نقف اليوم أمام
التضحية الألف لكي يعود هذا الوطن ، و لكنَّها تضحية غالية جدًا جدًا ، و عادت
ذكرى أبو اليمامة مع هذه الفاجعة المؤلمة .
نبيل القعيطي ،
المصوِّر من وسط المعارك ، الفاضح لكلِّ الخونة و النصَّابين ، و صاحب ابتسامة
النصر المحرقة لكل الأعداء ، فلمَّا لم يستطيعوا محوها اغتالوا حياته كلِّيًا ..
و لا نقول إلا كما
قال النبيُّ في فقده لإبراهيم ابنه :
و إنا لفراقك يا نبيل
لمحزونون .
نعرف أن قتلك على
أيديهم مزيدًا من التأكيد على أنك تسير بالطريق الصحيح ، نعرف أنك ما دخلت في تلك
المعمعة كلِّها بشبابك كلِّه و زهرة عمرك إلا لأنك فديت روحك لأجل الوطن ، و لأنك
قرَّرت بذل الغالي و الرخيص في سبيل استعادة جنوبنا الغالي كما قلتَ تمامَا : [ هذه
الجبهات ، و الله لن يدخلوا إلا على جثثنا ]
بطولتك كافية لترفع
رأسك فخرًا ، الجموع الغفيرة الحزينة على فراقك دلالة على صدق ابتسامتك المنتصرة
في وجه وجومهم .
يكفي إلى هنا ، فلا
شيء يشرح حزننا على فقدان الأوفياء ، و خسارة الشرفاء الذين حافظوا على العرض و
الدين و الوطن ، و لكنَّنا نبلع الغصص الحزينة و نخفي الدموع الغزيرة لنكمل طريقكم
، و مشواركم في تحرير الوطن من كلِّ خائن عميل خبيث ، كلٌّ بحسب قدرته و الصدق هو
السلاح الأقوى في هذه المعركة ، تمامًا كما كان نبيل بكاميرة فيديو كسرهم ، و
بابتسامة نصر قهرهم ، و بسرد الوقائع استفزَّ إجرامهم فلم يستطيعوا الإحتمال و
اغتالوه ، اغتالوا وجوده ، و لكنَّ قضيَّة الجنوب لا تُغتال ، و مشوار نبيل و أبو
اليمامة و كل الشجعان لم يتوقَّف ، سننهي الأمر يومًا ما ، سنفعل بإذن المولى .
و مع ازدياد اعداد
التضحيات أرى شعاع النهاية يحتدَّ ، و بوادر النصر الأخير تظهر رويدًا رويدًا .
( و لا تحسبنَّ الذين
قتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياء عند ربهم يرزقون )
عسى أن تكونوا منهم .
اللهم اغفر لهم وارحمهم واعف عنهم وعافهم
وأكرم نزلهم ووسع مدخلهم ، واغسلهم بماء وثلج وبَرَد، ونَقِّهِم من الخطايا كما
ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأبدلهم داراً خيراً من دارهم ، وأهلاً خيراً من أهلهم
، وزوجاً خيراً من أزواجهم ، وقِهِم فتنة القبر وعذاب النار .
و هذا الوعد لن يموت قبل أن نموت :
*نزار هيثم.
عهدًا للشهيد البطل نبيل القعيطي ، عهدًا للمصور العالمي ، عهدًا للمناضل الكبير بميدان النضال ، عهدًا لك أيها الصنديد بجبهات القتال ، سنثأر لك وسنستمر على دربك في النضال حتى تحقيق اهدافنا الوطنية.
عهد الله قطعناه
سنواصل مابدأناه
نم قرير العين يارفيق الدرب 🍂
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق