28‏/4‏/2020

# تأمـلات # رسائل لن تصل

الشُّكر ، و الناجحة باختباره

4 رمضان 1441 هـ





كان اليوم سريعًا ، و ما شدَّني اليوم هو موقف مؤسف للحق ؛ بعد انتهاء الصلاة و عندما كنا خارجين من البوابة إلى سلالم المسجد ، انقطعت الكهرباء ، بل الأصح أن المولد الكهربائي انقطع ، و أظلم المسجد تمامًا مع السلالم ، هي ليست المرة الأولى و ليست مشكلة أبدًا ، فقد بادرن النساء بتشغيل المصباح في هواتفهن و انتهت نسبة كبيرة من المشكلة ، على كلٍ بينما كنت في بداية السلالم _ مع العلم أن مصلى النساء في الدور الثالث _ و في الإزدحام ذاك قالت واحدة بتذمُّر : " اوووف على الأقل بينتظروا لما ننزل ! " ، ابتسمت و قبل أن أرد عليها ، تابعت بجملة جعلت ابتسامتي تتلاشى : " هيا شوفوا الإنتقالي " !

سكتُّ متأسفة لحالها و قلت بصوت خافت أردت به أن أختبرها اختبار الجحود و الشكر : " احمدي الله يختي ، بطلوا نكران "

و بشكل متوقع ردَّت بشيء من الخجل و إن لم تظهره : " يالله الحمدلله " ... !


لن أعتب عليها ، و لن أغضب منها ، رغم أنني أتأسف لها شديد الأسف ، فهي قد سقطت في خدعة الخوف و عدم الثقة و نست الشكر ، هي من تلك الفئة في هذه المدينة ، الفئة التي فقدت الثقة بأي أحد ، لم تعد تدري من تريد ، بل الأصح أنها لم تعد تريد أحد يحكمها أو يدير شؤونها ، و كلُّه بسبب التجارب السيئة مع ذوي المناصب ، هذه الفئة نهشها القلق تراهم ينظرون إلى كل ذي منصب على أنه مبتز و أنه يسرق حقوقهم فقط  و هذا بالطَّبع لم يأتِ من فراغ ، بل من تجارب طويلة المدى أدت إلى تدمير ثقتهم بهم ، و أنا لهم آسفة عوضًا عن من لم يتأسف ، و عوضًا عن الظروف التي جعلت منهم أناس خائفون و قلقون على الدوام ؛ و لكن على أية حال فعليهم أن يتجاوزوا هذه المشكلة ، و سيتجاوزونها بإذن الله في الغد الأفضل الذي بات أقرب... 





الشُّكر سمة عظيمة للحد الذي كانت فيه صفة و إسمًا لله تعالى ، و كم من أمور تحسَّنت بسبب شكر ، و كم من علاقات تطوَّرت بسببه ، و كم من مشاكل استوت بالشكر .. 


كُن شكورًا ..

فإن لم تستطع فتعلمه تعلُّمًا !



هناك قاعدة في الشرع مهمة و هي : " بالشُّكر تزيد النعم "

و أخرى تقول : " الشكر وقود النعم "

و كلاهما تحملان نفس المعنى ، إلا أن الأخيرة أعمق معنىً ، و هما واضحتين كالشمس ، صادقتين كالصبح ، مهمَّتَين كالهواء .



استخدم الشكر كثيرًا و ستجد علاقاتك أفضل ، و ستتيسر أمورك أكثر ، و ستصبح ذا سمعة حسنة و صيت محمود ؛ فإن أردت أن ترفض فقُل : " لا ، شكرًا لك " ، و إن أردت أن توافق فأتبعه بشكرك ، أكثِر من شكرك تنهال عليك المساعدات، و يتفنَّن الآخرون في خدمتك ، و تكسب حبَّ الناس لك بكل صدق و نقاء ، صدِّقني بشكرك ستتبدل كثير من الأمور ، فإذا ما شكرت أحدًا آذاك فسيخجل و سيكف عنك أذاه _ بالطَّبع إن كان لا يزال إنسانًا _  ، و إن شكرت من أفادك فسيحرص على مزيد من الإفادة ، بشكرك ستزهر قلوب قاحلة و ستحيا آمال خامدة و ستحدث تغييرًا كبيرًا دون حتى أن تعلم !




إقرأ بتمعن


قال الشَّكور تبارك و تعالى : " و إذا مسَّ الإنسن الضُّرُّ دعانا لجنبه أو قاعدًا أو قائمًا فلما كشفنا عنه ضرَّهُ, مرَّ كأن لم يدعنا إلى ضُرٍّ مسَّه " 



إنتبه


إن كنت غير قادر على شكر الناس ، فلابدَّ أن تشكر الله ، و لابدَّ أن تستمر في شكر النِعم ، و احذر أن تقع في كفر النِّعم و الجحود بها فالله قادر على أن يُفقِدك إياها ، و إن تطوَّر مشوار جحودك فستقع في إحدى الكبائر العظام و ستلزمك توبة نصوح و إقلاع نهائي عن هذا الحوب العظيم .

المسألة ليست عابرة ، و عندما أقول لك : " تعلَّم أن تشكر الناس " فهذا ما سيساعدك على أن تكن كثير الشكر ، لاهجًا بالحمد ، و صدِّقني قليل الشكر للناس أو جاحدهم مذموم و مروءته مثقوبة و لن يقبله الكثير ..




ركِّز


قوله تعالى : " فاعبد و كُن من الشكرين "

و قوله : " و اشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون "

و أيضًا : " فهل أنتم شكرون "

و : " سنجزي الشكرين "



يحثُّنا الشكور على الشُّكر ، يشكرنا و هو أحقُّ بالشُّكر !

 



·    *  إقتباس من كتابِ لأنك الله لعلي بن جابر الفيفي _ حفظه الله _ في إسم الله الشكور :

( ليس هناك إحتمالية خسارة في سوقٍ الله من يسيِّر أمرها ، فكن معه ثم ارقب أفضاله و شكره .. لن يتركك ، ثق بذلك ، لن تسجد سجدة إلا و يشكرك عليها شكرًا يليق به و بكرمه ، فقط كُن معهُ .. )





هذا هو الله الشَّكُور ، أمَا آن لك أن تكن عبدًا شكورًا للشَّكور .؟!


راقب أعمالك الصالحة و ستجد كيف يشكرها الشكور بشكر يليق به سبحانه ، و راقب أفعال الناس لك و اشكرهم ، كُن عونًا لهم في مزيد من الصالحات ، شجِّعهم عليها ، لن تخسر ، أؤكد لك ..

ستربح.





رسالة اليوم إلى كل الشاكرين ، إلى أصحاب الألسنة العذبة ، إلى من عمل على تطوُّر في المساهمة بشكره ، إلى من شكر بكلمات حُلوَة و شجَّع بكلمات لطيفة : 


( شكرًا لكم لأنكم شاكرين ، لإنَّكم لم تكونوا جاحدين ، لأنَّكم ساعدتم في بناء الثقة ، و ساهمتم في رفع مستوى البذل ، و شاركتم في إحياء الآمال الذابلة ، قُبلة على هاماتكم ، و شَكَر الله لكم ، و كثَّر من الشاكِرين )







و هنا شمعة أعطيها لكل من فقد الثقة في أولياء الأمور على مدينة عدن الحبيبة و الجنوب العربي بشكل عام : 


( كونوا مع الله و اشكروا الناس تكونوا من الشاكرين ، و لا تقلقوا فالله معنا و لن يدوم الظالمون ، و تذكَّروا أن الناس لا يستوون ؛ ألم نقل : " و الله مع الصابرين " ) 


و كرتٌ أحمر أعطيه لكل من يريد بالجنوب العربي سوءًا : 


( الله معنا ، ثم قيادتنا الحكيمة _ وفَّقها الله _ ستكون لكم بالمرصاد )





من جلسة تصويرية بالأمس ، و هي السبب في نسياني التدوينة حتى تذكرتها متأخرة 😅👇






سأتمنى أن يسعفني الوقت و أكتب تدوينة خاصة بتفاصيل جلسة التصوير المتواضعة هذه ، و أرفقها بكل الصور 😀✌

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Follow Us @techandinv