1‏/4‏/2020

# 2020 # ركنٌ مضيء

شخصية ملولَـة 😅



 





لدي علاقة وطيدة مع الأركان !
و منذ صغري أنجذب لها ، فدائمًا ترى أي ركن في المنزل مملوء بأشيائي ، ملابس ألعاب دفاتر قصص أي شيء يخصني !
عندما أدخل مجلسًا تأخذني أقدامي للركن و أحيانًا للمقعد الأقرب للركن ، و عندما أريد الأكل من كعكة تكون القطعة الركنية هي الأشهى ، خزانتي في الركن و سريري الأقرب لركن الغرفة ... 
في صغري كانت أمي توبخني كثيرًا من الفوضى التي أحدثها بالزوايا الفارغة ، و كم أخبرني أبي بأن الملابس مكانها الدولاب و ليس الركن الذي يفصله عن الباب ! ، حتى يئس الجميع من تغيير رأيي ، أو إيقافي عن هذه الهواية الغريبة ، و أنا لم أتغير مهما كبرت ، صحيح بأنني أدركت أن الدولاب للملابس ، و أن المكتبة للكتب و الدفاتر ، و أن صندوق الألعاب هو المكان المنطقي لها ، و أصبحت أضع كل شيء في مكانه خصوصًا و أنني أتوتر مع الفوضى الكبيرة ، و لكن مع هذا فيجب أن تجد حتى اللحظة في أي ركن شيء بسيط يخصني مكونًا فوضى صغيرة !
أحيانًا أشك بأنني فوضوية كما يقول الجميع ، و أقول لنفسي بأن عائلتي حكمت علي بالفوضوية فقط لأجل حبي الكبير للأركان ، و لكنني لا أستطيع أن أكذب على نفسي و أقول بأنني منظمة  ، لأنني مهما توترت من الفوضى و انزعجت منها ، إلا أنه دومًا ما يكون لي موقعًا محصورًا مخصصًا للفوضى !
مثلًا : يكون سريري منظمًا و لكن يجب أن يكون عليه بعض الفوضى ، قلم و مفكرة أكتب بهما ، جهاز اللاب توب أتصفح بعض المواقع فيه ، بطانية الكروشية التي أعمل عليها ، زيت اللافيندر للحالات الطارئة من التوتر ، و ربما كوب شاي !

الذي أنا متأكدة منه أنني شخصية ملولة ...
فمهما أحببت النظام إلا أنني أملُّه ، فلا ألبث أن أضع بعض اللمسات المشاغبة عليه كي يعطي طابعًا للحياة و التجدد .
و لست فوضوية كما يقال _ و إن كنت أشك في ذلك _ ، لكنني لا أحبُّ الأشياء المتراكبة و التي لا تعرف أولها و آخرها ، و لا أحب التغيير الدائم و لا الخطط المفاجئة و لا أن أعمل دون خطة .
عندما أعمل يجب أن تكون هناك خطة بدون تفاصيل ، أعني أن تكون هناك قائمة بالأهداف و الخطوات ، أما عن الوقت و الكيفية فأحب أن أكون بهما حرة .
و أبسط مثال هو الجدول اليومي ، و هو الشيء الذي جربته مرارًا و تكرارًا و لم أستطع تطبيقه مهما حاولت ، و هو الأمر الذي جعلني أصدِّق أنني فوضوية ، فكل صديقاتي كانت لهن جداول يومية و يمشون على نظامها إلا أنا أخفق في كل مرة ، حتى قررت أن أجد حلًا لهذه المشكلة التي تجعلني أشعر بالنقص أمامهن و أمام أختي التي قد تتقيد بجدول أسبوعي دون اية مخالفات ، و منذ فترة بسيطة عرفت الحل أخيرًا و هو أن أضع جدولًا بغير ساعة ، يحوي الأشياء التي أريد إنجازها و الأعمال التي يجب أن أقوم بها ، و يجب أن يكون هذا الجدول متجددًا بشكل مرتب ، ففي كل ليلة أراجع أدائي لجدول اليوم ، و أقوم بعمل جدول لليوم التالي و هكذا .

بصراحة المسألة ليست سهلة أبدًا ، و كتابتي عنها تعني كم هي مرهقة بالنسبة لي و جعلتني أشك بوجود علة في توازن عقلي ، و لكنني اطمأننت عندما عرفت النقطة المهمة التي تجعلني أخفق مع كل جدول ، و مع أنني إلى اللحظة لم أنتقل لمرحلة كتابة هذا الجدول الحر إلا أنني راضية تمامًا بالإجتماع الليلي مع عقلي حول برنامجي ، و ما يحدث فيه من توبيخ نفسي لإهمال قمت به أو نفسية عالية بإنجاز مهم !
راضية بالذات التي بداخلي ، فوضوية كانت أو حازمة بالنظام ؛ بكل الأحوال سأجدها و سأتصالح معها مهما طالت غربتي عنها ..


أخيرًا أعترف .. :

( كُـنـتَ الـرُكـنُ المضـيء لِعُـتمتِـي )




 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Follow Us @techandinv