يربكني التغيير
بالرغم من أنني أحبه ، أشعر بشيء من الإرتباك و الندم ، أحيانًا أصل لمرحلة حزن
فضيع عندما يكون التغيير بغير رضاي و يؤثر في المحيط الذي اعتدت عليه ، يمكنني
الإنتباه لأبسط الأشياء التي تغيَّرت أو تحرَّكت من حولي ، كما لا يمكنني التركيز
على أي تغيير لا يهمُّني و إن كنتُ أراه دائمًا ، التغيير دائمًا يرهقني و لذلك
التغييرات التي أقوم بها تكون بسيطة جدًا ، أو متباعدة إذا كانت واضحة ، أما إذا
كانت تغييرات كبيرة فإنني افاجئ نفسي بها ، و لا أفكِّر بأي شيء إلا بعد الإنتهاء
منها ، وقتها يمكنني التفكير بإيجابيات التتغير و سلبياته بمنطقية و ليس بتهوُّر
أو كسل ، أحيانًا امضي أيامًا حزينة حتى ابدأ بالإعتياد على الشكل الجديد ، و ابدأ
بالتناغم معه و تدريجيًا سأحبُّه أكثر من الأول مهما كان سيئًا ، الأمر معقَّد بعض
الشيء و لكنه مألوف كثيرًا كأي شيء في هذه الحياة .
برأيي و بشهادة أخواتي لقد تغيَّرت كثيرًا من
بعد الحرب ، و بشكل خاص أنا متأكدة بأنني قد تغيَّرت أيضًا بعد العام الفائت
المليئ بالغرابة ، و مع كل حدث بارز في حياتي أو تغيير فيها ، يظهر فيَّ بعدها و
أستشعره من خلال طريقة تفكيري و حتى نسبة مشاعري تجاه الأشياء ، التغيير مهم جدًا
بالنسبة لي و لكنَّه مرهق لمشاعري و مستهلك لتفكيري كثيرًا .
الحاصل من كل هذه
المقدمة عن التغيير أننا قد غيَّرنا شكل غرفتنا ، فبدَّلنا مكان الدولاب الكبير مع
سريري و مكتبي ، باتت الغرفة أجمل بدون شك ، كما أنني من طلب التغيير هذا ، و لكن
هذا أيضًا لم ينفع في تجنيبي نوبة الندم و الحزن على مكاني القديم ، و الإرتباك من
الشكل الجديد ، حتى أنني أخطأت عدة مرَّات في المقصد ، و هذه هي مشكلتي الأبدية :
الإعتياد .
إنني سيئة جدًا في
هذه الناحية ، فلا يمكنني انهاء امر اعتدت عليه ببساطة ، بل احتاج لكثير من الوقت
لإستيعاب الأمر أولًا ، ثم تقبُّله ، ثم التناغم معه ، و بعدها اعتاد عليه و
تتكرَّر المأساة ، و الغريب أنني أطلب التغيير دائمًا ، و ربما اتجاهل أنني سأكتئب
بعدها ، و أغضُّ طرفي عن الحزن الأحمق الذي سيربكني ، و أمضي بالتغيير بحماس ، ثم
لا ألبث أن أسقط في ارتباكي و حزني اللامبرر ...
إن هذا الإرتباك اشعر
به في أبسط الأمور التي اغيِّرها ، أحيانًا حتى في تغيير المذكِّرة بعد أن تنتهي ،
أكون قد احببتها و ارتبطت معها فأكتئب بعد انتهائها و أرفض الكتابة لبعض الوقت في
مذكِّرة أخرى ثم أعود فأمضي فأحبُّها فأعتادها فتنتهي و هكذا ! ، أحيانًا أخرى اكسسوار
بسيط عندما يصبح غير صالح للإستخدام بعد الآن و يجب عليَّ التخلُّص منه ، يبقى
طويلًا في ركن من أركان الدولاب ، ثم آتي يوم و أنا مثقلة بالغضب أو الحزن
فأتخلَّص منه و ينتهي !
كل الأشياء قابلة أن
تؤلَف ، و كل الأشياء مصيرها الإنتهاء ، و من هنا تتأكَّد أهميَّة التغيير و
التبديل .
صوَّرتها في حديقة النغم في حافون قبل اشهر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق