31‏/5‏/2020

# دوامة الآس # يوميـات

الكهرباء تشعل انفعالات الجاهلين و المدسوسين


الساعة الثانية ظهرًا .

بصوت عالي يقطع هدوء الحارة _ هااه يا ( إسم جارنا ) هذا هو الإنتقالي ، ذي قلتولنا عليه كيف سوَّا بنا !

يردُّ بصوته المؤدَّب ردًّا لا أسمعه ، فيردف قائلًا _ كنا على الشرعية أحسن !

و هذه المرَّة يقول بكلمات واضحة وصلتني و بنفس الهدوء _ صبرتوا على الشرعية خمس سنين و اكثر ، امهلوا الإنتقالي الآن خمس سنين بعدين بانتكلم .

أشفت عبارته غليلي ، ابتسمت و أنا أستشعر القرصة الكلامية التي وجهها له ، فذهب و لحق به صوته الذي انخفض شاتمًا أيَّ شيء و كلَّ شيء .



·       نموذج القانطين من كلِّ شيء و أيَّ شيء *



مغرِّدة على تويتر ، كانت تغرِّد عن المجلس الإنتقالي و قضيَّة الجنوب ، على أساس أنها تقف بصفِّها ، و كلُّنا يعلم بأن الجنوبي الأصيل يكنُّ كل الحب و الإمتنان و الثقة للمملكة العربية السعودية و الإمارات المتحدة ، و لا يتحدَّث عنهما بسوء إلا ناكر الجميل أو مدسوس أو جاهل و سطحي كما كانت هذه ، في بدايتها في تويتر استغربت من شهرتها رغم أن تغريداتها عاديَّة جدًا ، و لا تحتوي تحليلًا سياسيًا يستحق المتابعة ، أو حتى كلامًا منتظمًا و منطقي ، بالمختصر كان انطباع تغريداتها بالنسبة لي " فتاة تغرِّد من على سريرها حسب حالتها النفسية " ، و لأجد لشهرتها سببًا كان أمامي خيارين ، أوَّلهما أنها فتاة و ليست رجل ، بحيث أن إمكانية شهرة الفتيات _ من الواضح _ أنها كبيرة ، خصوصًا و الإناث يشجِّعن بعضهن كثيرًا و يستخدمون تقنية " سوي لايك أسويلك " بكلِّ صرامة ، و بالطَّبع لا ننسى أننا نواجه يوميًا شرذمة من الخرفان الإلكترونية ، و الثاني و الذي أرجِّحه اليوم أكثر و هو أنها ضمن فئة الذين لا يعرفون ماذا يريدون*


السبب الذي جعلني أرجِّح الثاني ، هو تنزيلها تغريدة تشبه صوت الخفَّاش الذي يعاكس الإنسان دائمًا ، التغريدة فيها تهديد مضحك للمجلس الإنتقالي و بالطبع بسبب الكهرباء المقطوعة بشكل غالبي خلال هذه الأيام ، و قد كنتُ أعلم أنها ذات لسان منطلِق _ أتمنى أن يؤدَّب في القادم من الأيام _ هي تهدِّد و تشير و تتوعَّد أي جهة بشيء من الثقة " الزاايدة " ، و منذ قالت _ شيء يشبه هذا كثيرًا _ : ما اجانا الهم إلا من كلمة الشقيقة " انتهيت منها تمامًا ، بالعاميَّة " غسَّلت يداتي منه بمي و صابون " ؛ ذلك لأنني علمتُ أنَّها لا تفقه شيئًا مما تقول ، و قد " صدقت نفسها " كثيرًا !



حسنًا هي ليست إعلامية ، و لا تكتب إلا مما تراه و هو ما نراه أيضًا ، و لكنَّ الرؤية السطحية هذه لا تكفي أبدًا ، لأن السياسة ليست واضحة دائمًا ، السياسة تحتاج كثيرًا من التأمُّل ، من البحث ، و من التفكير أيضًا .

لم أكن لأعلم عن تغريدتها هذه و كذلك أختي ، و لكن لأختي صديقة أشارت لأختي بالتغريدة و أضافت تعليقًا : انظري إلى هذا ، أليس كلامها حقيقيًا ؟!

حقيقيًا ؟ : نحن نعرف أن الكهرباء تقطع كثيرًا ، نحن نعيش هنا أيضًا !

و لكن هل الحل أن نهدِّد المسؤولين ؟

·        من سيسمعك ؟

·        ماذا ستستفيد ؟

·       في الفقرة التي قلتِ بها : " من دقَّ الصدر و أعلن الإدارة الذاتية ، يجب عليه أن يتحرَّك و لو تدريجيًا " ، عزيزتي هل تطَّلعين على ما يدور هناك ؟ هل لديك خبرًا أكيدًا من مصدر موثوق أن لا أحد يتحرَّك " تدريجيًا " _ ممطوطة _ كما قلتِ تمامًا ؟



** جانبية : كيف يمكن أن تتحدَّثي بكل هذه الثقة من فوق السرير .. سلِّفيني !




  * نموذج الجاهلين 



و بعد إجابة مطوَّلة لصديقة أختي ، قالت أختي جملة كانت الكافية تمامًا ، للحدِّ الذي جعلني أفكِّر كثيرًا بأن عمر الثلاثين يجعلك تقول كلمات قصيرة تختصر مواضيع مطوَّلة ، قالت : بغض النظر عن أي شيء ثانوي يا عزيزتي إنني عندما أكون بصفِّ الإنتقالي ، أرفض الحوثي و الإخونجي ، و هذا الأهم أكثر من توفُّر الكهرباء أو عدمها بطبيعة الحال .



و هذا يدركه كلَّ من عاش تحت خباثتهم ، و مكائدهم الدائمة للدين و حتى الدنيا .

و بسطحيَّة سأقول لها _ وطني محرَّر آمن ، هذا أهم نعمة وكفى .







بعد كل هذا ، أنا لستُ أفهم لعبة السياسة دائمًا ، صحيح أنني أقد اتهمتُها بهذا أيضًا ، و لكنني لست ناكرة جميل فلا زلت أتذكَّر كل تلك الشهامة التي قاموا بها لأجلنا ، لستُ أنظر بسطحية و أحكم فقد عشت وسط الأحداث ، و الأهم لست مؤهَّلة لسبِّ أو التحدُّث في أي شخص أكبر مني ، و هذا ليس استنقاصًا لذاتي ، بل هو وضع الأشياء في مواضعها ، و معرفة قدر نفسي بدون مبالغة قد تنقص من مروؤتي .





و لولا أنني عشت وسط الأحداث ، و وجب عليَّ ذكر كل شيء بدون نكران ، و قرأت كثيرًا في الأمر لم أكن لأتحدث أبدًا في السياسة فلا زلت أكرهها تمامًا كما كنت دائمًا .





و بعيدًا جدًا من هذا كله ، بعد أن كانت أصابع قدمي المصابة بخير بالأمس و لم تؤلمني إلا نادرًا ، عاد الألم اليوم كثيرًا حتى أكثر من اليوم الأول ، و كأنه لم يكن بالأمس بخير ، إلى جانب ضريب ينفض جسدي و بالأخص قدمي اليمنى ، هل يمكن أن لإصابتي يدًا فيه ؟ لا أدري .



قرأت كثيرًا من التدوينات الجميلة اليوم على الفهرست ، استمتعت حقًّا و قد أثرتني بعضها بشكل كبير ، و شعرت بكثير من المواضيع تتزاحم في رأسي و وددت لو أكتبها ، و لكنني كنتُ قد اجهزتُ على شحن الجهاز فاستسلم ، و عندما عرضت على نفسي أن أكتب على الدفتر كما اعتدت دائمًا ، رفضتُ الكتابة بتعب ، و عندما عادت الكهرباء قبل ساعة من الآن ، و عاد الجهاز للحياة ، تابعت كتابة التدوينة ببعض من الكسل و الإرهاق بسبب الضريب .





ملحوظة : دائمًا كنتُ كسولة في الكتابة على الورق ، حتى أنني كنتُ أكره المدرسة لأجل الدفاتر و كانت دومًا ناقصة فأُعاقب كثيرًا 🌚 ، و لكن منذ افتتحت المدوَّنة عدتُ لإيثار الكتابة على لوحة المفاتيح ، و أهملتُ الكتابة على الورق .





هذا صداع بدأ يلتهم رأسي ، و تلاشت كل الأفكار التي انتفضت قبل ساعات ، يجب عليَّ أن أنهي هذه التدوينة الآن ، فقد بتُّ أكتب بدون هوادة و يبدو أنني لن أتفقَّدها أخيرًا .



 



صمَّمته قبل فترة ✌

 

كلُّنا  المملكة ✨

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Follow Us @techandinv