7‏/6‏/2020

# يوميـات

لا بدَّ من التغيير


يربكني التغيير بالرغم من أنني أحبه ، أشعر بشيء من الإرتباك و الندم ، أحيانًا أصل لمرحلة حزن فضيع عندما يكون التغيير بغير رضاي و يؤثر في المحيط الذي اعتدت عليه ، يمكنني الإنتباه لأبسط الأشياء التي تغيَّرت أو تحرَّكت من حولي ، كما لا يمكنني التركيز على أي تغيير لا يهمُّني و إن كنتُ أراه دائمًا ، التغيير دائمًا يرهقني و لذلك التغييرات التي أقوم بها تكون بسيطة جدًا ، أو متباعدة إذا كانت واضحة ، أما إذا كانت تغييرات كبيرة فإنني افاجئ نفسي بها ، و لا أفكِّر بأي شيء إلا بعد الإنتهاء منها ، وقتها يمكنني التفكير بإيجابيات التتغير و سلبياته بمنطقية و ليس بتهوُّر أو كسل ، أحيانًا امضي أيامًا حزينة حتى ابدأ بالإعتياد على الشكل الجديد ، و ابدأ بالتناغم معه و تدريجيًا سأحبُّه أكثر من الأول مهما كان سيئًا ، الأمر معقَّد بعض الشيء و لكنه مألوف كثيرًا كأي شيء في هذه الحياة .

 برأيي و بشهادة أخواتي لقد تغيَّرت كثيرًا من بعد الحرب ، و بشكل خاص أنا متأكدة بأنني قد تغيَّرت أيضًا بعد العام الفائت المليئ بالغرابة ، و مع كل حدث بارز في حياتي أو تغيير فيها ، يظهر فيَّ بعدها و أستشعره من خلال طريقة تفكيري و حتى نسبة مشاعري تجاه الأشياء ، التغيير مهم جدًا بالنسبة لي و لكنَّه مرهق لمشاعري و مستهلك لتفكيري كثيرًا .

الحاصل من كل هذه المقدمة عن التغيير أننا قد غيَّرنا شكل غرفتنا ، فبدَّلنا مكان الدولاب الكبير مع سريري و مكتبي ، باتت الغرفة أجمل بدون شك ، كما أنني من طلب التغيير هذا ، و لكن هذا أيضًا لم ينفع في تجنيبي نوبة الندم و الحزن على مكاني القديم ، و الإرتباك من الشكل الجديد ، حتى أنني أخطأت عدة مرَّات في المقصد ، و هذه هي مشكلتي الأبدية : الإعتياد .

إنني سيئة جدًا في هذه الناحية ، فلا يمكنني انهاء امر اعتدت عليه ببساطة ، بل احتاج لكثير من الوقت لإستيعاب الأمر أولًا ، ثم تقبُّله ، ثم التناغم معه ، و بعدها اعتاد عليه و تتكرَّر المأساة ، و الغريب أنني أطلب التغيير دائمًا ، و ربما اتجاهل أنني سأكتئب بعدها ، و أغضُّ طرفي عن الحزن الأحمق الذي سيربكني ، و أمضي بالتغيير بحماس ، ثم لا ألبث أن أسقط في ارتباكي و حزني اللامبرر ...

إن هذا الإرتباك اشعر به في أبسط الأمور التي اغيِّرها ، أحيانًا حتى في تغيير المذكِّرة بعد أن تنتهي ، أكون قد احببتها و ارتبطت معها فأكتئب بعد انتهائها و أرفض الكتابة لبعض الوقت في مذكِّرة أخرى ثم أعود فأمضي فأحبُّها فأعتادها فتنتهي و هكذا ! ، أحيانًا أخرى اكسسوار بسيط عندما يصبح غير صالح للإستخدام بعد الآن و يجب عليَّ التخلُّص منه ، يبقى طويلًا في ركن من أركان الدولاب ، ثم آتي يوم و أنا مثقلة بالغضب أو الحزن فأتخلَّص منه و ينتهي !



كل الأشياء قابلة أن تؤلَف ، و كل الأشياء مصيرها الإنتهاء ، و من هنا تتأكَّد أهميَّة التغيير و التبديل .



  



صوَّرتها في حديقة النغم في حافون قبل اشهر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Follow Us @techandinv