلسلة الشفق " The Twilight Saga " لستيفاني ماير .


قبل ثوانٍ قليلة أنهيت الجزء الخامس و الأخير من السلسلة ، طريقة طرح ( شمس منتصف الليل ) أخفُّ بكثير من مقابله الجزء الأول من ناحية سرد بيلا ، بدا لي كإعتذار عن كل الإستنزاف الذي سبَّبَتهُ ثلاثة أجزاء للخلف .

أستطيع أن أقول عن السلسلة بشكل عام ( جيِّدة جدًا مع نسبة استنزاف هائلة ) ، طريقة السرد مُحكمة و الأفكار أكثر من رائعة ، بل إن الفكرة الأساسية مصقولة و محدَّدة بشكل مبهر ، إلا أن استنزافها يُشعرك عند الإنتهاء بكمية كبيرة من الضيق و التعب ، هذا هو عيبها الوحيد .

أفترض أن ستيفاني عندما كتبت السلسلة أحبَّت أن تجعل رأس القارئ تعيش بالكتاب ! ، و المعنى أنها _ ربما _ أرادت إيصال أكبر قدر ممكن من الفكرة إلى القارئ مع ترسيخها مرَّات كثيرة برأسه ، تمامًا كشخص يريد منك الإقتناع بشيء ما فيظل يكرِّر النقاط و يعيد سرد الشيء عشرات المرَّات من زوايا مختلفة ، كشخص يشعر بأنه لن يصدِّق قصته أحد ، و كشخص شعر بأن فرصته بالنجاح ضئيلة فقرَّر أن يفرد قدراته مرَّة واحدة في شيء معيَّن كي تبدو أفضل ، و من وجهة نظري أرى أن هذه السلسلة المُثقلة هي ما جعل تأليفات ستيفاني قليلة و معدودة ، بشكل ما أرى أن موهبة ستيفاني بالكتابة اُستُهلِكت معظمها في السلسلة ، و بهذا تصبح باقي تأليفاتها محدودة و معدودة ، فمثلًا لو أنَّها كتبت السلسلة ببساطة أكبر و جعلتها خفيفة على القارئ فإن فرصتها في كتابة أشياء أخرى كانت لتكون أكثر و أفضل ، خصوصًا و يبدو أنها تملك خيال مُحكم و واسع .

قبل أن أبدأ بقراءة الجزء الخامس من السلسلة أردتُ أن أقرأ مراجعات لها ، و بحثتُ و لم أجد سوى تعليقات عادية ليست مبحرة إلا أنني وجدتُ في موقع Goodreads شيئًا لا يشبه المراجعة من حيث جدِّيته ، إلا أنه أضحكني جدًا رغم أن القنوط به مبالغ ، و علمتُ أن كاتب التعليق هذا ما هو سوى شخص للتو انتهى من الأجزاء الأربعة الأولى فكتب التعليق بكل الضيق الذي تحصَّله من قراءتها ، و بكل الغضب من الإستنزاف الذي وجده بين صفحات السلسلة ، و لفتتني كلماته التي لربما تبدو سطحية ، و لكنني شعرتُ بأنها هي التعبير البسيط الوحيد لكلمة استنزاف .

( قراءة هذا الكتاب يسبب ، تلف في الدماغ ، تمدد في الأوعية الدموية ، انهيار عصبي ، كل شيء ...
اللي طلعت منه من الرواية
ادوارد جميل.
بيلا غبية
ادوارد جميل .
فوركس صقع ثلج مطر ديما
اوووووووه واخيرا ادوارد جميل )

تعبير عفوي جدًا ، للحد الذي يجعله مؤذٍ ( لو كنتُ الكاتبة ! )
و لكنه صادق حقًا ، فالتكرار الذي حُشِر بين النصوص ، جمال إدوارد حياته الخالدة ، إدوارد المدهش ، و عقل بيلا الذي لا يعمل أو على الأقل فيه خلل ما ، بيلا تصرُّ على أنها غبية ، و في الجزء الخامس عندما يحكي إدوارد فإنه يشير إلى ذكاء بيلا المذهل و إن كانت خرقاء ، في الجزء الرابع و عند اكتشاف ان قدرة بيلا هي الدرع الذي يحجب عقلها عن الوهم تبدو بيلا قانطة من قدرتها الغير مثيرة كما هي قدرة إدوارد و أليس و جاسبر ! ، و حتى الجزء الرابع لا زالت بيلا كلما نظرت إلى إدوارد تحكي جماله الذي رأته حقيقة بعد أن أصبحت هي الأخرى مصاصة دماء ، هذا التكرار لن يشعر قارئه بالضيق أثناء القراءة ، و لكنه سيتذكَّر أن يتضايق بعد أن ينتهي ، هذا هو عيب الكتب الإستنزافية .

على كل حال ، عندما أكتب الآن عن رأيي بالسلسلة فإنني أكتبه بعين قارئ هاوِ لا بعين ناقد حذق ، لهذا رأيي هو أنها سلسلة جيِّدة مع الحذر من استنزافها للقارئ .

من ناحية السرد فهو مشوِّق و إن كان يحتوي على الكثير من التكرار ، من ناحية الحوارات فهي رغم أنها مضطربة بعض الشيء خصوصًا مع حديث بيلا الداخلي و الحديث الدائر على المسامع إلا أنها محكمة و غير طويلة جدًا ، و لكن هذا لا يمنع تكرار بعض العبارات التي لا تحتاج للإعادة و هذا ممل بعض الشيء ( مع العلم أنني تجاوزتُ بعضها بدون أن تؤثِّر على باقي الحوار ، و هذا يعني أن وجودها زائد فقط لتعبئة أوراق ) ، من ناحية الخيال فهذا الشيء الذي استطاعت ستيفاني أن تلوي ذراعي لأجله ، لأنني غير خيالية كثيرًا ، و هذا وسَّع دائرة الخيال في رأسي و أنا سعيدة بهذا ، غير أنني عندما انتهيت من القراءة كلها شعرتُ بأن ستيفاني لم تملك الكثير من الخيال ، بشكل أوضح خيالها هذا مجرَّد فكرة صاغتها بكل صغرها في سلسلة ، هذا الرأي تكوَّن لدي عندما قرأت الشيء الذي دفع ستيفاني لكتابة السلسلة كلها ، إذًا إن كانت ستيفاني قد كتبت السلسلة كلها لأجل حلم فيه مصاصي الدماء و شيء من الفكرة المسرودة في السلسلة ، فإنها في الحقيقة سردت الحلم فقط و بأكبر قدر ممكن من خيالها الصغير ، و مطَّت الأحداث فتكوَّنت سلسلة ... أوه !

أقول لم تمتلك قدرًا كبيرًا من الخيال لأنني تذكَّرتُ تجربة سابقة لي ، ذلك اليوم حلمتُ حلمًا هو أقرب للقصة من الحلم ، كانت قصة كاملة بكثير من الخيال الذي جعلني أستمتع بها ، عندما استيقظتُ نويت كتابتها ، و فجأة وجدتُ أنها صغيرة جدًا ، و بالتالي فقد قرَّرت أن أفصِّل بكثير من جوانبها ، عندما بدأتُ أفعل ذلك واجهتُ الكثير  من الثغور ، و حتى عندما علمتُ بأنني أستطيع تفاديها بأكبر قدر ممكن من التعمُّق بعيدًا عنها لم أُرد متابعة كتابتها ، و عندما أتذكَّر السبب الآن اضحك متعجِّبة و أتساءل أين ذهبت ثقتي الكبيرة بنفسي ! ، السبب هو أنني فكَّرت بأنني عندما أقدَّم هذه القصَّة للقرَّاء ، و يتناولها النُّقَّاد فإنهم سينتبهون للثغور ، و لن يتسامح معها بعض القرَّاء و بهذا تصبح القصة ناقصة ، و لم أكن لأرضى لحلمي الجميل أن يتحوَّل لمحل استنقاص ! ، حسنًا أعرف أنني كنتُ طموحة للغاية بشأن النقاد و القرَّاء ، و لكنني كنتُ واثقة بقدرتي الكتابية أكثر بكثير من الآن ، و الشيء الوحيد الذي كان يعيقني هو الخيال ، و تفاجأتُ عندما قرأت سلسلة الشفق الخيالية و رأيت الثغور كثيرة جدًا حتى لا أكاد أستطيع التغاضي عنها ، و رغم ذلك حقَّقت نجاحًا كبيرًا ، في البداية صبَّرتُ نفسي بأن القصة لم تتضح بعد ، و لكن و حتى النهاية كانت الثغور تتو  ضَّح أكثر و تزداد كميَّتها ! ، و سرعان ما تساءلت : لو كنتُ كتبتُ تلك القصة التي شاهدتها في حلمي بكل خيالها و ثغورها و نقصها الذي لا يستطيع خيالي المحدود جدًا أن يملؤه ، أكانت ستحقِّق نجاحًا برغم ذلك كله ؟

و لكني أدركتُ أن المشكلة ليست في نجاحها ، بل في طريقة الإستنزاف التي كنتُ سأتنهجها كي تبدو طويلة ، و مُرضية للحد الذي يجعل القارئ يتغاضى عن ثغورها ، ببساطة لم أستطع أن أكون كاتبة استحواذية تنشر كتب مُرهقة أكثر من مسليَّة ، لم أستطع تقبُّل ضيق القارئ بعد الإنتهاء ، لم أُرد أن أكون مكانه يومًا ما .

أُعطي للجزء الأول من السلسلة تقييم : جيِّد جدًا ، فهو كان تعريفي و لم يكن مُنهكًا جدًا ، مع بعض الثغور التي جعلتني أتضايق من عدم توضيحها ، أو أملُّ من تكرارها كجمال آل كولن ، و عبارة " بيلا غبية ، غبية غبية  ! " ، و لكن بشكل عام كان جزءًا لطيفًا و أخفُّ من البقيَّة .

و للجزء الثاني من السلسلة : جيِّد ، مع نصف جدًا ! ، أقصد أنه كان جزء توضيحي لبعض النقاط ، و لكنَّه استنزف القارئ حتى يعطيه بعض المعلومات عن الكويليت و المستذئبين ، و أيضًا هناك حديث بيلا المستمر عن شعورها و كأنها غير موجودة بغياب إدوارد بعبارة أوضح " حياتها متوقِّفة حتى عودته الغير محدَّدة " ، هذه فكرة تُشعر القارئ بوجود خطأ في غياب إدوارد عن المسرح ، و أيضًا مرحلة " منحنى الأدرينالين " رغم أنها فكرة مؤثِّرة إلا أن إدخال جايكوب إلى المرحلة كان غير مقبول كثيرًا ، و الشيء السيء الذي خرجنا به من المرحلة هو أن بيلا تماشي جايكوب بأوهامه بكل استسلام ، و بالتالي شعر جايكوب بأن من حقِّه التواجد معها دائمًا ، و هي ساعدته بترسيخ هذه الفكرة برأسه بأفعال لم تكن لتحتاجها بطبيعة الحال ، و لهذا يظهر تضارب حاد في فكرة بيلا بأنها متيقِّنة من عودة إدوارد يومًا ما و من فكرتها بعدم القدرة عن الإبتعاد عن جايكوب ، و توضيح مشاعرها له بحزم أكبر ، هناك فكرة ذهاب إدوارد إلى الفولتوري ليتخلَّص من حياته الخالدة ، حسنًا أنا لن أتعمَّق في الإحتمالات الكثيرة الموضوعة أمام ستيفاني غير ذهابه للفولتوري التي لا تعتبر هيِّنة كما أوضحت ، و لكني سأقول بأنني امتعضتُ من تصديقه المباشر لجايكوب و تفسيره أن تشارلي الأب كان في جنازة بيلا ، لم أحاول أن أفكِّر بالأمر كثيرًا كي لا تبدو الأحداث بعد ذلك غير معقولة أو مجرَّد زيادة أجزاء ، و سأقول بأن الحب أقوى من أن يجعله عقلانيًا أكثر فيفكِّر جديًا باحتمال موت بيلا ، حسنًا ؟


للجزء الثالث سأعطي نصف درجة فقط ، لجهد الكاتبة في اختراع الأحداث ! ، برأيي كان أكثر الأجزاء إستنزافًا ، و أحداثه مرهقة و غير مُجدية كثيرًا جدًا ، ببساطة يبدو كما لو أنه زيادة في عدد الأجزاء ، حتى أكاد أقول بأنك لو تخطيته ما شعرتَ بفارق في الأحداث ، البداية من بيلا التي تريد الإبقاء على شخصين اثنين مع بعضهما تحبهما معًا بكل بجاحة ، و أعتقد بأن ستيفاني أرادت إيصال فكرة بأن المراهق قد يشعر بتضارب في الحب لشخصين ، و لكنها لم توصِل الفكرة بشكل صحيح ، لأن المراهق قد يشعر بهذا ( رغم أنني لا أوافق كثيرًا ، إلا أنني سأعتبر أنه ليس لدي الإدراك الكافي لهذه الأمور ) و لكن ليس من المعقول أن يطالب ببقاء الإثنين ( إلا إذا اعتبرت الكاتبة أن بيلا مميَّزة بتفكيرها بشكل نادر ) ، ثم التأخير الغير منطقي لتحوُّل بيلا إلى مصاصة دماء ، مع أنها كانت مستعدة دائمًا لهذا خلال الأجزاء السابقة ، و هذا ثغرة كبيرة زادت من يقيني بأن الجزء مجرَّد زيادة أحداث و أجزاء ، ثم فيكتوريا و ترصُّدها لبيلا بدا عذرًا جيدًا لتأخُّر بيلا في التحوُّل و أيضًا عذر جيِّد لوجود هذا الجزء بشكل عام ، مع أن فيكتوريا لم تكن مشكلة كبيرة جدًا مقابل آل كولن و هذه ثغرة أخرى ، بحيث أن الكاتبة شرعت تحكي بلسان بيلا برعب عن المعركة ، و لكن في حقيقة الأمر كانت المعركة محسوم أمرها بشكل واضح جدًا ، على أيَّة حال ردَّة فعلي بعد الإنتهاء من الجزء كانت حذفه مباشرة بحقد ! ، مستنزِف بدون أي متعة .


بالنسبة للجزء الرابع فقد كان ألطف بكثير مقارنة مع الثالث ، و لذلك سأعطيه جيِّد ، و " جدًا " سأعطيه إياها لأنه فقط أنهى الأمر بتحويلها ( فقد شعرتُ بأنني سأموت قبل أن تتحوَّل بيلا ! ) ، ابتداءً من حفل الزفاف كانت حركة تواجد جايكوب سيئة للغاية ، فهو لم يعد له مكان بالقصة و تواجده مجرَّد زيادة حديث عن الحزن و الألم و الكآبة عندما تكون في " مثلث حب " ، خصوصًا و أنَّ عبارته الأخيرة في الجزء الثالث كان من المفترض أن تكون معبِّرة و ليست عابرة عندما قال : " و ركضت تاركًا جايكوب بلاك ورائي " ، كان المنطقي أن يبتعد للأبد بحكم أن بيلا كسرته و لكنه عاد ! و العذر كان جاهزًا على لسانه بأنه جاء لأجل سعادتها ! و بإبتسامة ! كان هذا فوق الكمال و غير واقعي إطلاقًا ، و الأسوأ عندما راقصته بيلا و تحدَّثت بكل أريحية معه و كأنها تلعب فقط ! ، حسنًا سأقول بأن الكاتبة أرادت تواجده لمزيد من الميلودراما و كي تستطيع أن تفتتح فصلًا خاصًا تحكي فيه من منظور جايكوب ، برأيي لم تكن بحاجة لتواجده ، فقد كانت تستطيع حتى فتح جزء كامل تتحدث فيه عن الكويليت و طريقة عيش الذئاب و قدراتهم و ما إلى ذلك ، أمَّا بالنسبة لمشاعر جايكوب المتأجِّجة لم تصمت رغم كل الخذلان و الخيبة ( مذهل! ) ، و إنكاره لعدم قدرته على العيش بدون بيلا ، و بالتالي كثرة تواجده في منزل آل كولن بعذر أن بيلا تريد تواجده ، و الحركة الدرامية في خروجه من منزل آل كولن للبحث عن فتاة يوسِم نفسه بها ، يعود لتبدأ مرحلة ولادة بيلا ، هنا وقفة حقًّا لم أستطع التماشي مع الأمر ! ، يفكِّر جايكوب أثناء مساعدته لإدوارد بإنقاذها : " ما عاد هذا الجسد يجذبني ، اختفت تلك الحاجة المجنونة لبقائي بجانبها ! " ، يمكنني أن أقول بأن أقذر عبارة قرأتها في السلسلة كلها هي هذه ، لم أستطع التغاضي عنها ، كرهت شخصية جايكوب التي كانت أنانية بجدارة ، كرهتُ كل ما يمكن أن يشبه جايكوب ، مخيف " حب الجسد " مخيف ، الأحرى أن هيثكليف السيء كان جايكوب و ليس إدوارد ؛ في مرحلة تحوُّل بيلا التي بالكاد تصدَّقت علينا الكاتبة بها ، كنتُ ساكنة ببساطة ، فعبارة جايكوب جعلتني أشعر برعب ، رعب أن الحب بشكل عام محض وهم ، و أن الأشياء التي تصل متأخرة تفقد رونقها و جمالها و حتى جدواها ، لذلك قراءتي كانت باردة ، لم أعد أشعر بنشوة الوصول لمرحلة تحوُّل بيلا ، انطفأت حماستي للأمر ، و قرأت بفتور حتى نهاية القصة بدون أن أسمح لنفسي بالتركيز في الثغور الواضحة الموجود في قصة الولادة ، و ما ان انتهيت حتى تنهَّدتُ بعمق " و أخيرًا انتهى هذا الإستنزاف " !

أما عن الجزء الخامس فأُعطيه جيِّد جدًا ، بل إنه ممتاز مقارنةً بالجزء الأول الذي كان على طريقة بيلا المضطربة ، بعكس إدوارد الذي مهما بدا متناقض التصرُّفات إلا أن طريقته معتدلة و ليست صارخة كما بيلا ، و ربما السبب الذي جعل جزء " شمس منتصف الليل " ممتاز بالنسبة للجزء الأول من السلسلة هو أن الكاتبة تمهَّلت بكتابته خصوصًا عندما تسرَّبت مقاطع منه فمدَّدت فترة كتابته و خرجت بطريقة إدوارد المعتدلة و الغير مضطربة ، و هكذا فالجزء الخامس يفوز بعدم الإستنزاف ، لأنها وضَّحت بعض النقاط أو حتى زادت من تعتيمها حتى و إن لم يكن توضيحها مقنع بعد ، إلا أنها قامت بشيء ما على الأقل ، و الأهم أنها كتبت بهدوء و بدون صخب مربك و مرهق .


بالنسبة للفيلم فإنني شاهدتُ الجزء الأول و الثاني فقط ، و لكني أستطيع أن أقول بأن الفيلم ركَّز على حب بيلا و إدوارد منذ البداية و حتى النهاية ، صحيح أن ستيفاني نفسها ركَّزت على هذا أيضًا إلا أننا لا ننكر بأنها أدخلت جايكوب و المستذئبين فخفَّ وقع الحب بين إدوارد و بيلا حتى كاد يدخل جايكوب بينهما ، أما الفيلم فإن الجوانب الأخرى بدت عابرة و غير مهمَّة كثيرًا بالنسبة للمخرج ، و ببساطة الفيلم أعطانا خلاصة الحب المستحيل الكامل المحقَّق الغير واقعي أبدًا ، لهذا أستطيع أن أُجزم بأنه حاز على إعجاب المراهقين و الرومانسيين لدرجة اللاواقعية ، و لن أنكر أنني أُعجِبتُ بالجزء الأول من ناحية الأحداث البطيئة و التي تحوي على مغزى محدَّد لخطوة أخرى ، و بالطبع لا أكذب إن قلتُ بأن جمال الوجوه في الفيلم مؤثر في عين المشاهد ، و في الجزء الثاني أعجبني التصوير المعبِّر جدًا عن حالة الإكتئاب لدى بيلا ، و طريقة تصوير مرحلة منحنى الأدرينالين التي تشرح الجنون على أصوله عندما يتعلَّق الأمر بالغياب و الفقد ، و لكن الشيء الذي صدمني عندما قرأتُ الرواية أن المخرج في الفيلم شوَّش كثيرًا مشاعر بيلا تجاه جايكوب في الجزء الثاني ، حتى أنني ما تصوَّرتُ أنها قد تحبُّه ( و إن كان قد لمَّح لمشاعر جايكوب ) ، بعكس الرواية التي شدَّدت على أن ثمَّة مشاعر بدأت تنمو بين الإثنين على حدٍّ سواء ، و هذا ما جعلني أقول بأن المُخرج ركَّز أكثر على بيلا و إدوارد و حاول أن يجعلهما متكاملين رغم أي شيء باختصار " حب اسطوري لا نقاش فيه " ، و بالصراحة لم أُكمِل الفيلم رغم أنه أخفُّ من الرواية من حيث الإستنزاف و لكنني لم أحبُّ طريقة التركيز على تفرُّد بيلا و جمال إدوارد و غرابة تشارلي و موقع جايكوب الحالم و بشكل خاص جمال آل كولن المدمِّر ، حسنًا لن أكذب أنا واقعية جدًا ، و مشاهدة الأشياء غير المنطقية غير مفيدة مهما بدت جميلة ، و جمال إدوارد الخيالي لم يجعلني مرتاحة كثيرًا ( باختصار حسيت اني معد باشوف حد جميل خالص ! ) ، فرغم أنني لستُ واقعية إلا أنني سريعة الإقتناع و بمجرَّد أن يكرِّر المخرج على لسان أي ممثليه عبارات مديح لجمال آل كولن ، سأؤمن بأنهم جميلين و لكن أن يبدأ الأمر يصل للكمال ، أوه كلا لا أحبُّ أن أُخدع لهذا الحد .


حسنًا لقد تجاوزتُ الألفين كلمة ، و الصفحات كثيرة جدًا ، أكاد أتراجع عن النشر فالمقال يبدو طويلًا و مملًا ، إلا أنني وعدتُ بنشره ، فسأنشره و تبًا للكتب الإستنزافية .!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Follow Us @techandinv