18‏/3‏/2020

# 2020 # ركنٌ مضيء

لمحـة

 

كان الأمر لا يصدق !
أنا التي باحت بحاجتها الكبيرة لرؤيتك ، و أنا أعرف أنني لن أراك ، يأتي القدر و يهديني وجهك المشرق على هيئة لمحة تبعثرني بدلًا من أن تجمعني ، تفقدني الشعور بالأشياء من حولي بدلًا من الشغف و الحيوية التي ظننتها ستزورني مع رؤيتك !
شعرت بشيء من الحسد و الغضب بلا مبرر !
لماذا أنت حيوي هكذا و لم تتغير أبدًا بينما أنا قد كساني الشحوب و تغيرت أحوالي كليًا !
لماذا كنت على حالتك اللامبالية الهادئة التي عرفتك بها قبل أن تعرفني و تعرف فوضويتي !
دومًا مختلف !
و كأنك من عالم آخر !
و هالتك المحيطة بك تقول بهدوء : " مكتفٍ تمامًا "
أغار من هذا الإكتفاء الذي تتباهى به بدون صوت !
الكثير من حولك متشابهون إلاك !
ضحكتك الساخرة و حركتك المنظمة ، الثقة التي تحوم حولك بشكل بارد يدعو للإرتجاف ، هذا كله دون أن تسلط عينيك على شيء ، دائمًا لديك ملحوظة أسفل عينيك الناعستين " لا يشبهني أحد " ، يتغير الجميع إلا أنت ، تبقى على حالك التي أعرفها بشكل يجعلني أتساءل بشك : " هل أعرفك حقًا ؟! "
لا تهتم ، لست موجود دائمًا ، لست على كل لسان ، و دومًا توجد في الأحاديث المميزة و الحكايا المختلفة !
الحصول على أخبارك أمر ليس سهل أبدًا ، و رؤيتك شيءٌ وارد و لكنه مُبعثِر جدًا !
عندما يكون حضورك وارد لا تكون حاضرًا و عندما يكون حضورك مستحيلًا تكون متواجد !
متضاد للطبيعة ، تحدث الشكوك و تكون مخالفها ، دائمًا مدهش !
التصالح الذي ينمو بين روحك و ذاتك يدعو الكثير للغيرة منه و ربما يصل الأمر إلى كرهك بسببها !
لا يوجد الكثير ممن يصرحون باختلافك و يحاولون استكشافك ، و لكنني كسرت القانون و خطوت خطوتي الأولى في بحرك و الثانية فالثالثة و غرقت بك ، و لكنني في هذه الأثناء أعود من جديد عاجزة عن فهمك و بحاجة كبيرة لاستكشافك من جديد و لكن هذه المرة بشكل أعمق و بطريقة آمنة بحيث لا أعود بعدها عاجزة منك !

برتقالي و تحب الرمادي ! ، ألم أقل لك أن لديك تضاد مع الطبيعة ، لديك القوة لتكون عكس جاذبية الحياة الرتيبة ..
مفاجئ جدًا و لكن بشكل مستمر كسطح البحر مثلًا ، أو كقطرات المطر ، أو كنجمة كل يوم تظهر في مقر ، أو كقمر متغير شكله طوال الشهر !

يا اختلافنا !
و أنا الرتيبة تمامًا مع الطبيعة ، كتقلب الليل و النهار ، كلعبة البحر و العاصفة ، كشيء مستمر على حاله مهما تغير فإنه لا يتجدد !

أقول لك ثانية رغم كل غضب ذاتي من ضعفي تجاهك : " أفقدك ! "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Follow Us @techandinv