17 رمضان 1441 هـ
إنني على وشك
الإنتهاء من ترتيب البكرة الكبيرة و هذا يسعدني و يوتِّرُني أيضًا ، أبدأ بالتفكير
بمشروع الحقيبة التي سأصنعها منه ، أتخيَّل شكلها و أحاول أن أحيي لهفتي للعمل
بهذا الخيط بعد أن خمدت من بعد كلِّ هذه العقد ، ألم أقل من قبل عندما أكون في
ذروة شغفي بالشيء و أحصل عليه أخيرًا يبدو تافهًا جدًا ، و هذا مزعج حقًا و على
أيَّة حال لا زلت أحارب مواقف الخذلان المبتذلة هذه ..
بدأت أختي بخياطة
الثوب القطني للعيد ، بعد أن استقرَّيت أخيرًا على تصميم محدَّد و ها هي تعمل عليه
بجِد ، أريد أن أقول لأختي : " شكرًا لك يا عزيزتي ، لَكَم أنا سعيدة
بأخوَّتك "
نسرينة تذكِّرنا بأنالله معنا بنصٍّ إقتباسي جميل ، شاكرةً لها نقلها في وقت كنتُ بأمسِّ الحاجة لمثل
هذا الكلام اللطيف ، فمن بعد الأمس استغرقت في شعور الخذلان دون سبب واضح ، شيء من
الكآبة تلبَّسني ، بدأ شعور القنوط ممَّن حولي يتزايد و هذا مؤشر خطير بأنني بدأت
لعبة الإنهيارات التي لن تتوقف إلا بكارثة مؤكَّدة هذه المرَّة ، و كان تذكير
نسرينة كافيًا ليكون طوق نجاة و شمعة وسط غربتي تلك ...
تقول : " الله
معنا "
أذكر أنني كتبت نصًّا
من كتابي الذي لم يكتمل أقول فيه :
( نقص ، نقص ، نقص و
نغص !
يمينًا و شمالًا هناك
خلل ، ثقوب ، عثرات ، تشوُّهات ...
لا تكاد ترتكي إلا و
تُخذَل ، تعتمِد و تُكسَر ، تتأكد و توقن و بعدها تهمل ببشاعة لتصبح غصن جاف يخشخش
تحت أقدام الصدمة !
كُنتَ تعتقد !
لم تكُن تعلم أن ما
حدث سيحدث ..
كنتَ ...
" نقص " خيبـة !
لكنك تصرخ دون وعي :
" يا الله "
لست متمعِّنًا فيما
قلت !
قلتها معتادًا فحسب !
لم تكن تعرف _ كالعادة
_ يا بشر أن ما تبحث عنه قريبًا جدًا ، للحدِّ الذي يجعلك تتصوَّر آلاف الأميال
لتجد مرادك .
حروف فقط ( يا الله )
كُنتَ خاويًا ، و
كانت لهجتك تقليدية ، و أسلوبك رسمي معتاد .
حدِّق بها الآن و قل
: ( يا الله )
افتح بصيرتك و اغلق
كلَّ حدقات العمى ، اترك الخيبة للشيطان و امضِ إلى النور ...
ثبِّت الجُمَل و
اعقدها عقيدة لا تنفكَّ بالشبهات .
الله
و من غيره الذي لا
يتخلَّلُه نقص _ سبحانه _ !
و من غيره لا يشوب
كماله شائبة _ جلَّ جلاله _ !
من عداه لا يَخذِل ،
لا يكسِر ، لا يهمِل _ تقدَّس و تنزَّه _ !
قال ابن القيم بعد أن
عدَّد عشر خصائص لفظية لهذا الإسم الجليل :
{و أما خصائصه المعنوية فقد قال فيها أعلم الخلق به صلى الله عليه و سلَم : " لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك " و كيف تحصى خصائص اسم مسماه
كل كمال على الاطلاق، وكل مدح، وكل حمد، وكل ثناء، وكل مجد،وكل جلال، وكل
إكرام، وكل عز، وكل جمال، وكل خير وإحسان وجود وبر وفضل فله ومنه.فما
ذُكِر هذا الاسم في قليل إلا كثره، ولا عند خوف إلا أزاله، ولا عند كرب
إلا كشفه، ولا عندَ هَمٍّ وغَمٍّ إلا فَرَّجَه، ولا عند ضِيقٍ إلا وَسَّعه،
ولا تعلَّقَ به ضعيف إلا أفاده القوة، ولا ذليل إلا أناله العِزَّ، ولا
فقير إلا أصاره غنيا، ولا مُسْتَوْحِشٍ إلا آنسه، ولا مغلوب إلا أيده
ونصره، ولا مضطر إلا كشف ضرَّه، ولا شريد إلا آواه.فهو
الاسم الذي تُكشَف به الكُربات، وتُسْتَنْزَل به البَرَكَات والدعوات،
وتُقَالُ به العثرات، وتُسْتَدْفَع به السيئات، وتُسْتَجْلَب به الحسنات. } تيسير العزيز الحميد صـ30
و كفـاك
مأوى و مؤونة
لتعبر بها أزمتك و
تكسِر بها كلَّ خيبة ، تقول : يا الله .
الشرط الوحيد هو أن
تثق به ، تتيقَّن من أنه نجاتك ، تأمل به ، و تميل على جناح رجائه ، بعيدًا تمامًا
عن اليأس من رحمته ، و الضجر و التعب و السخط و القنوط و كلَّ ما سيزيدك وهنًا على
وهن ..
نسمة
لن يجيبك بغير
الإجابة !
لن يطول الحوار ، و
لن تمرُّ الدقائق دون تقدُّم ، لن يحدث هذا ، مع سميع قريب مجيب ... )
ماذا بعد ؟
حتى إذا نجَّاك إلى
البرِّ من البحر العاصف ..
حتى إذا أخرجك من
ظلمات ضياعك إلى نورِه ..
حتى إذا أجابك ، الصق
جبينك على الأرض ، تمتم بأي درجة صوت تحب لأنه الله و لن يعجز عن أن يسمعك ، و هو
الذي يعلم دواخلك يا من كنتَ أداة في القدر ، مسيَّرة و مخيَّرة بطريقة كتبها هو
بكل منحنياتها ، ألم أقل لك أنه الله !
قل : ( اللهم و لك
الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك )
أتعرف ماذا سيقول عندما
تقول هذه الكلمات الصغيرة ، المليئة حبًّا و أمانًا و يقينًا و فرحة ؟
سيقول للملكين اللذان يكتبانها : ( اكْتُبَاهَا كَمَا قَالَ عَبْدِي حَتَّى يَلْقَانِي فَأَجْزِيَهُ بِهَا )
و لا تكتفِ بهذا
الشُّكر ، تصدَّق و تنفَّل ، و ابتسم في وجه كل من تقابل و في وجه كل صغير ، و كن من
الشاكرين .
لا تتوه ثانيةً و الله معك !
و أتابع في الملفِّ
الذي كتبته مسبقًا :
( سكينة
لن تُخذل ، لن تُكسر
، لن تصبح بعد الآن جافًا من وجود ، قاحلًا من أمل ، ستُجبَر و تكتفي ، و لن تعود
لتهمل ثانية ، فقط استشعر أنه معك و الزم : " يا الله " بكل حواسك .
الكمال هنا و لن تجده
في مكان آخر ، تأكَّد ... )
إلى نسرينة الجميلة و إلى كاتب/ة النص :
( سلَّم روحكما ، و
لعلَّكما يومًا تقرئان بعض كلماتي فتهتديان و تسكُن شجونكما كما حدث معي )
إلى كلِّ طين ، و إلى
كلِّ كسير و حزين و فقير :
( كُن مع الله يكُن
معك ، و تأكَّد أن ما حولك مجرَّد سراب لا بدَّ يذهب ، فلا ترتكِن نفسُك إليهم فما
هُم بمنقذيك مهما فعلوا ؛ وحده الله من يفعل ، فالجأ إليه يكفيك ...
و أقول كما قال يوسف
لأخيه : { إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }
و أنا عابرة السبيل لعلِّي
أطمئِنُك : أنا أُقدِّرُك )
صوَّرتُها من رحلة إلى بحر " العروسة " قبل أشهر 👆 🌿
:')
ردحذفما أحلاكِ أسماء !
سعيدة أن الاقتباس لامس داخلك، و سعيدة بتعبيرك عن ذلك!
والله إن سطورك أبهجت قلبي جدًا
شكرًا لك، و شكرًا لا تكفيكِ :')
رضي الله عنكِ و أسعد قلبك
أكرميني في دعواتك 🌸
أنا الممتنَّة للنصِّ الذي أنقذني من حفرة خذلان مبتذلة ، و يحقُّ لك أن تبتهجي رغم أنني و الله لم أوفيك نصيبك من الشكر الذي تستحقينه و أكثر ، فقد كانت كلماتك اللطيفة دومًا كطوق نجاة إلا أن النصَّ الأخير كانت السفينة تغرق و كان طوقك على أهبة الإستعداد ، فشكرًا ثانية ، و سلَّم الله روحك كما سلَّمت أرواحًا بلطفك ...🍂
حذفآمين آمين ، دعوات أتوق لها ، و لك بالمثل يا عزيزتي ، سأدعو لك إن شاء الله ، و نوَّرت هنا في ركني البسيط 😅🌼