كم كان الوقت بطيئًا !
كيف بعد السرعة تحشرجت اللحظات المحبوسة ما
بين عينيك !
كم كنتَ جميلًا !
كم كان وجهي مسودًا بفعل المشاعر المحتقنة !
كم كنت خريفية في تلك الثواني !
عينيك ناعستين ، شعرك بلمعانه يبدو و كأنه
مبلول ! ، في ذات لحظة نَظَارَتِه كان واقفًا بتماسك ، لم تتغير أبدًا ، لا زلت
مرتبًا بصورة إعجازية ، حتى عشوائيتك تختفي أمام بعض أشياءك التي تحافظ على
ترتيبها ، إنك لست مسرفًا في الأناقة و لست شغوفًا بالموضة و لا يعجبك ما أجمع
الناس على ارتدائه !
لا أدري كيف اكتسبت هذه الأشياء التي تجعلك
دائمًا مميز ، و تميزك ليس فاضح مزعج بل هادئ كهدوئك ، لست دائم الحضور ، إن
الظروف تجعلك في محل الأشياء التي لا تأتي دائمًا و لا يجدها المرء قبالته في كل
مرة !
و إنك أيضًا لست صعب الحضور و لا عصي الظهور ،
إنك موجود دائمًا حتى إن لم تكن موجودًا !
لا زلت أطوف و أطوف حول شخصيتك ، كلما أيقنت
أنني فهمتك و علمت تضاريسك الخفية ارتطمت بشيء بك يعيدني غريبة تمامًا عنك !
متجدد ذو ضحكة لؤلؤية ، وعينين ينسكب من
نظراتهما سحرًا فجائيًا لمن يقع في قبضتهما ، سحرًا يجعل كل شيء بطيئًا جدًا يكاد
يكون متوقفًا ، و تأبى العيون أن تتحرر من قبضته إلا إن ارتفعت قبضتهما و كأنها لم
تكن فيعود الوقت سريعًا كعادته و الأشياء رتيبة و عجولة كما تفعل دومًا !
كنتَ جالسًا و إن أردت أن أهدي قلبي أملًا
لقلت بأنك كنت على وضعية الإنتظار مستعدًا لقدوم !
و كعادتك فاجأتني كالعادة بجرأة قيامك ، و
كأنك لم تتوتر ، على الأقل لم تفكر كثيرًا بأنني من ركضت في فترة توقف الزمن التي
افتعلتها عينيك ! ، على الأقل لم تشعر بضيق من مشاركتي إياك الأكسجين و المساحة ،
لم تظهر انتباهك لتوتر خطواتي و الشتات الذي يلفها ، كنتَ تراني و أنا أقترب و لم
تكن لترتجف من ثقل الأحاديث المخنوقة بكثير من الكلام ، لم تكن لتتحاشى تقلص
المسافة بيننا ، لم تكن لتبحث عن عذر تحذر به من لقاءنا العاصف هذا ، لم تكن
لتتحاشى النظر إلي ، كنت طبيعيًا سوى من نظرتك المغلفة بالهدوء أول إقبالنا !
لماذا تفعل كل هذا !
أنا لا أفهمك !
فلا أنت الذي تجاهلتني كليًا و لا أنت الذي
تبعثرت بدون هدى !
لماذا لا أستطيع توقع ردات فعلك أبدًا ؟
لماذا أبدو الأضعف دائمًا !
و لماذا تحاول الإثبات لي أنني أتوهم كل ما
بيننا !
تحاول إقناعي بأنني تأثرت بقصة اخترعتها فقامت
تتخيل نفسها البطلة !
حسنًا ، توقف عن تذكيري بك حتى أنتهي تمامًا
من حرق رسائلي إليك !
ألم أخيرك يومًا بأن نكون أو لا نكون !
في حين أنك لقيتني بعينين توهمت انهما فاحصتين
و كأنك تريد التأكد من جدية قراري أو من شجاعتي بإرسال تلك الرسالة إليك في ظروف
يصعب تمامًا معرفتها بالنسبة لك ، رسالة ولدت من رغبة بالاستقرار ، أخيرك فيها
بالوجود أو اللاوجود بعبارة صريحة لا تقبل التفاسير و لا التخمينات ، و لكنك لم
تختر شيئًا حتى الآن و بقي عقلي و قلبي في صراع ، فقلبي يقول أن السكوت علامة
الرضا بالوجود و عقلي يتهكم على أمل قلبي الأحمق و يقول بأنه هذا السكوت ليس سوى
إهمال بحت !
و رسالتي المسكينة ربما ألقت القبض عليها
أيادٍ أخرى لا تشبهك !
ما كنتُ يومًا حائرة كما كنت عندك ، ما كنتَ يومًا كالباقون سهل الاجتياز ..
لقد كنت و لا زلت أصعب مسألة و أعقد قضية
.. !
كانون الثاني _ 2020 م
كانون الثاني _ 2020 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق