14‏/3‏/2020

# 2020 # دوامة الآس

توتـر بلا مبـرر

يَومَين حافلَين بالأحداث 🤕
تسوق ، زيارة ، بيات في غير منزلي ، زيارة أخرى حافلة جدًا بالحضور !
و كالعادة أنا متوترة و قلقة لا إلى سبب معين غير هذه الأحداث المتزاحمة ! ، تغير محيطي و بيئتي و لو ليوم واحد بل لمجرد وقت زيارة يعبث بأعصابي عبثًا فكيف إذا كانت المدة طويلة و مكثفة ! ، أصبحُ مبعثرة جدًا و لا أعرف ما أقول و لا ما أفعل ، فقد أقوم بالتوقف عن أي عمل و الذهاب إلى مهمة سخيفة جدًا دون مبرر ، بالمختصر أفقد تركيزي !
إن هذه الطبيعة ترافقني منذ صغري و لكنني إلى الآن لم أجد لها حلًا غير محاولة إشغال نفسي بطفل ! ، الأطفال بشكل ما يساعدونني على التخلص من بعض هذا التوتر و القلق ، ألاعبهم ، احاول محادثتهم باي شيء و لو بلغتهم الخاصة الغير مفهومة ، أجدني أنسجم بالحديث معهم و أترجم حروفهم المبعثرة على حسب تعابيرهم و أحيانًا على حسب مزاجي !
و ليس من الجيد بالطبع أن يكون هناك أحد شاهد على هذا الإنسجام لإنه لن يلبث أن يفسده و سيعود شتاتي مبعثرًا من جديد ، و يعتبر الأمر تحديًا بالنسبة لي إن كان طفلًا غير حركي أو هادئ أو خجول أو خائف ملتصق بأمه ، أتخذ الأمر تحديًا بإخراجه من قوقعته و بنفس الوقت مساعدة لطيفة للأم المتأزمة من تقييده لها و إلتصاقه بها !
يكون الأمر صعبًا جدًا في البداية و ربما مستحيلًا في بعض حالات الأطفال المستعصية ، إلا أنني أسخِّر طاقة القلق و التوتر بها و لا ألبث أن أنجح غالبًا ، انتصاري الأول يكون برؤية إبتسامته ، و الثاني بضحكته المنفلتة منه ، و ثم تفاعله بمداعبتك أو محاولة الحديث معك ، و بعدها السيطرة عليه بلعبة أو أي شيء ينشغل به و أنت معه ، بعد هذه المرحلة غالبًا يطمئن إليك الطفل ، لأنك أثبتَّ وجودك معه و وضحت له أن لا داعي للخوف ، فيرضى بك أينما ذهبت به بشرط أن تستمر بتطمينه بالحديث معه أو مداعبته .
و يحدث أن يطلق عليك اسمًا أنت لا تعرف معناه فربما هو كلمة قلتها جذبت انتباهه أو صاحَبَتها حركة منك أثارت إعجابه فصارت إسمًا لك ، لذا إن لم يعجبك الإسم الذي أطلقه عليك هذا الطفل لا تقلق ستستطيع تغييره المهم أن لا تتأخر قبل أن يصبح اسمك الرسمي عنده أبد الآبدين ـ على الأقل حتى يبدأ بنطق الأشياء صحيحة ـ !
إجذب انتباهه بشيء ما و ردد : " أنت .... " و تشير إليه ثم أشر لنفسك و قل : " أنا .... " ، و احرص على أن تكون تعابيرك لطيفة جدًا مهما كان الإسم الذي أطلقه عليك يستفزك و لا يعجبك ، فأمام تعابيرك الحانقة احتمالان : إما طفلًا عنيدًا و إما طفلًا خائفًا منك ، سيهز رأسه موافقًا و ربما ينطق اسمك و لكنه في الحقيقة لا يهتم إلا بالتخلص من الموقف الخطِر الذي صورته له بتعابيرك أو بأسلوبك ، و سينسى اسمك الحقيقي في المرة القادمة لأنه لم يكن مهتمًا به وقتها ، و سيناديك بالإسم الذي اختاره هو !
الأطفال عالَم مثير و نور لا ينطفئ على مر السنين !
اليوم نادتني الطفلة التي أدت دور إنقاذي من توتري و شتاتي بـ : " لالاه " !
و ضحكت كثيرًا على هذ الإختيار فيبدو أنها استوحته من حركتي المشاغبة في إخراج لساني لها في المرحلة الأولى و التي كانت محاولة إضحاكها ، و التي نجحت بها بعد جهد جهيد لأنها ليست من النوع السهل أبدًا ، و بعد أن عرفت أنها تشعر بالأمان معي ، قررت أن أصلح إسمي المسكين بعد أن تغير لمدة ساعة أو ساعتين ، و أحضرت آيس كريم و بدأت المحاولة ، و لكنها فاجأتني تمامًا عندما نظرت إلي قائلة بلهجتها الخاصة و حروفها المتكسرة و يدها الصغيرة تشير للأعلى بدهشة كبيرة : " السَّماء ! " ، ضحكت بخفة و صححت لها : " أسماء " ، و لكنها أصرت على أن اسمي هو " السَّماء " فلم أجد مانعًا و مشكلة خصوصًا و أنا أسمعها تجربه كل ثوان بحرص !!
لكم أحببتها لأجل هذا الإصرار الذي بثَّ الدفء بداخلي ... 💖

و بالرغم من أن هذه الطبيعة علمتني كيفية التعامل مع الأطفال و عرفتني بأنواعهم ، إلا أنها تعتبر نقطة ضعف لي و لتركيزي ،  فأصبح هشة للغاية ، عصبية و غير صبورة إطلاقًا ، و هذا بالطبع يثير حنق الآخرين و تعجُّبِهم من مزاجي السيء بلا مبرر سوى الضجيج ! ، لذا يجب أن أجد لها حلًا خصوصًا عندما أرى آثار مزاجي السيء تلاحقني بعد التخلص من الضجيج ، و ربما القرارات التي اتخذتها وقتها لا تعجبني بعد أن أفكر بها بعمق ، و حتى عصبيتي اللامبررة حينها تؤدي بي إلى فقدان تقدم بعض العلاقات التي حرصت عليها وقتًا طويلًا !
أتذكر عندما كنت صغيرة و عندما لم أكن أعرف بعد كيف أتعامل مع هذا التوتر و هذا القلق ، كنت أبكي بلا سبب عندما يزداد الإزدحام أو الضجيج أو ربما الحماسة ، و كنت موضع ضحك من بكائي الذي لا أدري ما أريد به غير التخلص من هذا التوتر و هذا الضجيج !
و رغم أنني مزعجة و فوضوية جدًا إلا أنني غير قادرة على استيعاب الإزعاج الجماعي ، و لهذا فلا يستطيع من يعرفني جيدًا أن يصدق شتاتي أو توتري عند الضجيج و أنا بحد ذاتي ضجة متنقلة !

يا إلهـي ، هذا يجعلني أبدو أنانية و كأنني أريد الإزعاج وحدي بدون منافس و إلا فلا 🤦

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Follow Us @techandinv