قبل ثوانٍ قليلة أنهيت الجزء الخامس و الأخير من السلسلة ، طريقة طرح ( شمس منتصف الليل ) أخفُّ بكثير من مقابله الجزء الأول من ناحية سرد بيلا ، بدا لي كإعتذار عن كل الإستنزاف الذي سبَّبَتهُ ثلاثة أجزاء للخلف .
أستطيع أن أقول عن
السلسلة بشكل عام ( جيِّدة جدًا مع نسبة استنزاف هائلة ) ، طريقة السرد مُحكمة و
الأفكار أكثر من رائعة ، بل إن الفكرة الأساسية مصقولة و محدَّدة بشكل مبهر ، إلا
أن استنزافها يُشعرك عند الإنتهاء بكمية كبيرة من الضيق و التعب ، هذا هو عيبها
الوحيد .
أفترض أن ستيفاني
عندما كتبت السلسلة أحبَّت أن تجعل رأس القارئ تعيش بالكتاب ! ، و المعنى أنها _
ربما _ أرادت إيصال أكبر قدر ممكن من الفكرة إلى القارئ مع ترسيخها مرَّات كثيرة
برأسه ، تمامًا كشخص يريد منك الإقتناع بشيء ما فيظل يكرِّر النقاط و يعيد سرد الشيء
عشرات المرَّات من زوايا مختلفة ، كشخص يشعر بأنه لن يصدِّق قصته أحد ، و كشخص شعر
بأن فرصته بالنجاح ضئيلة فقرَّر أن يفرد قدراته مرَّة واحدة في شيء معيَّن كي تبدو
أفضل ، و من وجهة نظري أرى أن هذه السلسلة المُثقلة هي ما جعل تأليفات ستيفاني
قليلة و معدودة ، بشكل ما أرى أن موهبة ستيفاني بالكتابة اُستُهلِكت معظمها في
السلسلة ، و بهذا تصبح باقي تأليفاتها محدودة و معدودة ، فمثلًا لو أنَّها كتبت
السلسلة ببساطة أكبر و جعلتها خفيفة على القارئ فإن فرصتها في كتابة أشياء أخرى
كانت لتكون أكثر و أفضل ، خصوصًا و يبدو أنها تملك خيال مُحكم و واسع .
قبل أن أبدأ بقراءة
الجزء الخامس من السلسلة أردتُ أن أقرأ مراجعات لها ، و بحثتُ و لم أجد سوى
تعليقات عادية ليست مبحرة إلا أنني وجدتُ في موقع Goodreads شيئًا لا يشبه المراجعة من حيث جدِّيته ، إلا
أنه أضحكني جدًا رغم أن القنوط به مبالغ ، و علمتُ أن كاتب التعليق هذا ما هو سوى
شخص للتو انتهى من الأجزاء الأربعة الأولى فكتب التعليق بكل الضيق الذي تحصَّله من
قراءتها ، و بكل الغضب من الإستنزاف الذي وجده بين صفحات السلسلة ، و لفتتني كلماته
التي لربما تبدو سطحية ، و لكنني شعرتُ بأنها هي التعبير البسيط الوحيد لكلمة
استنزاف .
( قراءة هذا الكتاب يسبب ، تلف في الدماغ ، تمدد في الأوعية الدموية ، انهيار عصبي ، كل شيء ...اللي طلعت منه من الروايةادوارد جميل.بيلا غبيةادوارد جميل .فوركس صقع ثلج مطر ديمااوووووووه واخيرا ادوارد جميل )
تعبير عفوي جدًا ،
للحد الذي يجعله مؤذٍ ( لو كنتُ الكاتبة ! )
و لكنه صادق حقًا ،
فالتكرار الذي حُشِر بين النصوص ، جمال إدوارد حياته الخالدة ، إدوارد المدهش ، و
عقل بيلا الذي لا يعمل أو على الأقل فيه خلل ما ، بيلا تصرُّ على أنها غبية ، و في
الجزء الخامس عندما يحكي إدوارد فإنه يشير إلى ذكاء بيلا المذهل و إن كانت خرقاء ،
في الجزء الرابع و عند اكتشاف ان قدرة بيلا هي الدرع الذي يحجب عقلها عن الوهم
تبدو بيلا قانطة من قدرتها الغير مثيرة كما هي قدرة إدوارد و أليس و جاسبر ! ، و
حتى الجزء الرابع لا زالت بيلا كلما نظرت إلى إدوارد تحكي جماله الذي رأته حقيقة
بعد أن أصبحت هي الأخرى مصاصة دماء ، هذا التكرار لن يشعر قارئه بالضيق أثناء
القراءة ، و لكنه سيتذكَّر أن يتضايق بعد أن ينتهي ، هذا هو عيب الكتب
الإستنزافية .
على كل حال ، عندما أكتب الآن عن رأيي بالسلسلة فإنني أكتبه بعين قارئ
هاوِ لا بعين ناقد حذق ، لهذا رأيي هو أنها سلسلة جيِّدة مع الحذر من استنزافها
للقارئ .
من ناحية السرد فهو
مشوِّق و إن كان يحتوي على الكثير من التكرار ، من ناحية الحوارات فهي رغم أنها
مضطربة بعض الشيء خصوصًا مع حديث بيلا الداخلي و الحديث الدائر على المسامع إلا
أنها محكمة و غير طويلة جدًا ، و لكن هذا لا يمنع تكرار بعض العبارات التي لا
تحتاج للإعادة و هذا ممل بعض الشيء ( مع العلم أنني تجاوزتُ بعضها بدون أن تؤثِّر
على باقي الحوار ، و هذا يعني أن وجودها زائد فقط لتعبئة أوراق ) ، من ناحية
الخيال فهذا الشيء الذي استطاعت ستيفاني أن تلوي ذراعي لأجله ، لأنني غير خيالية
كثيرًا ، و هذا وسَّع دائرة الخيال في رأسي و أنا سعيدة بهذا ، غير أنني عندما
انتهيت من القراءة كلها شعرتُ بأن ستيفاني لم تملك الكثير من الخيال ، بشكل أوضح
خيالها هذا مجرَّد فكرة صاغتها بكل صغرها في سلسلة ، هذا الرأي تكوَّن لدي عندما
قرأت الشيء الذي دفع ستيفاني لكتابة السلسلة كلها ، إذًا إن كانت ستيفاني قد كتبت
السلسلة كلها لأجل حلم فيه مصاصي الدماء و شيء من الفكرة المسرودة في السلسلة ،
فإنها في الحقيقة سردت الحلم فقط و بأكبر قدر ممكن من خيالها الصغير ، و مطَّت
الأحداث فتكوَّنت سلسلة ... أوه !
أقول لم تمتلك قدرًا
كبيرًا من الخيال لأنني تذكَّرتُ تجربة سابقة لي ، ذلك اليوم حلمتُ حلمًا هو أقرب
للقصة من الحلم ، كانت قصة كاملة بكثير من الخيال الذي جعلني أستمتع بها ، عندما
استيقظتُ نويت كتابتها ، و فجأة وجدتُ أنها صغيرة جدًا ، و بالتالي فقد قرَّرت أن
أفصِّل بكثير من جوانبها ، عندما بدأتُ أفعل ذلك واجهتُ الكثير من الثغور ، و حتى عندما علمتُ بأنني أستطيع
تفاديها بأكبر قدر ممكن من التعمُّق بعيدًا عنها لم أُرد متابعة كتابتها ، و عندما
أتذكَّر السبب الآن اضحك متعجِّبة و أتساءل أين ذهبت ثقتي الكبيرة بنفسي ! ، السبب
هو أنني فكَّرت بأنني عندما أقدَّم هذه القصَّة للقرَّاء ، و يتناولها النُّقَّاد
فإنهم سينتبهون للثغور ، و لن يتسامح معها بعض القرَّاء و بهذا تصبح القصة ناقصة ،
و لم أكن لأرضى لحلمي الجميل أن يتحوَّل لمحل استنقاص ! ، حسنًا أعرف أنني كنتُ
طموحة للغاية بشأن النقاد و القرَّاء ، و لكنني كنتُ واثقة بقدرتي الكتابية أكثر
بكثير من الآن ، و الشيء الوحيد الذي كان يعيقني هو الخيال ، و تفاجأتُ عندما قرأت
سلسلة الشفق الخيالية و رأيت الثغور كثيرة جدًا حتى لا أكاد أستطيع التغاضي عنها ،
و رغم ذلك حقَّقت نجاحًا كبيرًا ، في البداية صبَّرتُ نفسي بأن القصة لم تتضح بعد
، و لكن و حتى النهاية كانت الثغور تتو ضَّح
أكثر و تزداد كميَّتها ! ، و سرعان ما تساءلت : لو كنتُ كتبتُ تلك القصة التي
شاهدتها في حلمي بكل خيالها و ثغورها و نقصها الذي لا يستطيع خيالي المحدود جدًا
أن يملؤه ، أكانت ستحقِّق نجاحًا برغم ذلك كله ؟
و لكني أدركتُ أن
المشكلة ليست في نجاحها ، بل في طريقة الإستنزاف التي كنتُ سأتنهجها كي تبدو طويلة
، و مُرضية للحد الذي يجعل القارئ يتغاضى عن ثغورها ، ببساطة لم أستطع أن أكون كاتبة
استحواذية تنشر كتب مُرهقة أكثر من مسليَّة ، لم أستطع تقبُّل ضيق القارئ بعد
الإنتهاء ، لم أُرد أن أكون مكانه يومًا ما .
أُعطي للجزء الأول من
السلسلة تقييم : جيِّد جدًا ، فهو كان تعريفي و لم يكن مُنهكًا جدًا ، مع بعض
الثغور التي جعلتني أتضايق من عدم توضيحها ، أو أملُّ من تكرارها كجمال آل كولن ،
و عبارة " بيلا غبية ، غبية غبية ! "
، و لكن بشكل عام كان جزءًا لطيفًا و أخفُّ من البقيَّة .
و للجزء الثاني من
السلسلة : جيِّد ، مع نصف جدًا ! ، أقصد أنه كان جزء توضيحي لبعض النقاط ، و
لكنَّه استنزف القارئ حتى يعطيه بعض المعلومات عن الكويليت و المستذئبين ، و أيضًا
هناك حديث بيلا المستمر عن شعورها و كأنها غير موجودة بغياب إدوارد بعبارة أوضح
" حياتها متوقِّفة حتى عودته الغير محدَّدة " ، هذه فكرة تُشعر القارئ
بوجود خطأ في غياب إدوارد عن المسرح ، و أيضًا مرحلة " منحنى الأدرينالين
" رغم أنها فكرة مؤثِّرة إلا أن إدخال جايكوب إلى المرحلة كان غير مقبول
كثيرًا ، و الشيء السيء الذي خرجنا به من المرحلة هو أن بيلا تماشي جايكوب بأوهامه
بكل استسلام ، و بالتالي شعر جايكوب بأن من حقِّه التواجد معها دائمًا ، و هي
ساعدته بترسيخ هذه الفكرة برأسه بأفعال لم تكن لتحتاجها بطبيعة الحال ، و لهذا
يظهر تضارب حاد في فكرة بيلا بأنها متيقِّنة من عودة إدوارد يومًا ما و من فكرتها
بعدم القدرة عن الإبتعاد عن جايكوب ، و توضيح مشاعرها له بحزم أكبر ، هناك فكرة
ذهاب إدوارد إلى الفولتوري ليتخلَّص من حياته الخالدة ، حسنًا أنا لن أتعمَّق في
الإحتمالات الكثيرة الموضوعة أمام ستيفاني غير ذهابه للفولتوري التي لا تعتبر
هيِّنة كما أوضحت ، و لكني سأقول بأنني امتعضتُ من تصديقه المباشر لجايكوب و
تفسيره أن تشارلي الأب كان في جنازة بيلا ، لم أحاول أن أفكِّر بالأمر كثيرًا كي
لا تبدو الأحداث بعد ذلك غير معقولة أو مجرَّد زيادة أجزاء ، و سأقول بأن الحب أقوى
من أن يجعله عقلانيًا أكثر فيفكِّر جديًا باحتمال موت بيلا ، حسنًا ؟
للجزء الثالث سأعطي نصف
درجة فقط ، لجهد الكاتبة في اختراع الأحداث ! ، برأيي كان أكثر الأجزاء إستنزافًا
، و أحداثه مرهقة و غير مُجدية كثيرًا جدًا ، ببساطة يبدو كما لو أنه زيادة في عدد
الأجزاء ، حتى أكاد أقول بأنك لو تخطيته ما شعرتَ بفارق في الأحداث ، البداية من
بيلا التي تريد الإبقاء على شخصين اثنين مع بعضهما تحبهما معًا بكل بجاحة ، و أعتقد
بأن ستيفاني أرادت إيصال فكرة بأن المراهق قد يشعر بتضارب في الحب لشخصين ، و
لكنها لم توصِل الفكرة بشكل صحيح ، لأن المراهق قد يشعر بهذا ( رغم أنني لا أوافق
كثيرًا ، إلا أنني سأعتبر أنه ليس لدي الإدراك الكافي لهذه الأمور ) و لكن ليس من
المعقول أن يطالب ببقاء الإثنين ( إلا إذا اعتبرت الكاتبة أن بيلا مميَّزة
بتفكيرها بشكل نادر ) ، ثم التأخير الغير منطقي لتحوُّل بيلا إلى مصاصة دماء ، مع
أنها كانت مستعدة دائمًا لهذا خلال الأجزاء السابقة ، و هذا ثغرة كبيرة زادت من
يقيني بأن الجزء مجرَّد زيادة أحداث و أجزاء ، ثم فيكتوريا و ترصُّدها لبيلا بدا
عذرًا جيدًا لتأخُّر بيلا في التحوُّل و أيضًا عذر جيِّد لوجود هذا الجزء بشكل عام
، مع أن فيكتوريا لم تكن مشكلة كبيرة جدًا مقابل آل كولن و هذه ثغرة أخرى ، بحيث
أن الكاتبة شرعت تحكي بلسان بيلا برعب عن المعركة ، و لكن في حقيقة الأمر كانت
المعركة محسوم أمرها بشكل واضح جدًا ، على أيَّة حال ردَّة فعلي بعد الإنتهاء من
الجزء كانت حذفه مباشرة بحقد ! ، مستنزِف بدون أي متعة .
بالنسبة للجزء الرابع
فقد كان ألطف بكثير مقارنة مع الثالث ، و لذلك سأعطيه جيِّد ، و " جدًا
" سأعطيه إياها لأنه فقط أنهى الأمر بتحويلها ( فقد شعرتُ بأنني سأموت قبل أن
تتحوَّل بيلا ! ) ، ابتداءً من حفل الزفاف كانت حركة تواجد جايكوب سيئة للغاية ، فهو
لم يعد له مكان بالقصة و تواجده مجرَّد زيادة حديث عن الحزن و الألم و الكآبة عندما
تكون في " مثلث حب " ، خصوصًا و أنَّ عبارته الأخيرة في الجزء الثالث
كان من المفترض أن تكون معبِّرة و ليست عابرة عندما قال : " و ركضت تاركًا
جايكوب بلاك ورائي " ، كان المنطقي أن يبتعد للأبد بحكم أن بيلا كسرته و لكنه
عاد ! و العذر كان جاهزًا على لسانه بأنه جاء لأجل سعادتها ! و بإبتسامة ! كان هذا
فوق الكمال و غير واقعي إطلاقًا ، و الأسوأ عندما راقصته بيلا و تحدَّثت بكل
أريحية معه و كأنها تلعب فقط ! ، حسنًا سأقول بأن الكاتبة أرادت تواجده لمزيد من
الميلودراما و كي تستطيع أن تفتتح فصلًا خاصًا تحكي فيه من منظور جايكوب ، برأيي
لم تكن بحاجة لتواجده ، فقد كانت تستطيع حتى فتح جزء كامل تتحدث فيه عن الكويليت و
طريقة عيش الذئاب و قدراتهم و ما إلى ذلك ، أمَّا بالنسبة لمشاعر جايكوب
المتأجِّجة لم تصمت رغم كل الخذلان و الخيبة ( مذهل! ) ، و إنكاره لعدم قدرته على
العيش بدون بيلا ، و بالتالي كثرة تواجده في منزل آل كولن بعذر أن بيلا تريد
تواجده ، و الحركة الدرامية في خروجه من منزل آل كولن للبحث عن فتاة يوسِم نفسه
بها ، يعود لتبدأ مرحلة ولادة بيلا ، هنا وقفة حقًّا لم أستطع التماشي مع الأمر !
، يفكِّر جايكوب أثناء مساعدته لإدوارد بإنقاذها : " ما عاد هذا الجسد يجذبني
، اختفت تلك الحاجة المجنونة لبقائي بجانبها ! " ، يمكنني أن أقول بأن أقذر
عبارة قرأتها في السلسلة كلها هي هذه ، لم أستطع التغاضي عنها ، كرهت شخصية جايكوب
التي كانت أنانية بجدارة ، كرهتُ كل ما يمكن أن يشبه جايكوب ، مخيف " حب
الجسد " مخيف ، الأحرى أن هيثكليف السيء كان جايكوب و ليس إدوارد ؛ في مرحلة
تحوُّل بيلا التي بالكاد تصدَّقت علينا الكاتبة بها ، كنتُ ساكنة ببساطة ، فعبارة
جايكوب جعلتني أشعر برعب ، رعب أن الحب بشكل عام محض وهم ، و أن الأشياء التي تصل
متأخرة تفقد رونقها و جمالها و حتى جدواها ، لذلك قراءتي كانت باردة ، لم أعد أشعر
بنشوة الوصول لمرحلة تحوُّل بيلا ، انطفأت حماستي للأمر ، و قرأت بفتور حتى نهاية
القصة بدون أن أسمح لنفسي بالتركيز في الثغور الواضحة الموجود في قصة الولادة ، و
ما ان انتهيت حتى تنهَّدتُ بعمق " و أخيرًا انتهى هذا الإستنزاف " !
أما عن الجزء الخامس
فأُعطيه جيِّد جدًا ، بل إنه ممتاز مقارنةً بالجزء الأول الذي كان على طريقة بيلا
المضطربة ، بعكس إدوارد الذي مهما بدا متناقض التصرُّفات إلا أن طريقته معتدلة و
ليست صارخة كما بيلا ، و ربما السبب الذي جعل جزء " شمس منتصف الليل "
ممتاز بالنسبة للجزء الأول من السلسلة هو أن الكاتبة تمهَّلت بكتابته خصوصًا عندما
تسرَّبت مقاطع منه فمدَّدت فترة كتابته و خرجت بطريقة إدوارد المعتدلة و الغير
مضطربة ، و هكذا فالجزء الخامس يفوز بعدم الإستنزاف ، لأنها وضَّحت بعض النقاط أو
حتى زادت من تعتيمها حتى و إن لم يكن توضيحها مقنع بعد ، إلا أنها قامت بشيء ما
على الأقل ، و الأهم أنها كتبت بهدوء و بدون صخب مربك و مرهق .
بالنسبة للفيلم فإنني
شاهدتُ الجزء الأول و الثاني فقط ، و لكني أستطيع أن أقول بأن الفيلم ركَّز على حب
بيلا و إدوارد منذ البداية و حتى النهاية ، صحيح أن ستيفاني نفسها ركَّزت على هذا
أيضًا إلا أننا لا ننكر بأنها أدخلت جايكوب و المستذئبين فخفَّ وقع الحب بين
إدوارد و بيلا حتى كاد يدخل جايكوب بينهما ، أما الفيلم فإن الجوانب الأخرى بدت
عابرة و غير مهمَّة كثيرًا بالنسبة للمخرج ، و ببساطة الفيلم أعطانا خلاصة الحب
المستحيل الكامل المحقَّق الغير واقعي أبدًا ، لهذا أستطيع أن أُجزم بأنه حاز على
إعجاب المراهقين و الرومانسيين لدرجة اللاواقعية ، و لن أنكر أنني أُعجِبتُ بالجزء الأول من ناحية الأحداث
البطيئة و التي تحوي على مغزى محدَّد لخطوة أخرى ، و بالطبع لا أكذب إن قلتُ بأن
جمال الوجوه في الفيلم مؤثر في عين المشاهد ، و في الجزء الثاني أعجبني التصوير
المعبِّر جدًا عن حالة الإكتئاب لدى بيلا ، و طريقة تصوير مرحلة منحنى الأدرينالين
التي تشرح الجنون على أصوله عندما يتعلَّق الأمر بالغياب و الفقد ، و لكن الشيء
الذي صدمني عندما قرأتُ الرواية أن المخرج في الفيلم شوَّش كثيرًا مشاعر بيلا تجاه
جايكوب في الجزء الثاني ، حتى أنني ما تصوَّرتُ أنها قد تحبُّه ( و إن كان قد
لمَّح لمشاعر جايكوب ) ، بعكس الرواية التي شدَّدت على أن ثمَّة مشاعر بدأت تنمو
بين الإثنين على حدٍّ سواء ، و هذا ما جعلني أقول بأن المُخرج ركَّز أكثر على بيلا
و إدوارد و حاول أن يجعلهما متكاملين رغم أي شيء باختصار " حب اسطوري لا نقاش
فيه " ، و بالصراحة لم أُكمِل الفيلم رغم أنه أخفُّ من الرواية من حيث
الإستنزاف و لكنني لم أحبُّ طريقة التركيز على تفرُّد بيلا و جمال إدوارد و غرابة
تشارلي و موقع جايكوب الحالم و بشكل خاص جمال آل كولن المدمِّر ، حسنًا لن أكذب
أنا واقعية جدًا ، و مشاهدة الأشياء غير المنطقية غير مفيدة مهما بدت جميلة ، و
جمال إدوارد الخيالي لم يجعلني مرتاحة كثيرًا ( باختصار حسيت اني معد باشوف حد
جميل خالص ! ) ، فرغم أنني لستُ واقعية إلا أنني سريعة الإقتناع و بمجرَّد أن
يكرِّر المخرج على لسان أي ممثليه عبارات مديح لجمال آل كولن ، سأؤمن بأنهم جميلين
و لكن أن يبدأ الأمر يصل للكمال ، أوه كلا لا أحبُّ أن أُخدع لهذا الحد .
حسنًا لقد تجاوزتُ الألفين كلمة ، و الصفحات كثيرة جدًا ، أكاد أتراجع عن
النشر فالمقال يبدو طويلًا و مملًا ، إلا أنني وعدتُ بنشره ، فسأنشره و تبًا للكتب
الإستنزافية .!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق