13 رمضان 1441 هـ
يبدأ الحظر المنزلي ،
و تهدأ بعض الشيء ثورة الشارع ، و لكنها لا تصمت للأبد كما يحدث في الدول الأكثر
نظامًا منا !
في تويتر مواطن سعودي
عاقل و يتابع بنشاط أوضاع الجنوب السياسية ، أبو وليد الغامدي رجل وطنيٌّ و معجب بصمود
الشعب الجنوبي و نضاله ، يضع اليوم تغريدة يتحدَّث فيها عن رسالة وصلته من عدن بأن لا أحد
ملتزم بالحظر ، فيتساءل عن الأوضاع و يعاتب الشعب الجنوبي ، مستغربًا من
عدم انتظامه و تجاوبه مع القرار ...
الردود كانت مسرحًا
لنفث الحاقدين الشماليين سخريتهم و شماتتهم _ كالعادة _ ، و هناك بعض الردود القليلة الناضجة و
المتحدثة بعين الواقع ، حسنًا .. بكل صراحة يجب أن نعترف بأن كثير من هذا الشعب
يحتاج للتوعية ، و من وجهة نظري يحتاج أيضًا لحزم في تنفيذ القرار ، فيُعاقب من
يكسر القرار بأي عقوبة ، إن عدن في هذه الفترة لا يسكنها أهلها فقط ،
إنها تحتضن النازحين من تعز و كثير من أهل صنعاء الذين لم يتحمَّلوا استبداد
الحوثي هناك ، و كثير من المغتربين الذين كانوا في المملكة العربية السعودية عادوا
إلى عدن بما أنهم لا يستطيعون دفع الرسوم ، و من أغرب السكان هم أولئك الشماليون
الذين نجدهم هنا هذه الفترة و هم في أشدِّ حنقهم من عدن و أهل عدن و أجواء عدن ، و
لا أعرف ما الشيء الحقيقي الذي يبقيهم فيها ما داموا يكرهونها إلى هذا الحد ، و
على ما يبدو أن هناك لعبة سياسية أخرى ترغمهم على البقاء هنا ، و زعزعة الناس و
نشر الرعب و الهلع و الشبهات حتى ، و بسبب الفيضان السكاني هذا يبدأ الناس بالبحث
عن مساكن بكل ما أوتوا ، بناء العشوائي انتشر بشكل فضيع و بسبب فساد الشرعية التي
كانت طوال ستُّ سنوات تعشعش عندنا و تسرق دون حسيب و لا رقيب ، و لا تفرض أي نظام
، فإن لا شيء أوقف الفساد و ظهرت أشياء عجيبة و فئات غريبة ، منها الدواعش و
الإخونج و انتشرت ظواهر غريبة بين الشباب ، و مع كامل الإحترام كادت تتحول عدن إلى
صنعاء أخرى !
و بفضل الله ثم بفضل قوات
مكافحة الإرهاب ، فإن الوضع تحسَّن قليلًا و أصبح من الصعب أن يتبجَّح شابٌّ غرٌّ
بأناشيد الجهاد ، أو يتفاخر بالحبوب و يتحدَّث عنها علانية ، و شبه اختفت ظواهر
المفخخات و التفجيرات ، و لكنَّ مشكلة البناء العشوائي و مشكلة جهل الناس و عدم
وعيهم لم تنتهي ، لأن أعضاء الشرعية أنفسهم يحتاجون للتوعية الحقَّة ، و قد ظنُّو
أنهم بسيارة متجوِّلة كلُّ فترة تتحدث عن شلل الأطفال أنها كافية لنشر الوعي ! ؛ و
على كلٍّ ليس الموضوع ما حدث سابقًا ، المهم ماذا يحدث الآن ، و هو أن شعبنا يحتاج
توعية و حزم ، إننا مررنا بظروف كثيرة ، و أحداث جعلتنا نفضِّل الموت على عدم
استغلال الأيام المتاحة ، إننا شعب مرتبك من فوضى ما حدث معه و من شبهات المدسوسين
لينخروا الأفكار بخباثتهم ، و المدسوسين كثير ، فتجدهم في وسائل المواصلات
يتحدَّثون بكل قوَّة عين عن وطن لنا و ليس لهم ، يتشفُّون بنا بكل وقاحة ، يدسُّون
في رؤوس البريئين أفكارًا خبيثة ، تجدهم في وسائل التواصل الاجتماعي يتحدثون بكل
جهل عنَّا ، يسبُّون أجواء وطننا و كأنه لا يأويهم ، في الشارع تجدهم يسبُّون بكل
بجاحة لكل بوادر النظام ، يتأففون من القوات الآيبة و الذاهبة و من النقاط الأمنية
، يندَّسون بين الجموع و يقولون بكل خباثة : جالسين يلعبوا عليكم ، كلهم سرق ، و
بوجوه بريئة يؤلِّفون الأكاذيب ، تمامًا كما حدث في فترة قضية رأفت الدنبع ، و
التي أكَّدت لي وجود هذه الفئة من المدسوسين ، حيث ركبت يومها باص مواصلات و فوجئت
بسائق " دحباشي " يقول بضحكة شامتة و خباثة بلهجته الكريهة مع كامل
الأسف ، و هو يمرُّ بالطرق الخلفية _ عندما أغلقوا الشارع الرئيسي _ : قلنالكم
مبتقعوش بخير هه ! ، وقتها تأكدت كم تنخر هذه النفوس المدسوسة عقول الجهلة من
عامة الشعب ، و كم يفسدون و لا يصلحون ، و كم هم حتى لا يستحقون الشفقة منا على
بلادهم ، و تأكدت أن طريقنا لتصفية الشعب منهم طريق طويل و يحتاج منا توعية طويلة
لكل من استحوذت الشبهات الكاذبة على عقله ...
أبو وليد .. ليس كلُّ
من يعيش في عدن _ هذه الفترة _ هو من شعب الجنوب الذي يدفع روحه لبناء وطن متكامل
، لدينا الكثير من المدسوسين ، من المخرِّبين ، من الحاقدين ، و علينا تصفيتهم
بالحزم ، و تصفية عقول الجنوبيين الذين سقطوا في براثنهم الخبيثة بكل طيب نية
بالتوعية و نشر الحقائق ، لأنَّنا في مرحلة انتقالية _ بإذن الله _ من الإحتلال
إلى الإستقلال ، و لأنَّنا نريد وطنًا متكاملًا يجب أن يكون أساسه حقيقي و ليس
وهمي و لا أن يُبنى على الأنقاض ، و أعتقد أن المجلس الإنتقالي الجنوبي له نظرة
محددة في الأمر خصوصًا مع الوضوح الذي يتحركون به ، فأعانهم الله و وفَّقهم لما
فيه خير و صلاح ...
و على أيَّة حال فكلُّ المخترقين للقرار هم بقايا الإخونج و بعض الحاقدين على قيام دولتنا ، و ربَّما بعض الذين سقطوا في براثن شبهات الحاقدين ، و بعض الجهلة الذين يحتاجون الوعي هنا ، أما الجنوبيون الحقيقيون فهم بغضِّ النظر عن أي شيء هم يبحثون عن وطن ، و مصرُّون على قيامه ، و سيسهم كل منهم بسهمه في بناء هذا الوطن ، كلٌّ على حسب أمانته و وفائه ..
الوعي أمر هام جدًا ، لتكون الشعوب منظَّمة و الأوطان ثابتة ...
إن شرح الأمور و نشر
الحقائق من الأمور التي يحتاجها الناس ليثبتوا على الحق ، و هذا أمر غير جديد ، بل
هو أمر معروف منذ قديم الزمان ، و أقرب مثال هو الله سبحانه و تعالى عندما جعل
أنبياءه يوصِّلون رسالته كاملة فوضَّح الأشياء و فصَّل الأحكام ، و لم يجعل أي شيء
يواجهه المسلم وهمي و غامض ، بل إنه وصل في شره للأمور و تفصيل الحوادث التي قد
يقع فيها المسلم أنَّه فرَّق بين الطعام الباقي في الفم و حكمه ، فيخبرنا على لسان
رسوله أن ما يجول بالفم مباح بلعُه أما ما علق بالإسنان فالأفضل لفظه !
و هذا بالطبع من كمال
دين الله و قد سبق و قال سبحانه : ( اليوم أكملت لكم دينكم )
الشريعة أحاطت بكل
الأمور التي قد يواجهها المسلم ، و أعطت قواعد ثابتة مهما تغيَّرت الأزمان و ظهرت
الظواهر ، يسيُّرها الإنسان على ظواهر الزمان المعاصر فيخرج له حكمه بكل بساطة ، و
لهذا فإن الدين كامل و قد شرح كل شيء و لم يترك ثغرات أبدًا ، و بالطَّبع نستثني
من في قلوبهم مرض فيبحثون عن الشبهات بكل دِقَّة فيغرقون في وحل التشكيك و الكفر
ربَّما و العياذ بالله ...
إن الدين ثابت ،
أصوله معروفة ، قواعده لا تتغير ، أحكامه لا تتنافى فيما بينها ، و لو كان الدين
ناقصًا لما اتَّخذته كل هذه الأمة دينًا ..
الرسول عاش ثلاثة عشر
سنة يوصل لنا هذا الدين ، حتى وصل كاملًا و شافيًا للقلوب ، فتحدَّث عن كل المسائل
، و أعطانا الثوابت التي لن تتغير مهما تغيَّر الزمن ، ثم قال : (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين
المهديين من بعدي ، تمسكوا بها و عضُّوا عليها بالنواجذ ) و النواجذ هي : الأضراس و فيه كناية عن ضرورة التمسُّك بها بكل قوة
.
و يعني بقوله هذا :
أن تمسَّكوا بما أعطيتكم فهو نجاتكم ..
إن الرسول كان يوعِّي
أهل الجاهلية ، و الذين وصل جهلهم لصنع صنمًا من التمر يعبدونه ، ثم عندما يجوعون
يأكلونه ، الحمد لله على نعمة الإسلام !
صَبَرَ على جهلهم ،
على أسئلتهم الكثيرة ، على نقاشاتهم ، أجاب على كل شبهاتهم فدحضها ، وقف على كل
أخطائهم فصحَّحها بوجهه البشوش ، و بحِلمه لم يغضب فيدعو عليهم ، بل دعاهم إلى
الله و وجَّههم للصواب ، و وضَّح لهم الخطأ ، حتى صاروا على صراط الله المستقيم ،
فجاء دورنا عندما وصلنا هذا الدِّين كاملًا على طبقٍ من ذهب ، على فطرتنا نستقبله
، ثبَّتنا الله عليه ..
و أخيرًا أختم كلامي
بقوله صلى الله عليه و سلم : ( تركتكم على المحجة البيضاء ليها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك )
رسالتي اليوم أوجِّهها إلى كل جنوبي أصيل ، راغب في بناء وطن ثابت :
( ساهم في توعية من حولك ، أرشدهم إلى احترام القرارات ، و الأهم أن
تبدأ بنفسك ، و ادحض شبه الحاقدين ، بلِّغ عنهم إن لزم الأمر ، نحن في صدد بناء
وطن لا يقبل الشبهات ، فابدأ بتنظيف السوس منه واحد واحد إن لزم الأمر ؛ أخيرًا
تحيَّة صادقة لكل من نفَّذ القرار و احترمه ، و كلُّ جنوبي صادق الكلمة ، مدافع عن
الوطن )
و إلى كلِّ من سقط في براثن شُبَهِ الحاقدين أقول :
( لا تقعوا فريسة حقد أعدائكم ، تحلُّوا بالثبات ، و ثِقوا بالله ثم
بقادتنا ، فالله معنا و قادتنا صادقون )
و إلى كلِّ الجاهلين :
( توعُّوا ، تعلَّموا ، إقرأوا ، الجهل عار و ظلام ، و العلم فخر و سلام )
( توعُّوا ، تعلَّموا ، إقرأوا ، الجهل عار و ظلام ، و العلم فخر و سلام )
هنا صورة لحارتنا و هي مطلَّة على الشارع الرئيسي في المعلا ، الصورة في الساعة الثانية عشرة صباحًا و بدء الحظر الجزئي ، يبدو المكان فارغًا بعض الشيء و إن كانت بعض السيارات تمرُّ بين الحين و الاخر و لكن بشكل عام هناك بعض الإلتزام 👇
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق