17‏/4‏/2020

# دوامة الآس # يوميـات

مشكلتـي أنني : " مدمنـة 😟 "

 مشكلتي دائمًا هي أنني قابلة لإدمان أي شيء و بسرعة قياسية أيضًا ، و بصدق فإنني أحمد الله أن يدي لم تقع على مخدرات من قبل ، لأنني أظن أنني كنت سأقع في فخها و لن أنجو أبدًا 😑

الأشياء الحسية و الأشياء المعنوية على حدٍّ سواء أدمنها بسرعة خارقة ، فإذا جربت شيء مرة و أعجبني و كررته للمرة الثانية و راقني فإنني أقع في فخه بكل استسلام .. 


حسنًا .. بعض الأشياء تكون تجربتها الأولى جيدة و لكن عند تكرارها تبدو مملة فأتركها سريعًا ، بالنسبة للأطعمة و المشروبات فإنني لا أتذوق أي شيء بدافع الفضول لمذاقه الجديد ، دائمًا تعجبني الأشياء التي أعرفها و لا أحاول تذوق أشياء جديدة أو أجازف بتذوق أشياء غريبة لم يتذوقها أحد أعرفه ، حسنًا سأبدو مضحكة إن قلت أن الفضول يراودني فقط لتذوق شيء محذر منه أو حوله إشاعات ، صدقًا يتملكني الفضول و أذهب لتجربته ! ، و هذا كثيرًا ما حدث لي ...


فمثلًا في بيتنا يمنع تمامًا أكل الأندومي ، لم أكن أعرف طعمها حسب قانون الجهات العليا في المنزل ،  و لم يكن يستهويني فهو يشبه المكرونة التي ليست مفضلة لدي كثيرًا ، و لكن مع الوقت عندما كنت في دوام المدرسة المسائي و تحين الإستراحة و يتناول كل منا وجبة غدائه ، كانت زميلاتي يحضرنها دومًا ، و كنتُ أخجل أن أخبرهم بأنني لا أعرف مذاقها ، و عندما تزوج أخي و عاش في جناحه الخاص في منزلنا كانت زوجته كثيرًا ما تحضِّرها فقانون بيتها يسمح بأكلها ، و بدأ الفضول يتملكني ناحية تذوقها و سؤال متمرد " أن لماذا هي ممنوعة ؟! لابد أن السر في مذاقها ! " ، و هكذا وجدت نفسي في فترة نزوحنا من عدن أجربها و أطبخها سرًّا و سرعان ما أحببتها و بدأت آكلها بشكل شبه يومي ، حتى جاء يوم و كشفتني أمي و وبختني كثيرًا و شرحت لي كم هي مضرَّة ، و لكنني لم أقتنع و شعرت أن أمي تبالغ ، فاستمريت أحضرها و آكلها باستمتاع و لكن بحذر من والدي ، فوالدي يجنُّ جنونه من اسمها فقط ، المهم أنني أدمنتها تحت توبيخ أمي المستمر الذي لم آبه له كثيرًا ، و بالطبع لولا الظروف التي كنَّا بها لكانت أمي أشدُّ حزمًا و لكانت قامت بتصرفات تهذيبية تصيب فضولي بعينه ، و لكن على أية حال كنت أعرف أنه ليس وقت اهتمام امي بالأندومي و الصواريخ فوق رؤوسنا  ، و أنا استغللت الوضع بصراحة ، و هكذا بقيت حتى 2016 ، ثم تركتها تمامًا بعد أن فتحت يومًا كيس البهارات الصغير لأجد البهارات متعفنة و بحالة مزرية ، فكرهتها و تركتها ؛ على فكرة لأكون صادقة أحيانًا أشعر بحنين لها ، و أحيانًا يهزمني حنيني فأقوم بشرائها و لكن بحذر بـالغ كي لا أعيد نفس المأساة 🙄

إدماني للأندومي تقاطع مع أدماني للقهوة التركية السوداء ، و كان الأخير أشد و أصعب من ناحية التخلص منه ، حتى أنني أظن أن من أسباب تركي للأندومي هو القهوة التركية !

القهوة التركية لم يحضرني فضولي إليها ، بل هي جاءت إلي مصادفة ، ذات يوم اشترتها أختي من " الكشِّي " و قالت لي متحمسة بأنها ستتذوقها فقد سمعت كثيرًا أنها لذيذة ، لم آبه كثيرًا لأمرها خصوصًا و أنني صديقة الكوفي أكثر و أشعر بشغفي به أكثر لأنه في قانون منزلنا يمنع الإكثار منه ، و بالطبع " كل ممنوع مرغوب " ، المهم أن أختي عندما صنعتها قدَّمت لي كوبًا و رغم أنني أخبرتها أنني لا أريد تجربتها إلا أنها أصرَّت متعذرة بأنها لا تريد تجربة شيء جديد وحدها ، تذوقتها بحذر و لكنني فوجئت بأنها راقتني كثيرًا ، و هكذا وجدت نفسي أدمنها و لكن بصورة مجنونة بالفعل ، فقد كان الصداع يلتهم رأسي إن لم أشربها صباحًا ، و تكون أعصابي مشدودة إن لم أشربها عصرًا ، و في الليل على عكس الناس " الطبيعيين " كنت لا أنام إلا عندما أشربها ، و طبعًا هذه المواعيد الثلاثة أساسية و رئيسية و لكن لا يمانع أنني كنت أشربها عند غضبي أو حزني أو أي انفعال مبالغ به !

تجربتي مع القهوة التركية مريرة حقًا ، فحتى استذكارها مؤذي كثيرًا ، فأن ترى نفسك مرهون بكوب قهوة لهو شيء يجعلك تشعر بالضعف و الغضب من نفسك ، و لكن الغضب من نفسك ليس كافيًا كما أدركت ، يجب عليك أن تبدأ بالتوقف و تتحرك ، الغضب من ضعف نفسي كان أسوأ الأشياء التي كنت أقوم بها ، فلا يزيدني إلا نهمًا للقهوة و زيادة في معدل الشرب ، على كل حال عندما قررت تركها كان قرارًا صعبًا فاتخذت مصطلح التخفيف كبداية ، ذلك لأنني عندما أردت قطعها نهائيًا في أول يوم من إصدار القرار بحق نفسي ، كنت قد فشلت بجدارة و كدت أدخل حالة سيئة من إدمانها ، لولا لطف الله في تماسكي و مباشرة علاجي من إدمانها ، علاجي لنفسي لم يكن سهلًا ، لأنه لم يكن هناك قانون يحكمني و لا شروط و لا حتى إِشراف من قبل أحد ، كنت أفعلها بنفسي مما جعلها تطول كثيرًا و تتعثر أكثر ، و لكنني فخورة جدًا بنفسي التي استطاعت هزيمتها في عام 2018 ، و على عكس الأندومي التي آكلها عندما أشعر بالحنين إليها فإن القهوة التركية أًصبحت مخيفة جدًا بالنسبة لي ، و لا أكاد أشم رائحتها حتى أتفادى وقوعها في يدي ، لا أريد أن أهلك من جديد أبدًا !

لا زلت أتذكر كيف كان قلبي يتمزق جدًا و أنا أهدي صديقة أختي مخزوني الشهري من القهوة التركية عندما أرادت تذوقها ، كان يجب أن أصرف علبة القهوة عن نظري و قد فعلت .. و إن كان بأسى و حزن شديدين 💔

لا يمكنني أن أقول بأنني تخطيتها كليًّا لأنني في وضع الدفاع تجاهها ، و لكنني انتصرت عليها و هذا شيء يجعلني أفخر بنفسي حقًا 🙃




 


 صورة نادرة من لحظاتي الخاصة مع القهوة التركية 👆🖤



حسنًا هل أتحدث عن الفوفل ! 

الفوفل هو الإدمان الذي رافقني منذ 2015 حتى الآن دون توقف ، و إنما بمعدل يهبط و يرتفع ، في بادئ الأمر الفوفل من الأشياء الممنوعة حسب قوانين الجهات العليا في المنزل و المتمثلة بأبي و أمي ، و لكن أخي الأوسط سقط في شباك إدمان الفوفل ، و بما أنه هادئ و شبه منطوي ، لم يعرف أهل البيت بإدمانه إلا عندما اعترف بعد عامين من مغادرته الثانوية التي فيها جرَّبه و أعجبه و أدمنه ثم بالكاد تركه ، و بقي يحذرنا من حتى تذوقه نحن الثلاثة الأصغر منه ، أختي و أنا و أخي آخر العنقود.

حسنًا .. أختي تذوقته و أعجبها و لكنها لم تدمنه ، الشيء الذي جعل فضولي يتحرك نحو مذاقه ، و فجأة بدون سابق إنذار وجدت نفسي آكله و يروقني ، خصوصًا و أن زميلاتي كن يأكلنه كعلكة أو أي شيء عادي جدًا ، و لكني لم أكن مدمنة له للحد الذي يجعلني أقلق ، و استمر الوضع عاديًا حتى 2017 تحديدًا كانت السنة التي أفرطت فيها بتناول الفوفل ، لأسباب عديدة منها قراري بترك القهوة السوداء فبحثت عن أي شيء يلهيني عن شربها ، و كان الفوفل اختياري إلى جانب أسباب أخرى دفعتني لإدمانه بشكل فضيع ، فأذكر أن رمضان ذلك العام اشتريت فيه 2 باكت قضيت عليهما قبل أن تدخل العشر الأواخر ، و بعدها اشتريت باكت 1 استمر مع حتى أوائل العيد ، و لكن من بعدها أصبح معدل ادماني له غير مستقر ، فيمر أسبوع هائمة بحبات الفوفل الصغيرة ، و أسبوع غير آبهه به ، و أحيانًا الحالة المادية تحدد معدل شرائي له ، خصوصًا و أن والدتي سلكت طرقًا حازمة في محاولة إيقاف إدماني ، و لكن على أية حال عندما أريد الفوفل فإني أريده و لا شيء يمكن أن يمنعني ؛ لأن إدمانك لشيء ما يعني أن تفعل المستحيل لتناله دون أن تأبه بأي شيء ، و هذا هو مربط الفرس إن أردت أن توقف إدمانًا فعليك أن تتجاهل هذه الرغبة و بالتالي فإنك تحتاج وقتًا لتدرِّب نفسك على تجاهلها ، و هو أمر صعب و لكنه قطعًا ليس مستحيل.

و من أسباب أدماني للفوفل أنه يعطيك الفرصة في تفجير انفعالاتك في سحق حبات الفوفل الصغيرة لتستقبلك مرارتها ، في بادئ الأمر قد لا تروقك تلك المرارة و لكنني عشقتها كثيرًا ، حسنًا قصة الفوفل لم تنته حتى الآن ، و لا زالت تمر أوقات أشتري فيها الفوفل بكثرة ثم تمر أوقات لا أحرص على شرائه ؛ و لكنه إن وقع بيدي فإنني و ياللأسف لا أنتصر دائمًا في مقاومته !

آه لقد كتبت عن قابليتي للإدمان لإنني أواجه خطرًا كبيرًا في مواجهة الشاي الأحمر ، أصبح شيء أساسي و لا أريد لهذا الأمر أن يتطور و أخشى ما أخشى أن يكون قد تطور ، و سقطت سيطرتي بالفعل ، كوب الصباح ، كوبين على الأقل فيما بين الغداء و العشاء ، و في الليل كوبًا آخر ، هذه مرات أساسية و لم أجرب بعد ترك إحداها و يا ليته ليس إدمان ، يا ليت !

بالأمس قمت بخطوة غبية جدًا ، فقد وضعت إبريق شاي أحمر يحتوي على خمسة أكواب على الأقل ، و بدأت أراجع حفظي و أشرب حتى قضيت على الإبريق كله 😵

و عندما فوجئت بالإبريق فارغًا ، امتعضت و شعرت بالقلق ، لا أريد أن أدخل حربًا أخرى ، ليس هذا وقته أبدًا ، صحيح أن الجهات العليا في البيت لا تمنع الشاي الأحمر و لكن أمي بدأت تلاحظ استمراري عليه ، فما إن أصحو و لا أكاد أغسل وجهي حتى أقوم بصنع إبريق شاي أحمر ، بنفس شعري الذي سرحته الوسادة بفنيَّة ، و بملابس النوم الفخمة 🤐



أكره أن أقول أنني وقعت في حبِّك أيها الشاي الأحمر ، و لكنني أحبُّك فرفقًا بي 💘😷


 



صورة بسيطة جدًا من " بلكونـتنا " لكوب شاي أحمر عصري  😅

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Follow Us @techandinv