24‏/5‏/2020

# ركنٌ مضيء

موَّال فقدك كل عيد


متى سأتخلَّى عن فكرة اشتياقك !
هذه اللحظة الخانقة وسط عيد مليء بالسعد و النعم ، أتذكَّرك فجأة بدون أي دافع ، أفقدك !
في العيد فقط تهلُّ عيناي بكرم كما تفعل الآن ، تحتقن عيناي فجأة ، و أصاب بنفس الفاجعة ، حروف كثيرة لا تقال إنما تكتب ، كلمات متبعثرة على رصيف حبك لا أجد لها سامع ، أفتقدك كلون أبيض لصفحة العيد .
نقاء و صدق تواجدك بصحبتي ، كلماتك الشفافة دائمًا ، حتى تكاد تؤلم حقيقيتها ، وجهك الملوح و عينيك الناعستين اللتان تهنيانني بعيد كنته أنت !
بعد ليلة نقاشية طويلة تشاورني في لباسك ، و بدلًا من أن أعينك أضيف فوق حيرتك حيرة أكبر ، و بدون أن أخبرك عن جمالك بأي قطعة كانت عليك ، أعرف بأنك تعرف عن هذا ، و لهذا أكتفي بإضافة كمية الحيرة  في نفسك ، أستمتع بطول النقاش ، تناقش بجديَّة و ثبات ، بينما اناقش بكل أريحية و استمتاع ، ما إن أكاد أقنعك بلبس حتى ألفتك للآخر ، تعجبني ملامح الحيرة على كلماتك و لمعتها على حروفك المضيئة .
لماذا أكتب الآن .
إنني أعيد نفس الموال ، لا جديد ، لا زلت أفقدك و الشيء الوحيد المختلف هو أن الشوق يفيض ، و الحنين يطغى على منطق التفكير ، و أتوه من أوَّل الطريق المؤدي إليك .
أكتب لأنني لن أحتمل هذا الكم من الفقد ، سينهشني حتى أفقد عقلانيتي و قد أرتكب أي مخالفة في سبيل لقياك ، و رؤياك ، و أن أجدك يا سلوى الفؤاد ..


الآن لا أريد أن أفكِّر بأي عقلانية و لا بأي تفكير مبتذل باذخ ، أحتاج أن أفتقر لك ، أن أبوح بهذا الكم الهائل من الحنين الذي يزكمني ، و أن أحكي و أحكي دون أي ترتيب ، عنك و فقط ..
لعلَّ حبات الحنين الصقيعي هذا تتسلَّل من قبضة روحي ، فتهدأ هذه الشجون المتكرِّرة كل عيد .!

لم أعد أجمل شيء حصل لأي أحد !
هه ، من قال أن هذا حقيقي منذ البداية !
واهمة ، و حنيني يشعل غباء المحبين فأهذي ...

من أنت
أين أنت
هه لماذا كنت أنت من البداية و حتى الآن
ماذا لو فقدتك من ذاكرتي !
ماذا لو نبذتك في وجه ضياع لا هدى فيه
ماذا لو جمعت كل ما يمتُّ لك بصلة فحوَّلته كرهًا
" السحر لا ينحلَّ بالإحراق "
و أنا مجرد جاهلة عندما أحرقت رسائلي الطويلة إليك ، فقد زاد الأمر هذا تعسُّرًا من أن تغادرني ..
لم أعد أفهم ، هل ما زلت كجنين تعيش بداخلي أم أنني قد لفظتك و هذه مشاعر الأمومة من تخنقني ؟!
على كل حال ، آلحل قتلك ؟!
لم أعد أدري ما أريد !
المهمُّ أن هذه الوجوه المزيَّفة تخنقني ، ذكراك تحرقني ، العبارات المغلَّفة بودٍّ خادع تستفزني ، أفتقد صدقك ، و تعبت من فقدك ...
أتصوَّر لو أنك خرقت العادة كما تفعل دائمًا و حضرت ، أخشى عليك من لعنة الفقد الذي تلتهمني ..
أخشى أن أمزِّقك بأسنان غيابك ، و أنهشك بأظافر نمت بفقدك ، و وحشية تلبَّستني من ظلام ركنك .
و في النهاية و بلمحة من صدق كنتَ تترجمه ..
أحتاج أن يعايدني أحد بصدقك ...
ليس بحب ، تعبت من الأوهام ، و الألوان المخملية ، و المشاعر السطحية ، تعبت و لم تعد تعبر مسمعي ، باتت هواءًا عابرًا لا يعبر طبلة أذني ، روائح التكلُّف خانقة ، مظاهر الإبتذال كئيبة ، و كل الألوان هذه يجب أن تمحى و تستبدل ببرتقاليتك و رماديتك و شيء من البنفسجية ، فقط كي أكتمل ...


و بعد ..
فإنك فقد لن يتوقف ، و ما هذه سوى نكسة طفيفة و ستمضي ..
و سأمضي ..
سنلحق بك يا ماضي ، سنتأمَّل ألا تعود ...

إلا بخلود ..



كلُّ عام و أنت ركنٌ مضيء ، لعلَّك تعود فتضيء .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Follow Us @techandinv