20‏/3‏/2020

# 2020 # ركنٌ مضيء

ما بيـن عينيـك





كم كان الوقت بطيئًا !

كيف بعد السرعة تحشرجت اللحظات المحبوسة ما بين عينيك !

كم كنتَ جميلًا !

كم كان وجهي مسودًا بفعل المشاعر المحتقنة !

كم كنت خريفية في تلك الثواني !

عينيك ناعستين ، شعرك بلمعانه يبدو و كأنه مبلول ! ، في ذات لحظة نَظَارَتِه كان واقفًا بتماسك ، لم تتغير أبدًا ، لا زلت مرتبًا بصورة إعجازية ، حتى عشوائيتك تختفي أمام بعض أشياءك التي تحافظ على ترتيبها ، إنك لست مسرفًا في الأناقة و لست شغوفًا بالموضة و لا يعجبك ما أجمع الناس على ارتدائه !

لا أدري كيف اكتسبت هذه الأشياء التي تجعلك دائمًا مميز ، و تميزك ليس فاضح مزعج بل هادئ كهدوئك ، لست دائم الحضور ، إن الظروف تجعلك في محل الأشياء التي لا تأتي دائمًا و لا يجدها المرء قبالته في كل مرة !

و إنك أيضًا لست صعب الحضور و لا عصي الظهور ، إنك موجود دائمًا حتى إن لم تكن موجودًا !

لا زلت أطوف و أطوف حول شخصيتك ، كلما أيقنت أنني فهمتك و علمت تضاريسك الخفية ارتطمت بشيء بك يعيدني غريبة تمامًا عنك !

متجدد ذو ضحكة لؤلؤية ، وعينين ينسكب من نظراتهما سحرًا فجائيًا لمن يقع في قبضتهما ، سحرًا يجعل كل شيء بطيئًا جدًا يكاد يكون متوقفًا ، و تأبى العيون أن تتحرر من قبضته إلا إن ارتفعت قبضتهما و كأنها لم تكن فيعود الوقت سريعًا كعادته و الأشياء رتيبة و عجولة كما تفعل دومًا !

كنتَ جالسًا و إن أردت أن أهدي قلبي أملًا لقلت بأنك كنت على وضعية الإنتظار مستعدًا لقدوم !

و كعادتك فاجأتني كالعادة بجرأة قيامك ، و كأنك لم تتوتر ، على الأقل لم تفكر كثيرًا بأنني من ركضت في فترة توقف الزمن التي افتعلتها عينيك ! ، على الأقل لم تشعر بضيق من مشاركتي إياك الأكسجين و المساحة ، لم تظهر انتباهك لتوتر خطواتي و الشتات الذي يلفها ، كنتَ تراني و أنا أقترب و لم تكن لترتجف من ثقل الأحاديث المخنوقة بكثير من الكلام ، لم تكن لتتحاشى تقلص المسافة بيننا ، لم تكن لتبحث عن عذر تحذر به من لقاءنا العاصف هذا ، لم تكن لتتحاشى النظر إلي ، كنت طبيعيًا سوى من نظرتك المغلفة بالهدوء أول إقبالنا !

لماذا تفعل كل هذا !

أنا لا أفهمك !

فلا أنت الذي تجاهلتني كليًا و لا أنت الذي تبعثرت بدون هدى !

لماذا لا أستطيع توقع ردات فعلك أبدًا ؟

لماذا أبدو الأضعف دائمًا !

و لماذا تحاول الإثبات لي أنني أتوهم كل ما بيننا !

تحاول إقناعي بأنني تأثرت بقصة اخترعتها فقامت تتخيل نفسها البطلة !

حسنًا ، توقف عن تذكيري بك حتى أنتهي تمامًا من حرق رسائلي إليك !

ألم أخيرك يومًا بأن نكون أو لا نكون !

في حين أنك لقيتني بعينين توهمت انهما فاحصتين و كأنك تريد التأكد من جدية قراري أو من شجاعتي بإرسال تلك الرسالة إليك في ظروف يصعب تمامًا معرفتها بالنسبة لك ، رسالة ولدت من رغبة بالاستقرار ، أخيرك فيها بالوجود أو اللاوجود بعبارة صريحة لا تقبل التفاسير و لا التخمينات ، و لكنك لم تختر شيئًا حتى الآن و بقي عقلي و قلبي في صراع ، فقلبي يقول أن السكوت علامة الرضا بالوجود و عقلي يتهكم على أمل قلبي الأحمق و يقول بأنه هذا السكوت ليس سوى إهمال بحت !

و رسالتي المسكينة ربما ألقت القبض عليها أيادٍ أخرى لا تشبهك !

ما كنتُ يومًا حائرة كما كنت عندك  ، ما كنتَ يومًا كالباقون سهل الاجتياز ..

لقد كنت و لا زلت أصعب مسألة و أعقد قضية ..  !



كانون الثاني _  2020 م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Follow Us @techandinv