الساعة الثانية ظهرًا
.
بصوت عالي يقطع هدوء
الحارة _ هااه يا ( إسم جارنا ) هذا هو الإنتقالي ، ذي قلتولنا عليه كيف سوَّا بنا
!
يردُّ بصوته المؤدَّب
ردًّا لا أسمعه ، فيردف قائلًا _ كنا على الشرعية أحسن !
و هذه المرَّة يقول
بكلمات واضحة وصلتني و بنفس الهدوء _ صبرتوا على الشرعية خمس سنين و اكثر ، امهلوا
الإنتقالي الآن خمس سنين بعدين بانتكلم .
أشفت عبارته غليلي ،
ابتسمت و أنا أستشعر القرصة الكلامية التي وجهها له ، فذهب و لحق به صوته الذي
انخفض شاتمًا أيَّ شيء و كلَّ شيء .
· نموذج القانطين من
كلِّ شيء و أيَّ شيء *
مغرِّدة على تويتر ،
كانت تغرِّد عن المجلس الإنتقالي و قضيَّة الجنوب ، على أساس أنها تقف بصفِّها ، و
كلُّنا يعلم بأن الجنوبي الأصيل يكنُّ كل الحب و الإمتنان و الثقة للمملكة العربية
السعودية و الإمارات المتحدة ، و لا يتحدَّث عنهما بسوء إلا ناكر الجميل أو مدسوس أو
جاهل و سطحي كما كانت هذه ، في بدايتها في تويتر استغربت من شهرتها رغم أن
تغريداتها عاديَّة جدًا ، و لا تحتوي تحليلًا سياسيًا يستحق المتابعة ، أو حتى
كلامًا منتظمًا و منطقي ، بالمختصر كان انطباع تغريداتها بالنسبة لي " فتاة تغرِّد
من على سريرها حسب حالتها النفسية " ، و لأجد لشهرتها سببًا كان أمامي خيارين
، أوَّلهما أنها فتاة و ليست رجل ، بحيث أن إمكانية شهرة الفتيات _ من الواضح _ أنها
كبيرة ، خصوصًا و الإناث يشجِّعن بعضهن كثيرًا و يستخدمون تقنية " سوي لايك
أسويلك " بكلِّ صرامة ، و بالطَّبع لا ننسى أننا نواجه يوميًا شرذمة من
الخرفان الإلكترونية ، و الثاني و الذي أرجِّحه اليوم أكثر و هو أنها ضمن فئة الذين لا يعرفون ماذا يريدون*
السبب الذي جعلني
أرجِّح الثاني ، هو تنزيلها تغريدة تشبه صوت الخفَّاش الذي يعاكس الإنسان دائمًا ،
التغريدة فيها تهديد مضحك للمجلس الإنتقالي و بالطبع بسبب الكهرباء المقطوعة بشكل
غالبي خلال هذه الأيام ، و قد كنتُ أعلم أنها ذات لسان منطلِق _ أتمنى أن يؤدَّب
في القادم من الأيام _ هي تهدِّد و تشير و تتوعَّد أي جهة بشيء من الثقة "
الزاايدة " ، و منذ قالت _ شيء يشبه هذا كثيرًا _ : ما اجانا الهم إلا من
كلمة الشقيقة " انتهيت منها تمامًا ، بالعاميَّة " غسَّلت يداتي منه بمي
و صابون " ؛ ذلك لأنني علمتُ أنَّها لا تفقه شيئًا مما تقول ، و قد "
صدقت نفسها " كثيرًا !
حسنًا هي ليست إعلامية
، و لا تكتب إلا مما تراه و هو ما نراه أيضًا ، و لكنَّ الرؤية السطحية هذه لا
تكفي أبدًا ، لأن السياسة ليست واضحة دائمًا ، السياسة تحتاج كثيرًا من التأمُّل ،
من البحث ، و من التفكير أيضًا .
لم أكن لأعلم عن
تغريدتها هذه و كذلك أختي ، و لكن لأختي صديقة أشارت لأختي بالتغريدة و أضافت
تعليقًا : انظري إلى هذا ، أليس كلامها حقيقيًا ؟!
حقيقيًا ؟ : نحن نعرف
أن الكهرباء تقطع كثيرًا ، نحن نعيش هنا أيضًا !
و لكن هل الحل أن
نهدِّد المسؤولين ؟
·
من سيسمعك ؟
·
ماذا ستستفيد ؟
·
في الفقرة التي قلتِ بها : " من دقَّ الصدر و أعلن الإدارة
الذاتية ، يجب عليه أن يتحرَّك و لو تدريجيًا " ، عزيزتي هل تطَّلعين على ما
يدور هناك ؟ هل لديك خبرًا أكيدًا من مصدر موثوق أن لا أحد يتحرَّك " تدريجيًا
" _ ممطوطة _ كما قلتِ تمامًا ؟
** جانبية : كيف يمكن أن تتحدَّثي بكل هذه الثقة من فوق السرير ..
سلِّفيني !
* نموذج الجاهلين
و بعد إجابة مطوَّلة لصديقة أختي ، قالت أختي جملة كانت الكافية تمامًا
، للحدِّ الذي جعلني أفكِّر كثيرًا بأن عمر الثلاثين يجعلك تقول كلمات قصيرة تختصر
مواضيع مطوَّلة ، قالت : بغض النظر عن أي شيء ثانوي يا عزيزتي إنني عندما أكون
بصفِّ الإنتقالي ، أرفض الحوثي و الإخونجي ، و هذا الأهم أكثر من توفُّر الكهرباء أو
عدمها بطبيعة الحال .
و هذا يدركه كلَّ من عاش تحت خباثتهم ، و مكائدهم الدائمة للدين و حتى
الدنيا .
و بسطحيَّة سأقول لها _ وطني محرَّر آمن ، هذا أهم نعمة وكفى .
بعد كل هذا ، أنا
لستُ أفهم لعبة السياسة دائمًا ، صحيح أنني أقد اتهمتُها بهذا أيضًا ، و لكنني لست
ناكرة جميل فلا زلت أتذكَّر كل تلك الشهامة التي قاموا بها لأجلنا ، لستُ أنظر
بسطحية و أحكم فقد عشت وسط الأحداث ، و الأهم لست مؤهَّلة لسبِّ أو التحدُّث في أي
شخص أكبر مني ، و هذا ليس استنقاصًا لذاتي ، بل هو وضع الأشياء في مواضعها ، و
معرفة قدر نفسي بدون مبالغة قد تنقص من مروؤتي .
و بعيدًا جدًا من هذا
كله ، بعد أن كانت أصابع قدمي المصابة بخير بالأمس و لم تؤلمني إلا نادرًا ، عاد
الألم اليوم كثيرًا حتى أكثر من اليوم الأول ، و كأنه لم يكن بالأمس بخير ، إلى
جانب ضريب ينفض جسدي و بالأخص قدمي اليمنى ، هل يمكن أن لإصابتي يدًا فيه ؟ لا
أدري .
قرأت كثيرًا من
التدوينات الجميلة اليوم على الفهرست ، استمتعت حقًّا و قد أثرتني بعضها بشكل كبير
، و شعرت بكثير من المواضيع تتزاحم في رأسي و وددت لو أكتبها ، و لكنني كنتُ قد
اجهزتُ على شحن الجهاز فاستسلم ، و عندما عرضت على نفسي أن أكتب على الدفتر كما
اعتدت دائمًا ، رفضتُ الكتابة بتعب ، و عندما عادت الكهرباء قبل ساعة من الآن ، و
عاد الجهاز للحياة ، تابعت كتابة التدوينة ببعض من الكسل و الإرهاق بسبب الضريب .
ملحوظة :
دائمًا كنتُ كسولة في الكتابة على الورق ، حتى أنني كنتُ أكره المدرسة لأجل
الدفاتر و كانت دومًا ناقصة فأُعاقب كثيرًا 🌚
، و لكن منذ افتتحت
المدوَّنة عدتُ لإيثار الكتابة على لوحة المفاتيح ، و أهملتُ الكتابة على الورق .
هذا صداع بدأ يلتهم
رأسي ، و تلاشت كل الأفكار التي انتفضت قبل ساعات ، يجب عليَّ أن أنهي هذه
التدوينة الآن ، فقد بتُّ أكتب بدون هوادة و يبدو أنني لن أتفقَّدها أخيرًا .
صمَّمته قبل فترة ✌
كلُّنا المملكة ✨
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق