16‏/6‏/2020

# فلسفة خاصة # يوميـات

الإرادة ليست المشكلة دائمًا


هذا ليس له شأن بالإرادة .
كانت يومًا لدي إرادة فأهلكتني .

الإرادة ليست المشكلة ، يمكن لأي أحد أن يمتلك إرادة بقليل من الجهد ، و شيء من الإقناع !
الإرادة ليست جيدة دائمًا ، إرادة المجرم سيئة ، إرادة صاحب الخطيئة مؤذية ، إرادة الأشياء المستحيلة ممرضة .
و لكنها بشكل عام ليست محتقرة ، هناك الكثير من الأشياء التي انطلقت بإرادة جادة ، كانت أشياء جيدة ، و لكن الإرادة العمياء دومًا مُهلِكة .

خذ مثالًا :
أحدهم لديه إرادة لشيء معيَّن خارج إطار قدرته ، لنفترض أنه في سجن و إرادته أن يزور شخصًا محدَّد يتمتع بالحرية ، قضبان سجنه تحول بينه و بين الزيارة ، قوانين السجناء لا تهبه الحق في الخروج و لو أعطى موثقًا لن يُخلفه أنه سيؤدي زيارته فقط و سيعود لزنزانته ، كل الأشياء تحول بينه و بين تلك الإرادة ، و في النهاية سيكون أمامه خياران فإما أن يهرب بمكر و بأي طريقة ليرضي إرادته القوية ، و إما أن تُحتبس إرادته بداخله فتوهنه و تنخر بداخله كالسوس .

و بهذا نعرف أن الإرادة ليست المشكلة في كل الأمور ، هناك الكثير من القواعد و القوانين التي قد تقف أمامها فتكبتها أو تفجِّرها فينتج عنها الفعل ثم تُستهلك و تخمد ، و لا بد أن يكون لها الآثار ...
يومًا أردتُ أن أبدو فأحيا ، فبدوتُ و لم أحيا
يومًا أردتُ أن أمضي فأكون ، و مضيتُ فلم أكن
وقتها .
ذبلت إرادتي
فهمتُ أنها لا تكفي
و أنها لا تكسر القضبان
و أنها لا تثبِّت البنيان
و أنها لا تنجح دومًا
حينها أدركت ، و إن كنتُ قد تأخرت ففي النهاية فعلتُها .


[ الآن أنت تدرك كم كنتَ أحمق ، و كم كنت ساذجًا برؤيتك .
كان ما تبدَّى لك حياة كان مجرَّد لوحة ، و كنتَ تسعى لها بظنِّك أنها المبتغى ، حُدت عن الطريق ، سهوت عن النظر أبعد من تلك النقطة ، الأرجح أنك كنتَ قاصرًا ، فأخفقت .
و ببشاعة قمتَ بعد الإخفاق بإرادة عمياء ، دفنتها في غمرة غضبك و لم تمضِ ، بل قمت تبني عشًا تعيش فوق قبر إرادتك ، و أحلامك الحلوة و كل الأيام المبتغاة ، فشلتَ طويلًا . ]

ذات غفلة تساقطت هذه الحروف الجزِعَة ، كنتُ كأي إنسان يحتاج شيئًا من التوبيخ ، من اليأس أحيانًا ، من الحزن كي يستمر في العيش ، الإخفاق المتكرر جيِّد ليعطيك بعض الخبرة ، شيء من التجارب ؛ مقدار حاجة الإنسان في هذه الدنيا للحزن لا تكاد تقلُّ كثيرًا عن حاجته للفرح ، هذا الإنسان أضعف من أن يعيش فرحًا على الدوام ، و حدث أن تقمَّص أحدهم دور الحزين من أشياء نقَّب عنها بحرص ...
و تأرجُح الضعف و القوة يكون عبر مخزون الخبرة ، أعداد التجارب ، و آثار الذكريات ، و تراكم طين قليل على طين قليل كافٍ ليبدأ جذعٌ بالظهور .



اليوم يصلني خبر وفاة مبارك القديم من فريق " لبنة و طين " ، توفي يوم السبت الفائت بتاريخ 13 | 6 | 2020 م ، اللهم اغفر له و ارحمه و عافه و اعفُ عنه ، و أكرم نزله ، و وسِّع مدخله و اغسله بالماء و الثلج و البرد ، و نقِّه من الخطايا كما ينقَّى الثوب الأبيض من الدنس ، اللهم ثبِّته عند السؤال ، و اغفر له يا غفَّار .


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Follow Us @techandinv