14‏/6‏/2020

# كتب

من جو إلى شبارد ، مفاجآت مؤذية 🤜


سحقًا .

لماذا هذه الجوزيفين هكذا ؟

لقد نسفت جبال الحب في قلبي لها .



هذا المزاج سيء للغاية ، لم أكن أريد لنهاية الرواية أن تكون هكذا ، رغم أنني أعرف أنها هكذا !

الحقيقة أنها المرة الثانية التي أقرأ بها " نساء صغيرات " و لا زلت غير مصدِّقة إلى الآن موقف جو من اعتراف لوري ، لا أستطيع تقبُّل الأمر أبدًا ، قد أبدو سخيفة في هذا و لكن الكاتبة خسرت قارئة متشوِّقة في نهاية الأمر .

لقد تغاضيت عن كل المعتقدات الخاطئة ، و كل الملل الذي يتسلَّل للسطور من قراءة يوميات العائلة هذه ، فقط لأجل أن أرى جو تنهزم أمام تمسُّكها الشديد بمعتقداتها ، أعتقد أنني تأمَّلتُ بهذا الكثير .

ربما ظنَّت لويزا أن من المثير أن تخرج عن المتوقَّع و يكون لجو قصة أخرى مع الأستاذ باير ، و لكنَّها طاشت كثيرًا عن النص و السير الذي يحبُّ أن يقرأ به القارئ ، و رغم أنني لا أمانع أن تفشل بعض قصص الحب و أدرك أن هذا يعطي لمحة نضج على الأبطال بعد كل تلك السنين ، و لكن كعاطفة لوري كان جدير بها أن تبقى ، و من المؤسف جدًا أن تذهب أدراج الرياح بقصة درامية عن قوَّة جو في صدِّ محبوب و صديق منذ سنين طويلة ، و الأدهى و الأمرُّ أن تقلب الكاتبة حبُّ لوري لجو إلى حب لآمي ، كان هذا مزعجًا كفاية كي يجعلني أتوقَّف كل مرَّة قبل أن أنهي الرواية بفصول قليلة و بسخط و جزع !

أظنُّ أنني أرى بأن قصص الحب التي تبدأ منذ سنين طويلة جديرة بالبقاء و الاهتمام من تلك التي يراد بها الخروج عن المألوف ، أو إثبات أن للشخص قدرة كبيرة على صدِّ الآخرين مهما تمزَّق داخله ، و هذا بنظري خيالًا واسعًا ليس متواجدًا في الواقع دائمًا ...


على كلٍّ أعدتُ قراءة الرواية على أمل أنني قد نضجتُ كفاية ، و أن مزاجي لن يتعكَّر بمثل هذا الحدث ، و أنني لن أتفاجئ لأنني أعرف من قبل عن هذا ، و أنني لن أتأزم من الرواية أكثر ، و لكنني فعلتُ مع كامل الأسف ، و أتساءل حقًا : أيمكن أنني لا زلت على نفس الدرجة من المعرفة التي كنتُ عليها قبل خمسة أعوام !؟

هذا مشين فعلًا ، و لن أسمح لرواية واحدة أن تحكم على مقدار نضجي أو معرفتي بحقائق الأمور .



إنها ليست المرَّة الأولى التي أتأزَّم بها من نهاية غير جيدة لرواية ، و هذا لا يعني أن موت الأبطال أو تغيير العواطف في الروايات دائمًا غير جيِّد ، بل إنني أتقبَّل هذه الأشياء برضا لأنني _ على ما أظن _ أدرك أن الحياة لا بدَّ تتحرَّك عكس الريح مرَّة ، و لكن غير الجيِّد هو ذاك الشيء الدرامي و المفاجئ بصورة مؤذية ، و الأشياء التي يراد بها انكار العواطف الإنسانية ، و تغيير المشاعر الطبيعية بتدخُّل كاتب هاو !



حسنًا أعترف أنني هُزِمت مرَّة أخرى و ببشاعة أكبر في " جريمة مقتل روجر اكرويد " ، لقد فاجأتني إجاثا هذه المرَّة بصورة مفجعة ، يا إلهي كل ذاك النظام و كل تلك الحركات المتسلسلة كتبها قاتل ، قاتل لديه " عرق الضعف " المزعوم ذاك ، بصراحة هذا خطأي لأنني وثقتُ أكثر من اللازم ، ما كان عليَّ أن أكثر من التركيز في بيت شبارد ، كان عليَّ أن أرافق بوارو أكثر و لكنني أحببت أن أغيِّر الصحبة قليلًا ، و لكن بالفعل هذا مذهل ، أقصد الشبارد هذا ، لقد دفعني للحماسة الشديدة حتى أنني قمت بوضع لائحة للمشتبه بهم و نقاط لتسلسل الحوادث ، و شككت بفلورا ثم شككت بمدبِّرة المنزل راسل ، كدتُ أكون متأكدة من أنها راسل إلا أن نقطة أو نقطتين أبقتني في دائرة الشك ، في النهاية شبارد الراوي ، شبارد الذي أحببتُ هدوؤه و تعامله الرسمي مع كل الأشياء ، شبارد الذي وافقته حتى على كمية الإزعاج التي تُسببها كارولين ، و في كثير من المواقف شعرتُ معه بالإطمئنان ، بصراحة أشعر برغبة شديدة في ضرب هذا الشبارد المراوغ ، لقد خدعني !

و لكنني استغربت طويلًا من عبارته التي كتبها قائلًا : " و قمتُ بالقليل مما علي فعله " ، تساءلت ماذا كان عليه أن يفعل ؟ ، خصوصًا عندما أشار لعدم لمسه الجثة إطلاقًا ، و تعجَّبت من انفعاله المبالغ به عند ذكر كارولين موت زوج السيدة رافيرز و اتهامها بأن زوجته سمَّمته ، و لكنني عزوت الأمر الأول إلى أنه قد يكون استأنف فحص الجثَّة أو قام بشيء من الأشياء التي لا يجب أن يكون لها تفسيرًا كتلك التي نفعلها في الوقاع باعتيادية و آلية ، و إن كنتُ لم أزِل الشك كله بعد إلا أنني تغاضيت عن الأمر في النهاية ، و الثاني أنني فخرتُ به بأنه يكره الحديث في الناس بير أدلَّة قاطعة ، و أعجبتُ برفضه لاتهام الآخرين بدون دليل ، و على كلِّ حال ففي كثير من الروايات الأجنبية أجد العادات الغريبة عن عاداتنا و حتى المشاعر العجيبة التي لا ألتفت لها كثيرًا ، لذا كان لزامًا عليَّ أن أتغاضى عنها قائلة لنفسي : إنه مجتمع آخر ، أفكاره أخرى و حتى عاداته ، فلا يمكنكِ المقارنة يا أسماء .

و هذا كثيرًا ما يعرقل تحليلي في هذه الجرائم أو حتى توقعي للأحداث في بعض الروايات تمامًا كما فعلتُ مع " نساء صغيرات " أعلاه ، لأنني أرى أنهم أكثر تنظيمًا منا ، و حتى العشوائي منهم تكون تحركاته محدَّدة جدًا مقارنةً بنا ، أو ربما لن أعزو هذا إلى المجتمع الغربي بل سأقول أنهم في النهاية أبطال قصة و ليسوا حقيقيين ، كما أنني أرى أن قصص تلك الأعوام البعيدة تحتوي على تفاصيل أقل ، حتى الأدوات في ذلك الوقت كانت قليلة محدودة ، أما الآن فهي كثيرة كثيرة جدًا ، للحد الذي أعتقد به أنه يصعب حصرها .


فمثلًا عندما يحلِّل شارلوك هولمز شخصية " ماري سذرلاند " عندما تدخل عليه أول مرة كي تعرض قضيتها " قضية هوية " بعجلتها تلك ، و يكشف بقعة الحبر على قفازها من بين الملاحظات الكثيرة التي أدهشنا بها ، إنني الآن باستطاعتي أن أكتب رسالة على الهاتف و لا يظهر أي شيء على يدي ، و بوسعي أن أكتبها على الدفتر أو ورقة فلا يصيب يدي أي حبر لأن القلم أصبح آمن تمامًا و لا يتطاير حبره كما لو كتبتُ بمحبرة ذاك الزمن .


بالنسبة للملابس فهي متشابهة ، و لعادات وضع المعطف ، و لنوعية السجائر ، و صلاحيات الخدم في المنزل ، هذه أشياء أصبحت كثيرة و غير محصورة في يومنا هذا ، و بذلك الإحتمالات أكثر و الحيرة أكبر ، على الأقل فيما أظنُّ أنا .



بالنسبة لبداية التدوينة فقد كنتُ حانقة من الكاتبة بالأمس عندما كتبته ، و حاولتُ التريُّث قبل أن أنشر بالأمس خصوصًا و أن حنقي كاد يجعلني أفصِّل كثيرًا بالرواية ، فالضيق الذي بعثته لي الأحداث الأخيرة جعلني أدخل في نوبة جزع و ضيق ، أما الآن فأنني أقرأ ما كتبته بابتسامة و ضحكة في الواقع و أقول : لا بأس لا بأس هذه هي الحياة يا أسماء ، و ما دامت لويزا الشريرة أرادت للأحداث أن تكون كذا فلا تحنقي كثيرًا ، الأمر سهل قومي بكتابة روايتك الخاصة التي تناسبك ، ذات الأحداث التي لا تخرج عن المسار بشكل مفاجئ ، و بالطبع إياك أن تجعلي المفاجأة عظيمة للقارئ نهاية الأمر بالكشف على أن بطلك الأفضل هو القاتل ذو " عرق الضعف " .!


و هكذا فقد نجحت بكتابة قدر لا بأس به من الرواية العالقة ، و خرجتُ من مأزق كنتُ أرى قدراتي لا تستطيع اعطاؤه حقُّه من السرد ، و هكذا صرتُ راضية و متحمِّسة و إن كنتُ ممتعضة بعد مفاجأة شبارد الوغد ، على أيَّة حال هذه الحياة و سنمضي و تمضي .





 و الغريب الذي لحظته اليوم هو أنني أتوقَّع كلَّ شيء _ تقريبًا _ في الواقع و الحقيقة ، و لكن في خطة سير رواية أو قصة فإن خياراتي تكون محدَّدة غالبًا ، و أشعر بأن صدمتي بها تكون أكبر من الواقع حتى !

أتساءل أيعني هذا أنني واقعية أم لا ؟! 



 



غراب.

لا أدري لماذا نشر جناحيه بكل اعتزاز ، كاميرا الهاتف لم تخذلني في الوقت المناسب كما تفعل دومًا ، المهم أن لحظية هذا الغراب توثَّقت على الرغم من غرابتها ، هذا في صالح الأشياء التي كانت رغم أنه ليس لها أن تكون


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Follow Us @techandinv