23‏/3‏/2020

# 2020

كابـوس


أرجوكم توقفوا !


اصبح هذا كابوسًا ، نعرف ان فيروس كورونا متفشٍ ، نعرف ان هناك قرار العزل ، نعرف أنه يجب علينا الوقاية ، نعرف انه لا يجب علينا الإستهانة به !

نعرف كل هذا ، و لكن هل من الممكن أن تتوقفوا بضع ثوان عن التحدث عنه !

رسائل الواتس الخالية من أي صحة متداولة بشكل خرافي !

لا تخلو غالب التغريدات في تويتر من الإشارة لكورونا !

جوجل أصابه ارتجاج في البحث ، أي بحث يحتوي على حرف الكاف و الراء يورد لك أخبار كورونا !

الخطاطون الذين اتابعهم في انستقرام يتعلمون الخط في جمل تتحدث عن كورونا !

ما ان تتصل بأحدهم تتحول دقات الإنتظار لـ " إغسل يديك بالصابون .... "

المرض لم يصلنا بعد ، و ليس اهالي عدن بالمهتمين كثيرًا لأمره فلدينا أخبار حشد و حرب أهم بكثير ، و لكن وزارة الأوقاف تأخذ الأمر بجدية و تصدر أمرًا للمساجد بالتوقف عن الصلاة و الإكتفاء بالأذان و " صلوا في رحالكم " !

و مع هذا فالمسجد الذي بقربنا لا يزال يصلي و بضع مساجد غيره خارجة عن السيطرة !

الشارع ممتلئ بالناس بمختلف الأعمار ، إجازة رسمية و بالطبع يجب تحليلها خصوصًا كما يقال : " قبل أن يصلنا كورونا " !

كالعادة أطفال الحارة ابتكروا لعبة جديدة و بطلها كورونا !

التعليقات الساخرة كلها أصبح عنوانها " كورونا " !

زرنا جدتي و لم يتوقف أحد لحظة عن التحدث عنه ، و كلما غيروا دفة الحديث وجدتهم فجأة يربطوه بكورونا !

 كورونا   كورونا   كورونا





حاولوا تغيير الأحاديث ، التنويع !

سيتفشى فيروس اكتئاب من الحياة بدلًا من كورونا !

ذلك لأن الإشاعات المفجعة تتداول بشكل يدعو للجنون !

اليأس في كل مكان ، و التذمر أيضًا !

أحدهم يجزم بأن المصابين بكورونا فوق سن الخمسين يموت لا محالة ، و آخر يقول بأن مرضى السكري أكثر عرضة للإصابة به و أنهم غالبًا لا يسلمون منه ، و آخرون و آخرون بلا عدد !

دراسات عابثة كتبها أحد الذين ملُّوا من الجلوس بالمنزل ، و معلومات ليس لها أية أدلة ، و نسب يخمنها أي أحد على سبيل مزيدًا من التشويق و العاجل !

كل هذه متداولة بدون أي تأكد و لا تصحيح حتى !

و قلَّ من يكتب شيئًا مفيدًا أو حتى مختلف من باب التنويع و الترويح قليلًا !

أفكر بالذين في الحجر الصحي و المصابين الذين يتشاركون معنا هذه البرامج ، كيف يمكن أن تكون نفسياتهم مع هذه الأخبار اليائسة و الإحباط العام !

للعلم فقط القلق مسبب في نقص المناعة عند الإنسان ، فيصبح فريسة سهلة للفيروسات ، و بالطبع ليس من الصحي أبدًا أن يصاب أي مريض بالإحباط و اليأس !


يا سادة ..

تأكدوا من الأخبار التي تنشرونها ، ابحثوا عن مصادر المعلومات التي تصلكم قبل أن تزيدوها انتشارًا ، بثُّوا الأمل في نفوس الخائفين و اليائسين و الذين في الحجر الصحي و المصابين ، و نوعوا في ما تنشرون قبل أن يتفشى فيروس الإكتئاب أيضًا !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Follow Us @techandinv