15 رمضان 1441 هـ
ما معنى هذه الصورة !
هل تتساءل ؟
هي فقط توثيق لصبري
الذي لم ينفد حتى الآن ! ، و لا زلت قيد التحدِّي ، رغم أنني قد يأست مرة و هذا
سبب وجود أربعة أطراف في الخيط نفسه ، ذلك لأنني قبل يوم أو يومين فقدت أملي في
الحصول على الطرف الآخر و أختي حرَّضتني على قصُّه فقصصت طرفًا ما وسط كل هذه
العُقد !
قصَّة هذا الخيط ، هي
أنني وجدته في محلِّ الخيوط و استغربت من نوعه الجديد ، و بفضول اشتريته و تساءلت
لو أنه هو نفسه خيط المكرمية المصري أم لا ؟ ، لأن خيط المكرمية بحثت عنه كثيرًا
هنا و لم أجده ، على أيَّة حال عندما فتحت كيس هذا الخيط لم يكن على شكل بكرة ، و
قضيت أيام أفكِّر بملمسه و أختي تكرِّر علي : " هذا يضيفوه على الجلابيَّات
مش حق كروشيه " و لكنني مصِّرة على العمل فيه ، و بعد فترة قرَّرت أن أبدأ به
عمل حقيبة ، فأخرجت طرفًا من الكيس و بدأت أعمل و لكن استوقفتني عقدة صغيرة ثم
أخرى أكبر منها ثم أكبر و أكبر حتى رميته بحنق و أغلقت العمل حتى أجد حلًا له ؛
فيما بعد تفكير طويل في قلَّة صبري ، سردت موعظة طويلة على رأسي عن الصبر ، و أقمت
لنفسي تحدِّيًا و هو أن أقوم بترتيب هذا الخيط و تنظيمه على شكل بكرة صالحة للإستخدام
؛ العمل سار ببطء و كلُّ هذا حتى لا أضغط على نفسي فأقوم بقصِّه بجنون ، المهمُّ
هو أنني اليوم أهنِّئ نفسي بالوصول لهذا الحد من البكرة إنه لإنجاز مذهل بالفعل ،
و بصدق فقد ازداد تمسُّكي بالبكرة و خفَّت رغبتي بقصِّه بدون احتمال ، اليوم عمِلت
عليه طويلًا لذلك عقلي عبارة عن خيوط و خيوط و عقد و لا تنتهي !!
و رغم أنني سعيدة
بمستوى الإحتمال الذي وصلته إلَّا أنني أظنُّ أن عملي عليه بقطعة كروشية بات صعبًا
، لأنني بكلِّ صراحة كرهته ! ، أختي تداعبني بأن تباغتني و أنا غافلة و تقوم بفكِّ
البكرة ، و أمِّي متعجِّبة مني على احتمالي ، أصابتني حالة صمت تام بالكاد خرجت
منها ، و كلُّه من ساعات العصر كلها التي قضيتها بفكِّه رغم أن لي خطط أخرى مثل
عمل قطع كروشية خاصَّة فقد انقطعت عن العمل منذ بداية رمضان و هذا ليس جميلًا
أبدًا ، و طلبية صغيرة و بعض الواجبات التدوينية المؤجلة كل يوم ، و حتى بعض
التصاميم التي اشتريت قماشها و لا زالت في كيسها تسألني أختي كلَّ يوم : "
هاه خرجتي تصميم عشان أبدأ أخيطهم ؟ " و دائمًا إجابتي : " آآه نسيت و
الله ، دحين باقوم " و الحقيقة هي أنني أقوم و لكنني لا أعود أبدًا بالتصاميم
، أدخل الإنستا أتجوَّل بلا هوادة ، أرفع بعض الصور ، تدخل صديقة نبدأ بالحديث
الذي لا ينتهي و كلُّه بالطبع فارغ مع الأسف ، و لكنَّ لذَّة " المناجمة
" و المداعبة لا تعوَّض !
المهمُّ هو أن
الإنترنت بانقطاعه منذ فجر الأمس جاء بنتيجة ، و هي بقاء وقت بعد صلاة التراويح
قمت به بتجهيز الطلبية بل و ضاعفت الكميَّة لأن صاحبة الطلب معروفة و من الأهل ، و
قد كان الطلب علاق لهَّاية و استمتعت كثيرًا بعمله و الحمدلله ...
هذه اثنتان من الطلب 👆🙂
قبل قليل كنت عند
والدتي عند عودة الإنترنت ، كانت تحادث على واتس أب أخي الذي في روسيا حاليًا ،
أمِّي قلقة قليلًا من رسالة واتسابية مخيفة _ كالعادة _ تقول الرسالة أنه لا وجود
لكورونا في عدن و المرض المنتشر هو عبارة عن مرض أقوى و هو : " الطاعون
الرئوي " !
أمِّي تعرف أن رسائل
الواتس أب يستطيع كتابتها أي أحد و يقوم بنشرها بكل أكاذيبها ، و لكنها تقلق كلُّ
مرة تصلها رسالة مخيفة كهذه ؛ مرَّة أرسل خالي في مجموعة العائلة رسالة مهندمة عن
مرض كورونا ، مرتَّبة بشكل يجعلك تحترمها ، و بعد أن قرأها أهل المجموعة و بدأوا بالنقاش
بشأنها ، ردَّ خالي : " طبعًا هذي الرسالة من تأليفي أنا كتبته و انا
بالقعادة ، بس أشتي أثبت لكم أن أي حد يقدر يكتب هذي الرسايل و يعممها حتى ، و
الناس طبعًا يصدقوه ، لا تصدِّقوا شي إلا من مكان مضمون " وقتها تفاجأن
خالاتي ، و لكن لا زلن في كلِّ مرَّة يقعون في نفس الفخ !
نعود لأمي القلقة و التي
ردَّ عليها أخي بهدوئه : " يمه لا تصدقوش أي حاجة ، بعدين محد بيموت إلا إذا كمل
يومه ... "
فابتسمت امي و قد
اطمأنت بعض الشيء و عادت لتفيض عليه بتوصياتها على نفسه و صحَّته ...
لا زلنا في نفس
الدائرة ندور دون توقُّف ، أفضل شيء حدث هذه الفترة هو أننا لا نتزاور ، آخر زيارة
كانت كلمتها الرئيسية " كورونا و مكرفس " و كلَّما حاولت الخروج بدفَّة الحديث لشيء آخر
لا يتكون لمحاولتي فائدة ، أريد أن أقول للناس : " كــفــى ، هذه فوبيا و
ليست وقاية و لا حتى تداول أخبار صحيحة " !
( قُل لن يصيبنا إلا
ما كتب الله لنا )
كلُّ شيء مكتوب من
قبل أن نُخلَق ، و لا شيء يرد القضاء الا الدعاء ..
ادعوا و كفى بالله
مجيبًا !
في تكملة الآية : (
هو مولانا )
و قال سبحانه : (
فالله هو الوليُّ )
( فنعم المولى )
( و الله مولكم )
الولاية هي التصريف و
التدبير لجميع الكائنات ، و تقدير الأمور كلها من خير و شر و نفع و ضر ، و ولاية
الله تتضمن إثبات معاني الملك لله تعالى ، و التولِّي لله تعني أن يكون كل
المخلوقات طوع تدبيره لا خروج لأحد عن مشيئته و شمول قدرته ، و هذا يشمل المسلمون
و الكفار لأن الله هو الوليُّ على كل شيء ...
و يختصُّ الله عباده
المؤمنين بولاية المحبة و التوفيق و النصر و التأييد ، و هذه الولاية منه لعباده
المؤمنين تقتضي عنايته و لطفه بهم ، و توفيقهم بالتربية على الإيمان و البعد عن
الضلال و الخسران فقال سبحانه بآية تقشعرُّ لها الأبدان : ( الله وليُّ الذين
آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور و الذين كفروا أولياؤهم الطغوت يخرجونهم من
النور إلى الظلمات )
انتبهت للفرق ،
لطريقة الخروج !
الله يوصلنا إلى
النور ، و هم لا وليَّ لهم إلا طاغوت لا ينفعهم ، بل يخرجهم من نور الفطرة إلى
ظلمات الكفر و الشرك ؛ و قال سبحانه : ( و الله وليُّ المؤمنين )
يغفر لهم و يرحمهم
بولايته عليهم فيقولون في دعائه و رجائه : ( أنت ولينا فاغفر لنا و ارحمنا )
ينصرهم و يؤيدهم على
عدوِّه و عدوِّهم بولايته الخاصة لهم فيقولون : ( أنت مولنا فانصرنا على القوم
الكفرين )
يقول الله تعالى عن
أولياؤه : ( إن أولياء الله لا خوف عليهم و لا هم يحزنون * الذين ءامنوا و كانوا
يتقون * لهم البشرى في الحيوة الدنيا و في الأخرة )
فأولياء الله ليس
اليهود و لا النصارى و لا الملاحدة أيضًا كما يزعمون ، بل من كان إيمانه صادقًا و
اتقى الله في السر و العلن ، و جاهد في التقرُّب إليه بفرائض الإسلام و رغائب
الدين .
قال تعالى : ( و هو
يتولَّى الصلحين )
و هناك قصَّة في سياق
الولاية ، قال أبو سفيان يوم غزوة أحد : لنا العزَّى و لا عُزَّى لكم ، قال النبي
للصحابة : ( أجيبوه ) قالوا : ما نقول ؟ ، قال : ( قولوا : " الله
مولانا و لا مولى لكم " )
اللـه أكبر و أعظم ،
الله وليُّنا و سيخرجنا من الظلمات إلى النور ، و هم سيخرجهم عُزَّاهم من النور
إلى الظلمات ، و ربَّما وقعت تلك الكلمة في نفس أبو سفيان فأثابه الله على تأمله
لها بأن هداه إلى نوره فأسلم و أخرجه الله من ظلمات الكفر الى نور الإسلام ...
ربما !
أخيرًا أقول لكلِّ مؤمن في هذه الجائحة و كل ما قد يطرأ فيزعزع قلبه
الخوف و تنكمش أفكاره قلقة :
( الله وليُّنا يرحمنا و يهدينا و يختصُّنا بلطفه ، فادعه و هو القادر
على كلِّ شيء ابتداءً من إجابة دعائك و لا نهاية لقدرته تبارك و تعاظم )
و رسالة لكل من أراد أن يفوز بولاية الله له :
( آمن بصدق ، و كن تقيًّا محافظًا على فرائضك و واجباتك ، و اجتنب
الحرام و كل الكبائر تفوز بولاية الله لك )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق