لا استطيع استعادة احداث اليوم بترتيب !
فعلت أشياء كثيرة مفيدة و غير مفيدة و لكنني لا استطيع تذكرها مرتبة ، أتقنت الغرزة العدلة في التريكو ، راجعت حفظي للحلقة المسائية بشكل متقطع و لكنني راجعت ، طبخت " بطاط حمر " ، رسمت آيلاينر رائع ، كتبت شيئًا من الفقرات بالرواية التي لا زالت طور الكتابة ، صورت صورًا جميلة و نشرتها على حسابي على انستقرام ، و أيضًا الكثير من الأشياء الروتينية ، و لكنه يومٌ عشوائي للغاية !
في هذه الفترة لا ادري لم اشعر بالتوتر ، بأنني يجب أن أسرع !
لا أدري ما الشيء الذي يجعلني افكر هكذا !
فجأة أجد نفسي افعل الأشياء بسرعة هائلة ، و كأنني أخاف ان تدركني نهاية اليوم قبل ان انجز !
و أتساءل نهاية كل شيء افعله بسرعة " ما بي ؟ ما الذي يجعلني اشعر بهذا القلق ؟ " و أزفر حانقة من نفسي !
صحيح أنني منذ عرفت نفسي و أنا على عجلة من أمري ، و لكن في هذه الفترة بدأت أفعل الأشياء بسرعة هائلة تفقدني حتى الشعور بها ، فها انا الآن نظفت المطبخ تمامًا بنصف ساعة فقط بعد أن كان في حالة يرثى لها من عبث أخي !
قرأت أجزاء كثيرة من رواية بدأت قراءتها من أمس فقط فوصلت للجزء الثامن الآن ، و الأحداث الكثيرة تتشابك بعقلي فوق ما به من أفكار عشوائية !
أتذكر الآن لقد شربت كوب الشاي الأحمر بسرعة رغم أنني اشتهيته كثيرًا ، لم اتلذذ به بعد !
الوقت يسبقني !
أعرف ان هذه الفكرة سترسلني للجنون ، و لكنني لا اتوقف عن التفكير بها !
أريد أن أكتب و أكتب و أكتب و لا اتوقف أبدًا !
و لكنني منذ توقفت عن الكتابة بشكل رسمي ، بت أقف خجلة عند القلم أو لوحة المفاتيح ، عاجزة عن التنفيس عن هذا القلق ، أكتب جملتين و ما إن أقرأهما مجددًا يتضح لي كوم زيف ، فأقوم بحذفهما ، و أكتب و أحذف و أكتب و أحذف حتى أتوقف عن المحاولة ، و أعود للتفكير بذات الفكرة و أقوم بإنجاز الكثير من الأشياء بالسرعة الهائلة تلك ، و ما إن يدور عقرب الساعة إلى منتصف الليل ، و تبدأ ساعات الصباح ، أرتمي على السرير بخيبة كبيرة " لقد سبقني اليوم كالعادة " !
و أعد نفسي بغد أطول و أكثر إنجازًا !
و بعد ثوان صمت مع روحي التائهة ، يعلو صوت ما بداخلي : " ليس عليك سباق الوقت ، تخلصي من هذه الفكرة ، اكتبي ، و تصالحي مع هذه الذات التي حرمتها من التبعثر في حروف ، أعيدي لها فرصة التبعثر من جديد ، افضحي نفسك للأحرف ، جردي نفسك من الأقنعة ، كوني أنت فقط و عندها ستنسين كل السباقات ، و ستنشغلين بتصالحك الذاتي "
و صوت آخر يقاطع الأول : " لا تعودي لنفس المستنقع بعد أن نجوت منه بكل هذا الوحل العالق بروحك ! "
فيرد الأول و قد علا : " ليس مستنقع و ليس وحل ، هذا وهم وهم "
و ينخفض صوت الثاني : " كيف وهم و لا زلت حبيسته ، أثبتي أنه وهم ! "
و يرد الصوت الأول عاليًا : " هو وهم ، عليك فقط أن تكتبي ، إفضحي كل الألوان التي تتلبسينها ، عليك أن تنظري لروحك بدون أي حاجز ، عليك أن تقفي مع نفسك دون أقنعة ، و اعترفي بكل شيء ، هذا كل ما عليك فعله ، هو سهل ، سهل جدًا ، أمامك ثمان و عشرون حرف ، شكليها و اعبثي بها كما تشائين ، وقتها سيزول كل الوهم ! "
و يرد الصوت الثاني بتلاشي : " و الوقت ؟! "
بهدوء يجيب الصوت الأول : " اكتبي عن هذا أيضًا ، انتقمي منه ! "
بتقطع يرد الثاني ساخرًا : " لا احد يستطيع الإنتقام من الوقت ! "
يعود الصوت عميقًا : " بلى .. الكتابة تكفين للوقت ، تكتب كلمة و تكفن الثانية بها ، و أخرى و أخرى حتى تكفن الساعة كاملة بكلمات .. " !!
هدوء تام بعد الضجيج ، أزفر بتقطع و كأنني ركضت لأميال ، أقرأ أذكار النوم و أنفثها على جسدي بثقل ، و أنقلب على جانبي الأيمن أتنهد بعمق و أعاود التفكير بالصوت العميق الذي يدعوني للتصالح الذاتي الذي فقدته _ أو ربما أوقفت فعاليته _ منذ وقت طويل !
أعِدُ نفسي بغدٍ أفضل ، أعِد نفسي بجلسة تكاشف مع الذات ، أعِد نفسي بكوب رضا ، أعِد نفسي بالتوقف عن مسابقة الوقت و الإكتفاء بالشعور بالأشياء التي أنجزها مهما كانت بسيطة ، أعِد نفسي بالإنتقام من الوقت بتكفينه بكلمات صادقة ...
وعود كثيرة معقولة و غير معقولة ، فقط كي يتكرم عقلي بالسماح للنوم بزيارته !
و عند الصباح أنسى كل الوعود ، و أعود أسابق الوقت و كأن معركة لم تكن في الليل و ستكون أيضًا ... !
أريد أن أقول بأن هذا تكاشف ، بأن كتابة كل هذا خطوة صائبة ، و لكنني أخشى من تخاذل ذاتي بعدها ، فأكتفي بهذا و أعود للتيه و سباق الوقت الذي لا ينتهي ، لذا أقول لنفسي لا يزال أمامي شوطًا طويلًا أقطعه لأصل لتصالح ذاتي ثابت ، و ما هذه إلا خطوة صغيرة صغيرة جدًا ، و اعتذار لا يكفي لذاتي التي حرمتها من تبعثر دون أي مبرر معقول أو مقنع ..
لا زال أمامي الكثير ..
و لا يزال هناك متسع من الوقت ..
و أهلًا بالسلام الداخلي أهلًا .🌱
فعلت أشياء كثيرة مفيدة و غير مفيدة و لكنني لا استطيع تذكرها مرتبة ، أتقنت الغرزة العدلة في التريكو ، راجعت حفظي للحلقة المسائية بشكل متقطع و لكنني راجعت ، طبخت " بطاط حمر " ، رسمت آيلاينر رائع ، كتبت شيئًا من الفقرات بالرواية التي لا زالت طور الكتابة ، صورت صورًا جميلة و نشرتها على حسابي على انستقرام ، و أيضًا الكثير من الأشياء الروتينية ، و لكنه يومٌ عشوائي للغاية !
في هذه الفترة لا ادري لم اشعر بالتوتر ، بأنني يجب أن أسرع !
لا أدري ما الشيء الذي يجعلني افكر هكذا !
فجأة أجد نفسي افعل الأشياء بسرعة هائلة ، و كأنني أخاف ان تدركني نهاية اليوم قبل ان انجز !
و أتساءل نهاية كل شيء افعله بسرعة " ما بي ؟ ما الذي يجعلني اشعر بهذا القلق ؟ " و أزفر حانقة من نفسي !
صحيح أنني منذ عرفت نفسي و أنا على عجلة من أمري ، و لكن في هذه الفترة بدأت أفعل الأشياء بسرعة هائلة تفقدني حتى الشعور بها ، فها انا الآن نظفت المطبخ تمامًا بنصف ساعة فقط بعد أن كان في حالة يرثى لها من عبث أخي !
قرأت أجزاء كثيرة من رواية بدأت قراءتها من أمس فقط فوصلت للجزء الثامن الآن ، و الأحداث الكثيرة تتشابك بعقلي فوق ما به من أفكار عشوائية !
أتذكر الآن لقد شربت كوب الشاي الأحمر بسرعة رغم أنني اشتهيته كثيرًا ، لم اتلذذ به بعد !
الوقت يسبقني !
أعرف ان هذه الفكرة سترسلني للجنون ، و لكنني لا اتوقف عن التفكير بها !
أريد أن أكتب و أكتب و أكتب و لا اتوقف أبدًا !
و لكنني منذ توقفت عن الكتابة بشكل رسمي ، بت أقف خجلة عند القلم أو لوحة المفاتيح ، عاجزة عن التنفيس عن هذا القلق ، أكتب جملتين و ما إن أقرأهما مجددًا يتضح لي كوم زيف ، فأقوم بحذفهما ، و أكتب و أحذف و أكتب و أحذف حتى أتوقف عن المحاولة ، و أعود للتفكير بذات الفكرة و أقوم بإنجاز الكثير من الأشياء بالسرعة الهائلة تلك ، و ما إن يدور عقرب الساعة إلى منتصف الليل ، و تبدأ ساعات الصباح ، أرتمي على السرير بخيبة كبيرة " لقد سبقني اليوم كالعادة " !
و أعد نفسي بغد أطول و أكثر إنجازًا !
و بعد ثوان صمت مع روحي التائهة ، يعلو صوت ما بداخلي : " ليس عليك سباق الوقت ، تخلصي من هذه الفكرة ، اكتبي ، و تصالحي مع هذه الذات التي حرمتها من التبعثر في حروف ، أعيدي لها فرصة التبعثر من جديد ، افضحي نفسك للأحرف ، جردي نفسك من الأقنعة ، كوني أنت فقط و عندها ستنسين كل السباقات ، و ستنشغلين بتصالحك الذاتي "
و صوت آخر يقاطع الأول : " لا تعودي لنفس المستنقع بعد أن نجوت منه بكل هذا الوحل العالق بروحك ! "
فيرد الأول و قد علا : " ليس مستنقع و ليس وحل ، هذا وهم وهم "
و ينخفض صوت الثاني : " كيف وهم و لا زلت حبيسته ، أثبتي أنه وهم ! "
و يرد الصوت الأول عاليًا : " هو وهم ، عليك فقط أن تكتبي ، إفضحي كل الألوان التي تتلبسينها ، عليك أن تنظري لروحك بدون أي حاجز ، عليك أن تقفي مع نفسك دون أقنعة ، و اعترفي بكل شيء ، هذا كل ما عليك فعله ، هو سهل ، سهل جدًا ، أمامك ثمان و عشرون حرف ، شكليها و اعبثي بها كما تشائين ، وقتها سيزول كل الوهم ! "
و يرد الصوت الثاني بتلاشي : " و الوقت ؟! "
بهدوء يجيب الصوت الأول : " اكتبي عن هذا أيضًا ، انتقمي منه ! "
بتقطع يرد الثاني ساخرًا : " لا احد يستطيع الإنتقام من الوقت ! "
يعود الصوت عميقًا : " بلى .. الكتابة تكفين للوقت ، تكتب كلمة و تكفن الثانية بها ، و أخرى و أخرى حتى تكفن الساعة كاملة بكلمات .. " !!
هدوء تام بعد الضجيج ، أزفر بتقطع و كأنني ركضت لأميال ، أقرأ أذكار النوم و أنفثها على جسدي بثقل ، و أنقلب على جانبي الأيمن أتنهد بعمق و أعاود التفكير بالصوت العميق الذي يدعوني للتصالح الذاتي الذي فقدته _ أو ربما أوقفت فعاليته _ منذ وقت طويل !
أعِدُ نفسي بغدٍ أفضل ، أعِد نفسي بجلسة تكاشف مع الذات ، أعِد نفسي بكوب رضا ، أعِد نفسي بالتوقف عن مسابقة الوقت و الإكتفاء بالشعور بالأشياء التي أنجزها مهما كانت بسيطة ، أعِد نفسي بالإنتقام من الوقت بتكفينه بكلمات صادقة ...
وعود كثيرة معقولة و غير معقولة ، فقط كي يتكرم عقلي بالسماح للنوم بزيارته !
و عند الصباح أنسى كل الوعود ، و أعود أسابق الوقت و كأن معركة لم تكن في الليل و ستكون أيضًا ... !
أريد أن أقول بأن هذا تكاشف ، بأن كتابة كل هذا خطوة صائبة ، و لكنني أخشى من تخاذل ذاتي بعدها ، فأكتفي بهذا و أعود للتيه و سباق الوقت الذي لا ينتهي ، لذا أقول لنفسي لا يزال أمامي شوطًا طويلًا أقطعه لأصل لتصالح ذاتي ثابت ، و ما هذه إلا خطوة صغيرة صغيرة جدًا ، و اعتذار لا يكفي لذاتي التي حرمتها من تبعثر دون أي مبرر معقول أو مقنع ..
لا زال أمامي الكثير ..
و لا يزال هناك متسع من الوقت ..
و أهلًا بالسلام الداخلي أهلًا .🌱
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق