أشياء ظننت أنني
سأدركها عند الثلاثينات ، و أخرى ظننت أنني سأتخطاها على الأقل منتصف العشرينات ،
و أخيرة ظننت أنني سأتقبلها بعد فترة طويلة على الأقل ، و لكنني أدركت الكثير مما
ظننت أنني سأتأخر في إدراكه ، تخطيت و تقبلت أشياء عديدة ما كنت أحسب أنني
سأتخطاها بهذه السرعة ، يا ترى أهو النضوج ؟!
فمثلًا لو أن ( أسماء
2017 ) تقابل ( أسماء 2020 ) فإنها ستكون مقابلة فاشلة جدًا ، لأن ( أسماء 2017 )
لم تكن لتصدق أنها هي نفسها ( أسماء 2020 ) ، ذلك لأن ( أسماء 2020 ) مقابلة
تمامًا لـ ( أسماء 2017 ) ، القناعات ، الهوايات ، و الأفكار كل شيء مختلف تمامًا
، بل إنه الوجه الآخر لها !
في ما قبل 2019 كانت
أسماء لا تهتم بالمنسوجات اليدوية ، بل إنها و بصراحة كانت لا تراها فن جميل ! ، و
ما بعد فبراير 2019 أصبحت أسماء هاوية كبيرة للكروشية ، و مع أنها ظلت وقتًا
طويلًا تذم التريكو و تقول عنه " معقد " ، فإنها في يناير 2020 دخلت
عالم التريكو و شغفت به و إن لم تتقنه بشكل كامل بعد !
في ما قبل 2017 كانت
أسماء تكتب بهوس و دون توقف و لا حدود ، و في أثناء 2018 عملت على تهدئة قلمها ،
بل و خنقه باعتبار انه من الأشياء التي تضاعف مشاعرها و تجعلها تركز كثيرًا على
الأشياء بلا مبرر سوى عين الكاتب ! ، و ها هي في 2020 تعطي قلمها تنفسًا صناعيًا
من قراءتها الكثيرة لعل قلمها يتحفز ، فتتأهب لإهتزاز القلم فتقوم بكتابة أي شيء و
كل شيء لعل هذا الجمود الذي غلفها يتبخر قليلًا !
أما عن 2016 فإنك
ستذهل من أسماء المتحررة من كل شيء ، متمردة و تعمل على تغيير أشياء لن تتغير
أبدًا بكل جد و اجتهاد ، تتعثر بالظلام فتتمسك بأي شيء يُتوهم لها أنه نورًا ، إلى
أن فُضِح الظلام و تبدت لها كل الخدوش التي خلَّفها تمسكها بأشياء مؤذية أكثر من
أنها منقذة ، و عندما فكرت بعلاج كل الآثار البشعة سقط قرارها على شمعة مركونة
كانت قد أخذتها ذات يوم للطوارئ ، تحرقها بهدوء و تبدأ الآثار بالزوال ، استمرت (
أسماء 2016 ) بعلاجها بشكل منتظم بتلك الشمعة ، و في 2017 أدمنت أسماء علاجها نفسه
، و لكن الشمعة كانت قد ذابت بشكل كامل و غطتها كليًا و حل الظلام بالضبط في 26
أكتوبر من 2017 ...
عن ( أسماء 2015 )
فإنها كانت في ذهول تام أو ربما سكرة ، فقد وجدت نفسها فجأة بين مشاعر عنيفة
محتقنة ، خوف و حب و قلق و حميَّة و فوق هذا كله اضطرابات هرمونية ! ، مصطلحات
ثقيلة و ذات معان كلفتها الكثير لفهمها : حرب و وطن و غربة و احتلال و كبر ، كل
هذا جعل من شخصية ( أسماء 2015 ) مشتتة ، تارة هادئة و تارة صاخبة ، يومًا تلعب
بالدمى حتى تكاد تكلمها فتخاف أمها و عائلتها ، و يومًا تقرأ كتبًا لا تناسب سنين
عمرها ، ترغب تعلم الطبخ و تريد اللعب مع أخيها في الشارع ، تضاد و شتات حتى ما
كادت تعرف أهي صغيرة أم كبيرة ، قادرة على مناقشة وضع بلادها المحتلة أم سيُنظر
لها بعين مستصغرة ، قادرة على وصف شعور الغربة الذي يؤذيها أم أنها لا تعرفه جيدًا
بعد ، لا تكاد تستقر على اعتقاد ، كانت كالذي يفرغ كل ما بداخله و كأنه يودِّع
الحياة بكل مراحلها ، كالذي يريد اختصار كل مراحل الحياة في مرحلة قبل أن يدركه
الموت !
أما عن ( أسماء 2011
_ 2012 _ 2013 _ 2014 )
فإن وصفها الأصدق
" مستسلمة " ، مستسلمة لكل شيء ، للفشل ، لنكد الثورات ، لتعب الدراسة ،
لكل شيء دون استثناء ، مسالمة كثيرًا و لكن كان لديها تمسك غريب بقناعاتها ، بل هو
تعصب لقناعاتها ، لا تقبل النقاش بها و لا محاولة إثنائها عنها ، كانت ثابتة
كثيرًا ، للحد الذي جعلها أغرب أسماءاتي !
أما ما قبل 2011 ،
فإنه خارج نطاق الذاكرة ، و لكن دائمًا ما يقال أنه حافل ، فقد كانت أسماؤه واثقة
جدًا بنفسها ، متفتحة و مفضوحة في مشاعرها دومًا ، و حيوية و فوضوية كثيرًا !
على كلٍ فإن كل أسماء
تختلف تمامًا عن نفسها ، هذا شيء جيد فهو يعني أنني أتعلم بسرعة و أنضج بشكل سريع
، و لكنني أتساءل أهو النضوج يا ترى ؟
أم أنها شيخوخة مبكرة
؟!
فـ ( أسماء 2020 )
أفضل مصطلح يشرحها " زاهدة " !
لولا قيامها الدائم
بالتنفس الإصطناعي للرغبات و الأمنيات ، لكانت الآن قائمة أهدافها ضائعة ، و
أمانيها راقدة بسلام ، تقرأ و توهم نفسها بالتشوق ، تكتب و تمتلك و تفعل الأشياء و
هي تعلم أنها توهم نفسها بالحماس كي تستمر ، أسماء لا زال الشمع يغطيها ، أسماء لا
زالت تحب العيش داخل ذاك الغلاف الشفاف ، الذي يحول بينها و بين العالم ، تبتسم
لنفسها كل صباح و تقول بمراوغة هاربة من حنق الذات _ سأحاول اليوم صنع ثقب آخر في
الغلاف ، و تغادر بخطوات كسولة نحو اليوم ، و تعود كما أتت ، بنفس الشمع يغطيها ،
و تواجه كل جلسات التكاشف مع ذاتها بكلمة صغيرة " أنا مكتفية " ، نعم أنت مكتفية و هنا
المشكلة ، عليك أن تطلبي الأشياء ، أن تتحركي ، كفاكِ كسلًا ، إستعيدي إنسانيتك ،
كوني بشر من جديد !
إلى ( أسماء 2021 ) :
أرجوك كوني جديرة
بالحياة ، استحقي الوجود ، و تمسكي بالأحلام ؛ أنت أهلًا للولادة من جديد ، لبدء
صفحة جديدة دون أن تشطبي الصفحات الماضيات ، لديك خبرتهن و عشت تجاربهن ، أما
أتراحهن و أوجاعهن فقد فات أوانها ، و انتهى حقها في نهشك ، إنت بنفسجية فإياك و
الإنكسار ...
هذا هذيان ناتج عن
ألم بدء ظهور " ضرس العقل " ، الذي أذهب بعقل أختي و أرجو أن لا يذهب
بعقلي أيضًا !
بالمناسبة الإشاعة
التي تقول ( أن ظهور " ضرس العقل " يعني أن الشخص " بايعقل و يرزن
" ) خاطئة جدًا ، كل ما في الأمر أنه سمِّي بضرس " العقل " لأنه
يظهر عندما يفترض بالشخص أن يكون قد امتلك من الحكمة و التجارب ما يعينه على
استمرار حياته و هذا يكون ما بين 17 _ 24 من العمر ، من هنا قرأت هذه المعلومات
بالأمس فقط بعد سنين كثيرة و أنا على ظني أن ظهور ضرس العقل يعطي رزانة و حكمة ، [
الله يسامحكم يا اخواني الكبار يا كم خدعتوني كثييير بإنكم عقلتوا و أني مكاني زغيرة
و على جُناني 😑! ]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق