9‏/5‏/2020

# تأمـلات # رسائل لن تصل

الولاية ، و تحدِّي الصبر لنفسي 🙃


15 رمضان 1441 هـ



 

ما معنى هذه الصورة !
هل تتساءل ؟
هي فقط توثيق لصبري الذي لم ينفد حتى الآن ! ، و لا زلت قيد التحدِّي ، رغم أنني قد يأست مرة و هذا سبب وجود أربعة أطراف في الخيط نفسه ، ذلك لأنني قبل يوم أو يومين فقدت أملي في الحصول على الطرف الآخر و أختي حرَّضتني على قصُّه فقصصت طرفًا ما وسط كل هذه العُقد !
قصَّة هذا الخيط ، هي أنني وجدته في محلِّ الخيوط و استغربت من نوعه الجديد ، و بفضول اشتريته و تساءلت لو أنه هو نفسه خيط المكرمية المصري أم لا ؟ ، لأن خيط المكرمية بحثت عنه كثيرًا هنا و لم أجده ، على أيَّة حال عندما فتحت كيس هذا الخيط لم يكن على شكل بكرة ، و قضيت أيام أفكِّر بملمسه و أختي تكرِّر علي : " هذا يضيفوه على الجلابيَّات مش حق كروشيه " و لكنني مصِّرة على العمل فيه ، و بعد فترة قرَّرت أن أبدأ به عمل حقيبة ، فأخرجت طرفًا من الكيس و بدأت أعمل و لكن استوقفتني عقدة صغيرة ثم أخرى أكبر منها ثم أكبر و أكبر حتى رميته بحنق و أغلقت العمل حتى أجد حلًا له ؛ فيما بعد تفكير طويل في قلَّة صبري ، سردت موعظة طويلة على رأسي عن الصبر ، و أقمت لنفسي تحدِّيًا و هو أن أقوم بترتيب هذا الخيط و تنظيمه على شكل بكرة صالحة للإستخدام ؛ العمل سار ببطء و كلُّ هذا حتى لا أضغط على نفسي فأقوم بقصِّه بجنون ، المهمُّ هو أنني اليوم أهنِّئ نفسي بالوصول لهذا الحد من البكرة إنه لإنجاز مذهل بالفعل ، و بصدق فقد ازداد تمسُّكي بالبكرة و خفَّت رغبتي بقصِّه بدون احتمال ، اليوم عمِلت عليه طويلًا لذلك عقلي عبارة عن خيوط و خيوط و عقد و لا تنتهي !!



و رغم أنني سعيدة بمستوى الإحتمال الذي وصلته إلَّا أنني أظنُّ أن عملي عليه بقطعة كروشية بات صعبًا ، لأنني بكلِّ صراحة كرهته ! ، أختي تداعبني بأن تباغتني و أنا غافلة و تقوم بفكِّ البكرة ، و أمِّي متعجِّبة مني على احتمالي ، أصابتني حالة صمت تام بالكاد خرجت منها ، و كلُّه من ساعات العصر كلها التي قضيتها بفكِّه رغم أن لي خطط أخرى مثل عمل قطع كروشية خاصَّة فقد انقطعت عن العمل منذ بداية رمضان و هذا ليس جميلًا أبدًا ، و طلبية صغيرة و بعض الواجبات التدوينية المؤجلة كل يوم ، و حتى بعض التصاميم التي اشتريت قماشها و لا زالت في كيسها تسألني أختي كلَّ يوم : " هاه خرجتي تصميم عشان أبدأ أخيطهم ؟ " و دائمًا إجابتي : " آآه نسيت و الله ، دحين باقوم " و الحقيقة هي أنني أقوم و لكنني لا أعود أبدًا بالتصاميم ، أدخل الإنستا أتجوَّل بلا هوادة ، أرفع بعض الصور ، تدخل صديقة نبدأ بالحديث الذي لا ينتهي و كلُّه بالطبع فارغ مع الأسف ، و لكنَّ لذَّة " المناجمة " و المداعبة لا تعوَّض !


المهمُّ هو أن الإنترنت بانقطاعه منذ فجر الأمس جاء بنتيجة ، و هي بقاء وقت بعد صلاة التراويح قمت به بتجهيز الطلبية بل و ضاعفت الكميَّة لأن صاحبة الطلب معروفة و من الأهل ، و قد كان الطلب علاق لهَّاية و استمتعت كثيرًا بعمله و الحمدلله ... 


 


 هذه اثنتان من الطلب 👆🙂


قبل قليل كنت عند والدتي عند عودة الإنترنت ، كانت تحادث على واتس أب أخي الذي في روسيا حاليًا ، أمِّي قلقة قليلًا من رسالة واتسابية مخيفة _ كالعادة _ تقول الرسالة أنه لا وجود لكورونا في عدن و المرض المنتشر هو عبارة عن مرض أقوى و هو : " الطاعون الرئوي " !
أمِّي تعرف أن رسائل الواتس أب يستطيع كتابتها أي أحد و يقوم بنشرها بكل أكاذيبها ، و لكنها تقلق كلُّ مرة تصلها رسالة مخيفة كهذه ؛ مرَّة أرسل خالي في مجموعة العائلة رسالة مهندمة عن مرض كورونا ، مرتَّبة بشكل يجعلك تحترمها ، و بعد أن قرأها أهل المجموعة و بدأوا بالنقاش بشأنها ، ردَّ خالي : " طبعًا هذي الرسالة من تأليفي أنا كتبته و انا بالقعادة ، بس أشتي أثبت لكم أن أي حد يقدر يكتب هذي الرسايل و يعممها حتى ، و الناس طبعًا يصدقوه ، لا تصدِّقوا شي إلا من مكان مضمون " وقتها تفاجأن خالاتي ، و لكن لا زلن في كلِّ مرَّة يقعون في نفس الفخ !

نعود لأمي القلقة و التي ردَّ عليها أخي بهدوئه : " يمه لا تصدقوش أي حاجة ، بعدين محد بيموت إلا إذا كمل يومه ... "
فابتسمت امي و قد اطمأنت بعض الشيء و عادت لتفيض عليه بتوصياتها على نفسه و صحَّته ...



لا زلنا في نفس الدائرة ندور دون توقُّف ، أفضل شيء حدث هذه الفترة هو أننا لا نتزاور ، آخر زيارة كانت كلمتها الرئيسية " كورونا و مكرفس "  و كلَّما حاولت الخروج بدفَّة الحديث لشيء آخر لا يتكون لمحاولتي فائدة ، أريد أن أقول للناس : " كــفــى ، هذه فوبيا و ليست وقاية و لا حتى تداول أخبار صحيحة " !



( قُل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا )
كلُّ شيء مكتوب من قبل أن نُخلَق ، و لا شيء يرد القضاء الا الدعاء ..
ادعوا و كفى بالله مجيبًا !

في تكملة الآية : ( هو مولانا )
و قال سبحانه : ( فالله هو الوليُّ )
( فنعم المولى )
( و الله مولكم )

الولاية هي التصريف و التدبير لجميع الكائنات ، و تقدير الأمور كلها من خير و شر و نفع و ضر ، و ولاية الله تتضمن إثبات معاني الملك لله تعالى ، و التولِّي لله تعني أن يكون كل المخلوقات طوع تدبيره لا خروج لأحد عن مشيئته و شمول قدرته ، و هذا يشمل المسلمون و الكفار لأن الله هو الوليُّ على كل شيء ...


و يختصُّ الله عباده المؤمنين بولاية المحبة و التوفيق و النصر و التأييد ، و هذه الولاية منه لعباده المؤمنين تقتضي عنايته و لطفه بهم ، و توفيقهم بالتربية على الإيمان و البعد عن الضلال و الخسران فقال سبحانه بآية تقشعرُّ لها الأبدان : ( الله وليُّ الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور و الذين كفروا أولياؤهم الطغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات )
انتبهت للفرق ، لطريقة الخروج !
الله يوصلنا إلى النور ، و هم لا وليَّ لهم إلا طاغوت لا ينفعهم ، بل يخرجهم من نور الفطرة إلى ظلمات الكفر و الشرك ؛ و قال سبحانه : ( و الله وليُّ المؤمنين )
يغفر لهم و يرحمهم بولايته عليهم فيقولون في دعائه و رجائه : ( أنت ولينا فاغفر لنا و ارحمنا )
ينصرهم و يؤيدهم على عدوِّه و عدوِّهم بولايته الخاصة لهم فيقولون : ( أنت مولنا فانصرنا على القوم الكفرين )
يقول الله تعالى عن أولياؤه : ( إن أولياء الله لا خوف عليهم و لا هم يحزنون * الذين ءامنوا و كانوا يتقون * لهم البشرى في الحيوة الدنيا و في الأخرة )

فأولياء الله ليس اليهود و لا النصارى و لا الملاحدة أيضًا كما يزعمون ، بل من كان إيمانه صادقًا و اتقى الله في السر و العلن ، و جاهد في التقرُّب إليه بفرائض الإسلام و رغائب الدين .
قال تعالى : ( و هو يتولَّى الصلحين )

و هناك قصَّة في سياق الولاية ، قال أبو سفيان يوم غزوة أحد : لنا العزَّى و لا عُزَّى لكم ، قال النبي للصحابة : ( أجيبوه ) قالوا : ما نقول ؟ ، قال : ( قولوا : " الله مولانا و لا مولى لكم " )

اللـه أكبر و أعظم ، الله وليُّنا و سيخرجنا من الظلمات إلى النور ، و هم سيخرجهم عُزَّاهم من النور إلى الظلمات ، و ربَّما وقعت تلك الكلمة في نفس أبو سفيان فأثابه الله على تأمله لها بأن هداه إلى نوره فأسلم و أخرجه الله من ظلمات الكفر الى نور الإسلام ... ربما !




أخيرًا أقول لكلِّ مؤمن في هذه الجائحة و كل ما قد يطرأ فيزعزع قلبه الخوف و تنكمش أفكاره قلقة :
( الله وليُّنا يرحمنا و يهدينا و يختصُّنا بلطفه ، فادعه و هو القادر على كلِّ شيء ابتداءً من إجابة دعائك و لا نهاية لقدرته تبارك و تعاظم )

و رسالة لكل من أراد أن يفوز بولاية الله له :
( آمن بصدق ، و كن تقيًّا محافظًا على فرائضك و واجباتك ، و اجتنب الحرام و كل الكبائر تفوز بولاية الله لك )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Follow Us @techandinv