مشكلتي دائمًا هي
أنني قابلة لإدمان أي شيء و بسرعة قياسية أيضًا ، و بصدق فإنني أحمد الله أن يدي
لم تقع على مخدرات من قبل ، لأنني أظن أنني كنت سأقع في فخها و لن أنجو أبدًا 😑
الأشياء الحسية و
الأشياء المعنوية على حدٍّ سواء أدمنها بسرعة خارقة ، فإذا جربت شيء مرة و أعجبني
و كررته للمرة الثانية و راقني فإنني أقع في فخه بكل استسلام ..
حسنًا .. بعض الأشياء
تكون تجربتها الأولى جيدة و لكن عند تكرارها تبدو مملة فأتركها سريعًا ، بالنسبة
للأطعمة و المشروبات فإنني لا أتذوق أي شيء بدافع الفضول لمذاقه الجديد ، دائمًا
تعجبني الأشياء التي أعرفها و لا أحاول تذوق أشياء جديدة أو أجازف بتذوق أشياء
غريبة لم يتذوقها أحد أعرفه ، حسنًا سأبدو مضحكة إن قلت أن الفضول يراودني فقط
لتذوق شيء محذر منه أو حوله إشاعات ، صدقًا يتملكني الفضول و أذهب لتجربته ! ، و
هذا كثيرًا ما حدث لي ...
فمثلًا في بيتنا يمنع
تمامًا أكل الأندومي ، لم أكن أعرف طعمها حسب قانون الجهات العليا في المنزل ، و لم يكن يستهويني فهو يشبه المكرونة التي ليست
مفضلة لدي كثيرًا ، و لكن مع الوقت عندما كنت في دوام المدرسة المسائي و تحين
الإستراحة و يتناول كل منا وجبة غدائه ، كانت زميلاتي يحضرنها دومًا ، و كنتُ أخجل
أن أخبرهم بأنني لا أعرف مذاقها ، و عندما تزوج أخي و عاش في جناحه الخاص في
منزلنا كانت زوجته كثيرًا ما تحضِّرها فقانون بيتها يسمح بأكلها ، و بدأ الفضول
يتملكني ناحية تذوقها و سؤال متمرد " أن لماذا هي ممنوعة ؟! لابد أن السر في
مذاقها ! " ، و هكذا وجدت نفسي في فترة نزوحنا من عدن أجربها و أطبخها سرًّا
و سرعان ما أحببتها و بدأت آكلها بشكل شبه يومي ، حتى جاء يوم و كشفتني أمي و
وبختني كثيرًا و شرحت لي كم هي مضرَّة ، و لكنني لم أقتنع و شعرت أن أمي تبالغ ،
فاستمريت أحضرها و آكلها باستمتاع و لكن بحذر من والدي ، فوالدي يجنُّ جنونه من
اسمها فقط ، المهم أنني أدمنتها تحت توبيخ أمي المستمر الذي لم آبه له كثيرًا ، و
بالطبع لولا الظروف التي كنَّا بها لكانت أمي أشدُّ حزمًا و لكانت قامت بتصرفات
تهذيبية تصيب فضولي بعينه ، و لكن على أية حال كنت أعرف أنه ليس وقت اهتمام امي
بالأندومي و الصواريخ فوق رؤوسنا ، و أنا
استغللت الوضع بصراحة ، و هكذا بقيت حتى 2016 ، ثم تركتها تمامًا بعد أن فتحت
يومًا كيس البهارات الصغير لأجد البهارات متعفنة و بحالة مزرية ، فكرهتها و تركتها
؛ على فكرة لأكون صادقة أحيانًا أشعر بحنين لها ، و أحيانًا يهزمني حنيني فأقوم
بشرائها و لكن بحذر بـالغ كي لا أعيد نفس المأساة 🙄
إدماني للأندومي
تقاطع مع أدماني للقهوة التركية السوداء ، و كان الأخير أشد و أصعب من ناحية
التخلص منه ، حتى أنني أظن أن من أسباب تركي للأندومي هو القهوة التركية !
القهوة التركية لم
يحضرني فضولي إليها ، بل هي جاءت إلي مصادفة ، ذات يوم اشترتها أختي من "
الكشِّي " و قالت لي متحمسة بأنها ستتذوقها فقد سمعت كثيرًا أنها لذيذة ، لم
آبه كثيرًا لأمرها خصوصًا و أنني صديقة الكوفي أكثر و أشعر بشغفي به أكثر لأنه في
قانون منزلنا يمنع الإكثار منه ، و بالطبع " كل ممنوع مرغوب " ، المهم
أن أختي عندما صنعتها قدَّمت لي كوبًا و رغم أنني أخبرتها أنني لا أريد تجربتها
إلا أنها أصرَّت متعذرة بأنها لا تريد تجربة شيء جديد وحدها ، تذوقتها بحذر و
لكنني فوجئت بأنها راقتني كثيرًا ، و هكذا وجدت نفسي أدمنها و لكن بصورة مجنونة
بالفعل ، فقد كان الصداع يلتهم رأسي إن لم أشربها صباحًا ، و تكون أعصابي مشدودة
إن لم أشربها عصرًا ، و في الليل على عكس الناس " الطبيعيين " كنت لا
أنام إلا عندما أشربها ، و طبعًا هذه المواعيد الثلاثة أساسية و رئيسية و لكن لا
يمانع أنني كنت أشربها عند غضبي أو حزني أو أي انفعال مبالغ به !
تجربتي مع القهوة
التركية مريرة حقًا ، فحتى استذكارها مؤذي كثيرًا ، فأن ترى نفسك مرهون بكوب قهوة
لهو شيء يجعلك تشعر بالضعف و الغضب من نفسك ، و لكن الغضب من نفسك ليس كافيًا كما
أدركت ، يجب عليك أن تبدأ بالتوقف و تتحرك ، الغضب من ضعف نفسي كان أسوأ الأشياء
التي كنت أقوم بها ، فلا يزيدني إلا نهمًا للقهوة و زيادة في معدل الشرب ، على كل
حال عندما قررت تركها كان قرارًا صعبًا فاتخذت مصطلح التخفيف كبداية ، ذلك لأنني
عندما أردت قطعها نهائيًا في أول يوم من إصدار القرار بحق نفسي ، كنت قد فشلت
بجدارة و كدت أدخل حالة سيئة من إدمانها ، لولا لطف الله في تماسكي و مباشرة علاجي
من إدمانها ، علاجي لنفسي لم يكن سهلًا ، لأنه لم يكن هناك قانون يحكمني و لا شروط
و لا حتى إِشراف من قبل أحد ، كنت أفعلها بنفسي مما جعلها تطول كثيرًا و تتعثر
أكثر ، و لكنني فخورة جدًا بنفسي التي استطاعت هزيمتها في عام 2018 ، و على عكس الأندومي
التي آكلها عندما أشعر بالحنين إليها فإن القهوة التركية أًصبحت مخيفة جدًا
بالنسبة لي ، و لا أكاد أشم رائحتها حتى أتفادى وقوعها في يدي ، لا أريد أن أهلك
من جديد أبدًا !
لا زلت أتذكر كيف كان
قلبي يتمزق جدًا و أنا أهدي صديقة أختي مخزوني الشهري من القهوة التركية عندما
أرادت تذوقها ، كان يجب أن أصرف علبة القهوة عن نظري و قد فعلت .. و إن كان بأسى و
حزن شديدين 💔
لا يمكنني أن أقول
بأنني تخطيتها كليًّا لأنني في وضع الدفاع تجاهها ، و لكنني انتصرت عليها و هذا
شيء يجعلني أفخر بنفسي حقًا 🙃
صورة نادرة من لحظاتي الخاصة مع القهوة التركية 👆🖤
حسنًا هل أتحدث عن
الفوفل !
الفوفل هو الإدمان
الذي رافقني منذ 2015 حتى الآن دون توقف ، و إنما بمعدل يهبط و يرتفع ، في بادئ
الأمر الفوفل من الأشياء الممنوعة حسب قوانين الجهات العليا في المنزل و المتمثلة
بأبي و أمي ، و لكن أخي الأوسط سقط في شباك إدمان الفوفل ، و بما أنه هادئ و شبه
منطوي ، لم يعرف أهل البيت بإدمانه إلا عندما اعترف بعد عامين من مغادرته الثانوية
التي فيها جرَّبه و أعجبه و أدمنه ثم بالكاد تركه ، و بقي يحذرنا من حتى تذوقه نحن
الثلاثة الأصغر منه ، أختي و أنا و أخي آخر العنقود.
حسنًا .. أختي تذوقته
و أعجبها و لكنها لم تدمنه ، الشيء الذي جعل فضولي يتحرك نحو مذاقه ، و فجأة بدون
سابق إنذار وجدت نفسي آكله و يروقني ، خصوصًا و أن زميلاتي كن يأكلنه كعلكة أو أي
شيء عادي جدًا ، و لكني لم أكن مدمنة له للحد الذي يجعلني أقلق ، و استمر الوضع
عاديًا حتى 2017 تحديدًا كانت السنة التي أفرطت فيها بتناول الفوفل ، لأسباب عديدة
منها قراري بترك القهوة السوداء فبحثت عن أي شيء يلهيني عن شربها ، و كان الفوفل
اختياري إلى جانب أسباب أخرى دفعتني لإدمانه بشكل فضيع ، فأذكر أن رمضان ذلك العام
اشتريت فيه 2 باكت قضيت عليهما قبل أن تدخل العشر الأواخر ، و بعدها اشتريت باكت 1
استمر مع حتى أوائل العيد ، و لكن من بعدها أصبح معدل ادماني له غير مستقر ، فيمر
أسبوع هائمة بحبات الفوفل الصغيرة ، و أسبوع غير آبهه به ، و أحيانًا الحالة
المادية تحدد معدل شرائي له ، خصوصًا و أن والدتي سلكت طرقًا حازمة في محاولة
إيقاف إدماني ، و لكن على أية حال عندما أريد الفوفل فإني أريده و لا شيء يمكن أن
يمنعني ؛ لأن إدمانك لشيء ما يعني أن تفعل المستحيل لتناله دون أن تأبه بأي شيء ،
و هذا هو مربط الفرس إن أردت أن توقف إدمانًا فعليك أن تتجاهل هذه الرغبة و
بالتالي فإنك تحتاج وقتًا لتدرِّب نفسك على تجاهلها ، و هو أمر صعب و لكنه قطعًا
ليس مستحيل.
و من أسباب أدماني
للفوفل أنه يعطيك الفرصة في تفجير انفعالاتك في سحق حبات الفوفل الصغيرة لتستقبلك
مرارتها ، في بادئ الأمر قد لا تروقك تلك المرارة و لكنني عشقتها كثيرًا ، حسنًا
قصة الفوفل لم تنته حتى الآن ، و لا زالت تمر أوقات أشتري فيها الفوفل بكثرة ثم
تمر أوقات لا أحرص على شرائه ؛ و لكنه إن وقع بيدي فإنني و ياللأسف لا أنتصر
دائمًا في مقاومته !
آه لقد كتبت عن
قابليتي للإدمان لإنني أواجه خطرًا كبيرًا في مواجهة الشاي الأحمر ، أصبح شيء
أساسي و لا أريد لهذا الأمر أن يتطور و أخشى ما أخشى أن يكون قد تطور ، و سقطت
سيطرتي بالفعل ، كوب الصباح ، كوبين على الأقل فيما بين الغداء و العشاء ، و في
الليل كوبًا آخر ، هذه مرات أساسية و لم أجرب بعد ترك إحداها و يا ليته ليس إدمان
، يا ليت !
بالأمس قمت بخطوة
غبية جدًا ، فقد وضعت إبريق شاي أحمر يحتوي على خمسة أكواب على الأقل ، و بدأت
أراجع حفظي و أشرب حتى قضيت على الإبريق كله 😵
و عندما فوجئت
بالإبريق فارغًا ، امتعضت و شعرت بالقلق ، لا أريد أن أدخل حربًا أخرى ، ليس هذا
وقته أبدًا ، صحيح أن الجهات العليا في البيت لا تمنع الشاي الأحمر و لكن أمي بدأت
تلاحظ استمراري عليه ، فما إن أصحو و لا أكاد أغسل وجهي حتى أقوم بصنع إبريق شاي
أحمر ، بنفس شعري الذي سرحته الوسادة بفنيَّة ، و بملابس النوم الفخمة 🤐
أكره أن أقول أنني
وقعت في حبِّك أيها الشاي الأحمر ، و لكنني أحبُّك فرفقًا بي 💘😷
صورة بسيطة جدًا من " بلكونـتنا " لكوب شاي أحمر عصري 😅

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق