16 رمضان 1441 هـ
يومٌ بلا عنوان ...
آه صحيح الخيط الذي
كوَّنت منه بكرة صغيرة استطعت أن أخلِّصه كاملًا من العُقد تلك ، و بقيت البكرة
الكبيرة لازال فيها عقد كثيرة ربما أنتهي منها غدًا أو بعد غد ؛ هذا إنجاز عظيم ،
شيءٌ ما ارتخى بداخلي و هذا يفسِّر كم كانت أعصابي مشدودة ..
إنني في متاهة ضياع
أعترف ، لدي شعور عميق بعدم جدواي ، بعض شعور بالذنب ، شيء من قسوة الوحدة رغم ان الجميع
حولي ، كم أكره الفراغ هذا ، و كم هو ينهش داخلي ...
و اجبر كسري و اصلح
سريرتي و علني ...
اتعرف تقنية "
جبر الخواطر " ..؟
ساهم بها ، و اجبر
بكلماتك اللطيفة جروح من حولك ، ابتسم ، وزِّع عبارات دافئة للذين يقاسون برودة
دواخلهم ، عانق من يشعرون بالحزن ، و اعط لليائسين شعلة أمل ؛ جبر الخواطر لا يكون
بالأشياء المتكلِّفة ، أحيانًا تكون كلمة طوق نجاة ، و ابتسامة معطف دافئ ، و عناق
قلبٌ محتوِ ، و عبارات طيِّبة تقف على هيئة شموع لمستقبل مظلم ، أشياء بسيطة
ستكفيهم ، التكلُّف أحيانًا يكون سبب حزنهم ..
يقول الرسول صلى الله
عليه و سلَّم : ( و الكلمة الطيبة صدقة )
و أيضًا : ( تبسُّمِك
في وجه أخيك لك صدقة )
كلمة طيِّبة و
ابتسامة كافيتين لتكونا لك صدقة و قُربة ، و تُنقذ بهما أحدٌ على شفا حفرة مظلمة .
لم يقُل اعطه هديَّة
متكلِّفة ، لم يقُل اعطه تذكرة سفر ترفيهية ، و لم يقُل اكتب له كتابًا عن التفاؤل
و الأمل ..
اهتمَّ به أنت ، قل
له : " طمئنِّي عليك "
اسأله عن النواحي
الحُلُوة ، حدِّثه عن شيء مضحك ، استرق منه ابتسامة ، و اعطه بطاقة أمان معك ،
لوِّن ملامح وجهه الشاحبة ، و وسط ظلامه ذاك ذكِّره بأن النجوم لا تلمع إلا في
الظلام ، و أن لديه فرصة لمعان لا تعوَّض ، و أخبره أنه أقوى من أن يتبعثر ، أصلب
من أن يذوب بانقسامات الظروف ، و ربِّت على قلبه بدعاء محبٍّ قائلًا : ( الله
سيجبر كسرك ، فقل يا جبَّار ... )
يقول الشافعي :
جبر الضعيف وكل قلب قد غدا .... ذا كسرة فالجبر منه داني .
الله هو جبَّار
السماوات و الأرض ، يجبر الكسير ، و يغني الفقير ، و ييسر العسير ، و يشفي المريض
، و يجبر الخاضعين لعظمته و جلاله جبرًا خاصًّا ، فيفيض على قلوبهم أُنسًا و هداية
و إرشاد و توفيقٌ إلهيٌّ ، قل يا كسير قل : ( اللهم اجبرني )
كلُّك يا إنسانُ ضعف
، أنت كسير ، لا طبيب يجبِّر كسر داخلك ، يده لا تصل لتضمِّد جُرحك ، ضياعك الذي
تشعر به لن ينقذك منه أحد ، لأنه عالم لا يعرفه غيرك ، هناك جبَّار فوق كل
الجبَّارين ، قادر على أن ينتشلك من ضياعك إلى رحاب أُنسِه ، من ظلامك إلى نور هدايته
، يبدِّل وجعك سلام ، و يجبِرُكَ بلطفه و برحمته التي وسعت كل شيء ، فتعود ألوانك
..
في حساب الأديب
فوَّاز اللعبون على تويتر ، عباراتٌ تفيض نقاء و سلام ، هو يدرك كم أن ابتسامة
واحدة تفعل الأفاعيل ، و كم كلمة طيِّبة واحدة تنقذ الكثير ، شكرًا أستاذ فوَّاز
لإدراكك أمرٌ مهمٌّ كهذا ، شكرًا لنصائحك التي تجيئ بالوقت المناسب دومًا ...
إن كنتَ تعاني كسرًا
في روحك _ و لابدَّ كبشر _ إقرأ في كتاب لأنك الله عن اسم الله الجبار ، ستجد فيه
جبيرة لكل ما تم كسره بداخلك إن شاء الله ..
تدوينة اليوم صغيرة و
لكنها أفضل من لا شيء ، خصوصًا مع هذا المزاج الضائع ، و هذا الداخل المتناقض ...
رسالتي إلي و إلى كل الذين تنهش أرواحهم خواطر أسى ، و تحتضنهم متاهات
مظلمة :
( فلنقل كلُّنا : يا جبَّار ، و اجبر كسر قلوبنا ، و املأ دواخلنا
نورًا ، و انشر سلامًا بداخل أرواحنا المنهكة ، و ارحمنا و نحن الضعفاء ، و نحن
الفقراء إليك ، و نحن في قمَّة تكشُّفنا عند عِلمك بحالنا الواهنة ..
ربَّاه ، و لك الحمدُ على كلِّ حال )
الصور من رحلة شواء في بحر " العشَّاق " قبل سنة ، و الدبدوب البنِّيُّ اللطيف هذا من صنع كروشيهاتي الأوَّل في صناعة الدمى ❤️️
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق