22‏/5‏/2020

# تأمـلات # رسائل لن تصل

بعض غوغاء المدسوسين ، و الله رقيب و كفى به شهيدًا .


28 رمضان 1441 هـ





المنزل هادئ بشكل موحش قليلًا ، لقد عاد أخي و أسرته الصغيرة لمنزلهم في كريتر ، صحوت متأخرة و بعد أن غادروا لم أشاهد حتى لون الحناء التي زيَّنت بها نور بعد صلاة الفجر ، صحيح أن أختي صوَّرتها و لكنني كنتُ أتمنى رؤيتها بالواقع ، على أيَّة حال هذا جزائي لأنني بقيت مستيقظة حتى السابعة صباحًا ، كان الجو غائمًا شاحبًا منذ الشروق ، ظننت أن مطرًا سيهطل اليوم ، إلا أنه عند الخامسة تبيَّن أن الجو الشاحب عبارة عن عاصفة غبارية ، استبشر بها الكثير ، يقولون أنها قد تكون سببًا في اختفاء الأمراض هذه ...



يسران المقطري أقرأ له كلامًا عاقِلًا واعيًا و مذكِّرًا الناس به ، بطريقته القريبة دائمًا من قلوب الشعب الجنوبي : ( يشهد الله اني لكم من الناصحين كل الذي نعانيه اليوم هو بسبب ثورة 2011 ونحن نعاني منها حتى الان ونعاني من حرب 2015 نحن خرجنا من فساد الى حرب الى وزراء فاسدين وصبرنا سنين فـ اصبرو على الاداره الذاتيه ونحن نعلم ماتم تخريبه لايصلح في يوم وليله هناك عمل يتم عمله لحل المشاكل وانا مطلع عليه شخصياً منكم الصبر ومننا الوفاء اما مايقوم به بعض مدفوعين الاجر مقدماً ماهو الا اعادة لسيناريو2011ولن يصلح الحال بل يزيد الطين بله فكونو واعين و قد المسؤلية كان الامن يقتل المتظاهرين اما الان نشاهد المتظاهرين يستفز الامن والامن لايرد ابعد هذا لازلتم لا تعقلون انهم منكم وفيكم نعم هناك تقصير في الخدمات والعمل على تحسينها قائم وكل هذا من الفاسدين من الشرعية لماذا لم نشاهد خروج في ايامهم ان دل فـ يدل على انهم مجرد مجموعه خرجت من اجل الفوضى وبعضهم مغرر بهم وهذه رسالة للمواطنين الشرفاء اهل عدن أهل العلم والحلم والوعي الذي عرفت به عدن منذ القدم . )








المثل يقول : يا من صبرتوا سنة زيدوا قليل !

الخراب الذي استمرَّ أعوامًا خمسة ، و الفوضى التي بدأت منذ عشرة أعوام ، و الفساد الذي تكوَّن منذ أكثر من هذه العشرة أعوام ، مختبئ تحت الأقنعة ، نبشها الإخوان المفلسون ، نبشوا عفنها ، فاحت رائحتها المقزِّزة على شكل حوثي و حروب مستمرَّة ، و " دحبشة " لا نظامية ، بالله عليكم هل يستمر الحال بمجرد أن يعلن المجلس الإنتقالي الإدارة الذاتية !!

لدى كلُّ منا عقل ، و منا من يستخدمه بالتفكير و منا من يستخدمه للإقتباسات مهما تناقضت ، آذان مصغية لكل خشخشة متسلل و مدسوس ، و المدسوسين كثير ...

هيكل الأمن في الدولة متهالك ، كإسفنجة مشبَّعة برائحة عفن مستقر ، كيف يمكن أن نصلحها !؟

لن نرميه ، لأننا لن يكون لنا كيانًا بعدها ، سنبدأ عملية نقعه في مياه تعقيم ، و لن ينظف من أول شطفة ، و لا من أول الوقت ، سيتلوَّث الماء الذي نقعنا به الإسفنج ، سنبدأ بعملية تصفية جديدة ، سنعود بماء نظيف ، سنعاود الكرَّة على الأقل عامين و نصف إن رفعنا آمالنا ، و بعد أن ينظف هيكل الدولة تمامًا سيجب علينا تجفيف هذه الهيكل على نفوس صادقة أمينة ، على ذمم جديرة بالثقة ، كي يقوى عود دولتنا الحبيبة بعد كلِّ هذا الإستنزاف الذي مورِس عليها ، كي تستقر تحت جناح الصرامة و النظام ، فالبلد المتراخِ لن يصمد مهما كان باذخًا في موارده و شعبه ، و الأمثلة كثير ...



و اليوم عند انقطاع الكهرباء منذ الساعة الثانية ظهرًا حتى الساعة العاشرة مساءً ، كعادتي أنا و أختي بحالة من السخرية من بعض العقليَّات المتلوِّنة  قلتُ لها : " مالو الإنتقالي ، زيدوا به ! "

و قالت هي بمماشاة لسخريتنا : " امشي قلبنا عليهم "

فأجبت بضحكة : " دي المرة برجع حوثية شكلي ساني ، بدل موضة إني أكون شرعية بعدين حوثية و أقول عدوان ! "

و قالت : " لا يا هبلا بتجيبي لنا موضة جديدة ، مافيبش نحنا طافة "

و علَّقت ساخرة : " هه الإنتقالي يسرق خيرات البلاد " !!



إن هذه عباراتهم التي تشبه حرباء تتلوَّن حسب المكان الذي تحطُّ فيه ، و هذا من الزندقة و نحن بالتأكيد نعرف من يفعل هذا ، و كلُّ المدسوسين سيُكتشفون يومًا ما ، فلا شيء يبقى خفيًا للأبد كما تعلَّمنا دائمًا ؛ و في كلِّ الأحوال الله هو الرَّقيب علينا و على ما تكنُّه صدورنا جميعًا ، الشهيد على ما نقول و ما نفعل ..






الحديدة ..!

و الله و رب الكعبة عندما شاهدتُ الحلقة شعرت بالخزي ، يحتفلون لنا _ و الأصح ليس لنا لإخوتنا الشماليون _ و في نهاية الأمر يتم تسليم الألوية واحدًا تلو الآخر من جماعة الإخوان المتمثِّلة بحكومة الشرعية ! ، يا للعار ، يا خزآه !
كم من جنود بواسل جاؤوا لإنقاذنا ، كيف أرخصتم فداءهم بربكم ! ، تبًا لكم يا عديمي المروءة ، تبًا ...


يردُّ الفصيح ذو اللسان البليغ أحمد الصالح في إحدى لقاءات " الإتجاه المعاكس " ، كلامًا لاسعًا و قد أسكت به نعيق الإتجاهين اللذان يعاكسانه في الحقيقة و ليس إتجاه واحد !!





و إنني أتبرأ من كلِّ خائن ، و كلِّ بائع للوطن و الدين ، و الله هو الرقيب علينا أجمعين .

( يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور )

و هو يعلم بكل ما نخفي و ما نعلن ، و ما تكنُّ صدورنا و ما نبديه : ( و كان الله على كلِّ شيء رقيبًا )

و قد نبَّهنا فقال : ( و اعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه )

فيجب علينا جميعًا المراقبة و هي أعلى أعمال القلوب ، فعندما يعلم العبد أن حركاته و سكناته و أفكاره الظاهرة و الباطنة مراقبة و الله محيط بها علمًا ، فإنه يحرص على حراسة خارجه و دواخله كلها ، و بهذا يتعبَّد الله بمقام الإحسان فيعبده كأنه يراه فإن لم يكن يراه فإنه يراه ...



يقول الشاعر :

إذا ما خلوت الهر يومًا فلا تقل

خلوت و لكن قل عليَّ رقيب

و لا تحسبنَّ الله يغفل ساعة

و لا أن ما يخفى عليه يغيب



و قد قال : ( يعلم ما بين أيديهم و ما خلفهم و لا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء )







فإلى كلِّ العالمين و جُلِّهم :

( و اعلم أن المراقبة منزلة عليَّة من منازل السائرين إلى الله و الدار الآخرة ، و أنها تحتاج حضور قلبك و اجتناب غفلاتك و دوام الذكر للحقِّ ربك ..

و تذكَّر دائمًا [ فإن لم تكن تراه فإنه يراك ]

و ( كفى بالله شهيدًا )

و ارتقِ في إيمانك إلى محسن ، و لا تنسَ ( بلى من أسلم وجهه لله و هو محسن فله أجره عند ربه و لا خوف عليهم و لا هم يحزنون )

راقِب نفسك فأنت مُراقَب )



و إلى كلِّ المستظلِّين بظلٍّ زائل ، و كل المخفين بصدورهم شرًا لا يوصف :

( و كفى بقوله تعالى : ( ألم يعلم بأن الله يرى )

يا قطرة ماء شفافة ، كفى تخفيًا في ليل لا بدَّ يعقبه نهار فاضح لحقيقتك ..
و انتبه للوعد ( و يخرج أضغانكم )
)





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Follow Us @techandinv