متى سأتخلَّى عن فكرة
اشتياقك !
هذه اللحظة الخانقة
وسط عيد مليء بالسعد و النعم ، أتذكَّرك فجأة بدون أي دافع ، أفقدك !
في العيد فقط تهلُّ
عيناي بكرم كما تفعل الآن ، تحتقن عيناي فجأة ، و أصاب بنفس الفاجعة ، حروف كثيرة
لا تقال إنما تكتب ، كلمات متبعثرة على رصيف حبك لا أجد لها سامع ، أفتقدك كلون
أبيض لصفحة العيد .
نقاء و صدق تواجدك
بصحبتي ، كلماتك الشفافة دائمًا ، حتى تكاد تؤلم حقيقيتها ، وجهك الملوح و عينيك
الناعستين اللتان تهنيانني بعيد كنته أنت !
بعد ليلة نقاشية
طويلة تشاورني في لباسك ، و بدلًا من أن أعينك أضيف فوق حيرتك حيرة أكبر ، و بدون
أن أخبرك عن جمالك بأي قطعة كانت عليك ، أعرف بأنك تعرف عن هذا ، و لهذا أكتفي
بإضافة كمية الحيرة في نفسك ، أستمتع بطول
النقاش ، تناقش بجديَّة و ثبات ، بينما اناقش بكل أريحية و استمتاع ، ما إن أكاد
أقنعك بلبس حتى ألفتك للآخر ، تعجبني ملامح الحيرة على كلماتك و لمعتها على حروفك
المضيئة .
لماذا أكتب الآن .
إنني أعيد نفس الموال
، لا جديد ، لا زلت أفقدك و الشيء الوحيد المختلف هو أن الشوق يفيض ، و الحنين
يطغى على منطق التفكير ، و أتوه من أوَّل الطريق المؤدي إليك .
أكتب لأنني لن أحتمل
هذا الكم من الفقد ، سينهشني حتى أفقد عقلانيتي و قد أرتكب أي مخالفة في سبيل
لقياك ، و رؤياك ، و أن أجدك يا سلوى الفؤاد ..
الآن لا أريد أن
أفكِّر بأي عقلانية و لا بأي تفكير مبتذل باذخ ، أحتاج أن أفتقر لك ، أن أبوح بهذا
الكم الهائل من الحنين الذي يزكمني ، و أن أحكي و أحكي دون أي ترتيب ، عنك و فقط
..
لعلَّ حبات الحنين
الصقيعي هذا تتسلَّل من قبضة روحي ، فتهدأ هذه الشجون المتكرِّرة كل عيد .!
لم أعد أجمل شيء حصل
لأي أحد !
هه ، من قال أن هذا
حقيقي منذ البداية !
واهمة ، و حنيني يشعل
غباء المحبين فأهذي ...
من أنت
أين أنت
هه لماذا كنت أنت من
البداية و حتى الآن
ماذا لو فقدتك من
ذاكرتي !
ماذا لو نبذتك في وجه
ضياع لا هدى فيه
ماذا لو جمعت كل ما
يمتُّ لك بصلة فحوَّلته كرهًا
" السحر لا
ينحلَّ بالإحراق "
و أنا مجرد جاهلة
عندما أحرقت رسائلي الطويلة إليك ، فقد زاد الأمر هذا تعسُّرًا من أن تغادرني ..
لم أعد أفهم ، هل ما
زلت كجنين تعيش بداخلي أم أنني قد لفظتك و هذه مشاعر الأمومة من تخنقني ؟!
على كل حال ، آلحل
قتلك ؟!
لم أعد أدري ما أريد
!
المهمُّ أن هذه
الوجوه المزيَّفة تخنقني ، ذكراك تحرقني ، العبارات المغلَّفة بودٍّ خادع تستفزني
، أفتقد صدقك ، و تعبت من فقدك ...
أتصوَّر لو أنك خرقت
العادة كما تفعل دائمًا و حضرت ، أخشى عليك من لعنة الفقد الذي تلتهمني ..
أخشى أن أمزِّقك
بأسنان غيابك ، و أنهشك بأظافر نمت بفقدك ، و وحشية تلبَّستني من ظلام ركنك .
و في النهاية و بلمحة
من صدق كنتَ تترجمه ..
أحتاج أن يعايدني أحد
بصدقك ...
ليس بحب ، تعبت من
الأوهام ، و الألوان المخملية ، و المشاعر السطحية ، تعبت و لم تعد تعبر مسمعي ،
باتت هواءًا عابرًا لا يعبر طبلة أذني ، روائح التكلُّف خانقة ، مظاهر الإبتذال
كئيبة ، و كل الألوان هذه يجب أن تمحى و تستبدل ببرتقاليتك و رماديتك و شيء من
البنفسجية ، فقط كي أكتمل ...
و بعد ..
فإنك فقد لن يتوقف ،
و ما هذه سوى نكسة طفيفة و ستمضي ..
و سأمضي ..
سنلحق بك يا ماضي ،
سنتأمَّل ألا تعود ...
إلا
بخلود ..
كلُّ عام و أنت ركنٌ مضيء ، لعلَّك تعود فتضيء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق