18‏/4‏/2020

# دوامة الآس # فلسفة خاصة

نضـوج أم شيخوخـة مبكِّرة ؟!


 








أشياء ظننت أنني سأدركها عند الثلاثينات ، و أخرى ظننت أنني سأتخطاها على الأقل منتصف العشرينات ، و أخيرة ظننت أنني سأتقبلها بعد فترة طويلة على الأقل ، و لكنني أدركت الكثير مما ظننت أنني سأتأخر في إدراكه ، تخطيت و تقبلت أشياء عديدة ما كنت أحسب أنني سأتخطاها بهذه السرعة ، يا ترى أهو النضوج ؟!



فمثلًا لو أن ( أسماء 2017 ) تقابل ( أسماء 2020 ) فإنها ستكون مقابلة فاشلة جدًا ، لأن ( أسماء 2017 ) لم تكن لتصدق أنها هي نفسها ( أسماء 2020 ) ، ذلك لأن ( أسماء 2020 ) مقابلة تمامًا لـ ( أسماء 2017 ) ، القناعات ، الهوايات ، و الأفكار كل شيء مختلف تمامًا ، بل إنه الوجه الآخر لها !



في ما قبل 2019 كانت أسماء لا تهتم بالمنسوجات اليدوية ، بل إنها و بصراحة كانت لا تراها فن جميل ! ، و ما بعد فبراير 2019 أصبحت أسماء هاوية كبيرة للكروشية ، و مع أنها ظلت وقتًا طويلًا تذم التريكو و تقول عنه " معقد " ، فإنها في يناير 2020 دخلت عالم التريكو و شغفت به و إن لم تتقنه بشكل كامل بعد !



في ما قبل 2017 كانت أسماء تكتب بهوس و دون توقف و لا حدود ، و في أثناء 2018 عملت على تهدئة قلمها ، بل و خنقه باعتبار انه من الأشياء التي تضاعف مشاعرها و تجعلها تركز كثيرًا على الأشياء بلا مبرر سوى عين الكاتب ! ، و ها هي في 2020 تعطي قلمها تنفسًا صناعيًا من قراءتها الكثيرة لعل قلمها يتحفز ، فتتأهب لإهتزاز القلم فتقوم بكتابة أي شيء و كل شيء لعل هذا الجمود الذي غلفها يتبخر قليلًا !



أما عن 2016 فإنك ستذهل من أسماء المتحررة من كل شيء ، متمردة و تعمل على تغيير أشياء لن تتغير أبدًا بكل جد و اجتهاد ، تتعثر بالظلام فتتمسك بأي شيء يُتوهم لها أنه نورًا ، إلى أن فُضِح الظلام و تبدت لها كل الخدوش التي خلَّفها تمسكها بأشياء مؤذية أكثر من أنها منقذة ، و عندما فكرت بعلاج كل الآثار البشعة سقط قرارها على شمعة مركونة كانت قد أخذتها ذات يوم للطوارئ ، تحرقها بهدوء و تبدأ الآثار بالزوال ، استمرت ( أسماء 2016 ) بعلاجها بشكل منتظم بتلك الشمعة ، و في 2017 أدمنت أسماء علاجها نفسه ، و لكن الشمعة كانت قد ذابت بشكل كامل و غطتها كليًا و حل الظلام بالضبط في 26 أكتوبر من 2017 ...





عن ( أسماء 2015 ) فإنها كانت في ذهول تام أو ربما سكرة ، فقد وجدت نفسها فجأة بين مشاعر عنيفة محتقنة ، خوف و حب و قلق و حميَّة و فوق هذا كله اضطرابات هرمونية ! ، مصطلحات ثقيلة و ذات معان كلفتها الكثير لفهمها : حرب و وطن و غربة و احتلال و كبر ، كل هذا جعل من شخصية ( أسماء 2015 ) مشتتة ، تارة هادئة و تارة صاخبة ، يومًا تلعب بالدمى حتى تكاد تكلمها فتخاف أمها و عائلتها ، و يومًا تقرأ كتبًا لا تناسب سنين عمرها ، ترغب تعلم الطبخ و تريد اللعب مع أخيها في الشارع ، تضاد و شتات حتى ما كادت تعرف أهي صغيرة أم كبيرة ، قادرة على مناقشة وضع بلادها المحتلة أم سيُنظر لها بعين مستصغرة ، قادرة على وصف شعور الغربة الذي يؤذيها أم أنها لا تعرفه جيدًا بعد ، لا تكاد تستقر على اعتقاد ، كانت كالذي يفرغ كل ما بداخله و كأنه يودِّع الحياة بكل مراحلها ، كالذي يريد اختصار كل مراحل الحياة في مرحلة قبل أن يدركه الموت !



أما عن ( أسماء 2011 _ 2012 _ 2013 _ 2014 )

فإن وصفها الأصدق " مستسلمة " ، مستسلمة لكل شيء ، للفشل ، لنكد الثورات ، لتعب الدراسة ، لكل شيء دون استثناء ، مسالمة كثيرًا و لكن كان لديها تمسك غريب بقناعاتها ، بل هو تعصب لقناعاتها ، لا تقبل النقاش بها و لا محاولة إثنائها عنها ، كانت ثابتة كثيرًا ، للحد الذي جعلها أغرب أسماءاتي !





أما ما قبل 2011 ، فإنه خارج نطاق الذاكرة ، و لكن دائمًا ما يقال أنه حافل ، فقد كانت أسماؤه واثقة جدًا بنفسها ، متفتحة و مفضوحة في مشاعرها دومًا ، و حيوية و فوضوية كثيرًا !





على كلٍ فإن كل أسماء تختلف تمامًا عن نفسها ، هذا شيء جيد فهو يعني أنني أتعلم بسرعة و أنضج بشكل سريع ، و لكنني أتساءل أهو النضوج يا ترى ؟

أم أنها شيخوخة مبكرة ؟!



فـ ( أسماء 2020 ) أفضل مصطلح يشرحها " زاهدة " !

لولا قيامها الدائم بالتنفس الإصطناعي للرغبات و الأمنيات ، لكانت الآن قائمة أهدافها ضائعة ، و أمانيها راقدة بسلام ، تقرأ و توهم نفسها بالتشوق ، تكتب و تمتلك و تفعل الأشياء و هي تعلم أنها توهم نفسها بالحماس كي تستمر ، أسماء لا زال الشمع يغطيها ، أسماء لا زالت تحب العيش داخل ذاك الغلاف الشفاف ، الذي يحول بينها و بين العالم ، تبتسم لنفسها كل صباح و تقول بمراوغة هاربة من حنق الذات _ سأحاول اليوم صنع ثقب آخر في الغلاف ، و تغادر بخطوات كسولة نحو اليوم ، و تعود كما أتت ، بنفس الشمع يغطيها ، و تواجه كل جلسات التكاشف مع ذاتها بكلمة صغيرة "  أنا مكتفية " ، نعم أنت مكتفية و هنا المشكلة ، عليك أن تطلبي الأشياء ، أن تتحركي ، كفاكِ كسلًا ، إستعيدي إنسانيتك ، كوني بشر من جديد !



إلى ( أسماء 2021 ) :
أرجوك كوني جديرة بالحياة ، استحقي الوجود ، و تمسكي بالأحلام ؛ أنت أهلًا للولادة من جديد ، لبدء صفحة جديدة دون أن تشطبي الصفحات الماضيات ، لديك خبرتهن و عشت تجاربهن ، أما أتراحهن و أوجاعهن فقد فات أوانها ، و انتهى حقها في نهشك ، إنت بنفسجية فإياك و الإنكسار ...






هذا هذيان ناتج عن ألم بدء ظهور " ضرس العقل " ، الذي أذهب بعقل أختي و أرجو أن لا يذهب بعقلي أيضًا !

 بالمناسبة الإشاعة التي تقول ( أن ظهور " ضرس العقل " يعني أن الشخص " بايعقل و يرزن " ) خاطئة جدًا ، كل ما في الأمر أنه سمِّي بضرس " العقل " لأنه يظهر عندما يفترض بالشخص أن يكون قد امتلك من الحكمة و التجارب ما يعينه على استمرار حياته و هذا يكون ما بين 17 _ 24 من العمر ، من هنا قرأت هذه المعلومات بالأمس فقط بعد سنين كثيرة و أنا على ظني أن ظهور ضرس العقل يعطي رزانة و حكمة ، [ الله يسامحكم يا اخواني الكبار يا كم خدعتوني كثييير بإنكم عقلتوا و أني مكاني زغيرة و على جُناني 😑! ]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Follow Us @techandinv