أرجوكم
توقفوا !
اصبح
هذا كابوسًا ، نعرف ان فيروس كورونا متفشٍ ، نعرف ان هناك قرار العزل ، نعرف أنه
يجب علينا الوقاية ، نعرف انه لا يجب علينا الإستهانة به !
نعرف
كل هذا ، و لكن هل من الممكن أن تتوقفوا بضع ثوان عن التحدث عنه !
رسائل
الواتس الخالية من أي صحة متداولة بشكل خرافي !
لا
تخلو غالب التغريدات في تويتر من الإشارة لكورونا !
جوجل
أصابه ارتجاج في البحث ، أي بحث يحتوي على حرف الكاف و الراء يورد لك أخبار كورونا
!
الخطاطون
الذين اتابعهم في انستقرام يتعلمون الخط في جمل تتحدث عن كورونا !
ما ان
تتصل بأحدهم تتحول دقات الإنتظار لـ " إغسل يديك بالصابون .... "
المرض
لم يصلنا بعد ، و ليس اهالي عدن بالمهتمين كثيرًا لأمره فلدينا أخبار حشد و حرب
أهم بكثير ، و لكن وزارة الأوقاف تأخذ الأمر بجدية و تصدر أمرًا للمساجد بالتوقف
عن الصلاة و الإكتفاء بالأذان و " صلوا في رحالكم " !
و
مع هذا فالمسجد الذي بقربنا لا يزال يصلي و بضع مساجد غيره خارجة عن السيطرة !
الشارع
ممتلئ بالناس بمختلف الأعمار ، إجازة رسمية و بالطبع يجب تحليلها خصوصًا كما يقال
: " قبل أن يصلنا كورونا " !
كالعادة
أطفال الحارة ابتكروا لعبة جديدة و بطلها كورونا !
التعليقات
الساخرة كلها أصبح عنوانها " كورونا " !
زرنا
جدتي و لم يتوقف أحد لحظة عن التحدث عنه ، و كلما غيروا دفة الحديث وجدتهم فجأة
يربطوه بكورونا !
كورونا
كورونا كورونا
حاولوا
تغيير الأحاديث ، التنويع !
سيتفشى
فيروس اكتئاب من الحياة بدلًا من كورونا !
ذلك
لأن الإشاعات المفجعة تتداول بشكل يدعو للجنون !
اليأس
في كل مكان ، و التذمر أيضًا !
أحدهم
يجزم بأن المصابين بكورونا فوق سن الخمسين يموت لا محالة ، و آخر يقول بأن مرضى
السكري أكثر عرضة للإصابة به و أنهم غالبًا لا يسلمون منه ، و آخرون و آخرون بلا
عدد !
دراسات
عابثة كتبها أحد الذين ملُّوا من الجلوس بالمنزل ، و معلومات ليس لها أية أدلة ، و
نسب يخمنها أي أحد على سبيل مزيدًا من التشويق و العاجل !
كل
هذه متداولة بدون أي تأكد و لا تصحيح حتى !
و
قلَّ من يكتب شيئًا مفيدًا أو حتى مختلف من باب التنويع و الترويح قليلًا !
أفكر
بالذين في الحجر الصحي و المصابين الذين يتشاركون معنا هذه البرامج ، كيف يمكن أن
تكون نفسياتهم مع هذه الأخبار اليائسة و الإحباط العام !
للعلم
فقط القلق مسبب في نقص المناعة عند الإنسان ، فيصبح فريسة سهلة للفيروسات ، و
بالطبع ليس من الصحي أبدًا أن يصاب أي مريض بالإحباط و اليأس !
يا
سادة ..
تأكدوا
من الأخبار التي تنشرونها ، ابحثوا عن مصادر المعلومات التي تصلكم قبل أن تزيدوها
انتشارًا ، بثُّوا الأمل في نفوس الخائفين و اليائسين و الذين في الحجر الصحي و
المصابين ، و نوعوا في ما تنشرون قبل أن يتفشى فيروس الإكتئاب أيضًا !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق