
دومًا كانت دروبنا متقاطعة ، إلى أن حلت الفاجعة ..
الفاجعة التي من بعدها ما عاد هناك فواجع ، و ما بعد فاجعة فقدانك أيهـا الركنُ المضيء ، لم تعد الحوادث تتقاطع بنا ، و انا بحاجة شديدة لرؤيتك ، و عينيك الناعستين و ضحكتك المنيرة و ملامحك التي بدأت ذاكرة الحب تخونني بها ، فصيرت عينيك شمعة حياة و ضحكتك ألوان طيف باهرة و خصلاتك المسترخية على جبينك طوق نجاة بعُد عني قسرًا ..
لماذا تكون موجودًا عندما لا أجيئ و تأبى الظهور عندما أكون على مقعد الإنتظار المؤجج شحنات الشوق إليك ، لست أطلب منك الكثير غير رشفة حياة بالنظر إلى عافيتك و سعادتك و بسمتك الجميلة يا صغيري ، رشفة حياة تعيد لي بعض الشغف بالأشياء الجمادية التي حولي ، تعيد لي بعض الإهتمام ببنفسجيتي التي ظهرت معك و بدأت بالسيلان بعدك ، أنت تعرف أن البنفسج ليس سهل الإغتيال ، و اغتيال الدقائق للقائنا و تجميده على هيئة فاجعة ، جعل البنفسج الذي حرصت على العناية به داخلي يسيل مرة واحدة بحكم الفاجعة ثم ما لبث أن أنقذته خاصية الثبات لديه فاتخذ شكل بتلات اللافيندر المتفرقة على الغصن .. !
تساءلت دائما ، ما الذي دفعك لزرع البنفسج بداخلي ؟
كنت دائمًا تحثني على أن أتزود من قوة البنفسج الداكنة ، تشجعني أن أتسم بالبنفسجية لأنها تناسبني و لم أسألك كيف عرفت أنها ستناسبني !
و أعاود التساؤل من أنت ؟
أنت بحر عميق ؟
أم كون فسيح ؟
أم ركن مضيئ ؟
أم روح برتقالية الطلة كما كنت أناديك ..
برتقالة !
لم أجد ما يشبهك غير دفء رائحة البرتقال ، و بهجة لونه ، و شفاءه و حتى عينيك أستلهمتا منه ، كنت برتقاليًا بوضوح !
و مع ذلك سألتني ضاحكًا في كل مرة : " لماذا البرتقال ؟ " !
لقد كنت الفاكهة الحلوة بعد الدسم !
لقد كنت الشفاء بعد الألم !
لقد كنت شمس الصباح التي أطلَّت بعد ليل مثقل بالخطايا ، تفرق أشعتها في العتمة لينتشر النور في أرجاء روحي المظلمة ، تطل بخفة الصباح و بتفاؤل الصباح من خلف أكمة الأسى و الوجع بداخلي ، بجرأة لطيفة جدًا تُجبِر قلبي على الإنصياع لمشاعر الصباح الأول بعد الظلام الطويل ..
لقد كنت شمسي ...
و الآن ما عدتِ يا شمسي تطلين على قلبٍ شُفي بنورك و ألبسته ثوب البنفسج الذي لا يذبل مهما نهش حزن الغياب بتلاته ، أكنت تعرفين بأن ما بعد الإشراق ليل آخر متجرد منك ، و من فوضاك العابثة بشكل المكان المزدهر ؟
أكنت تعرفين بأن من بعد نورك الأوهج سيطل البنفسج الذي زرعته بداخلي و سيقاوم عبث الظلام بقوته الداكنة لذا زرعته بداخلي ... ؟
لماذا لم تقبلي روحي التي وهبتكها كعرفان بجميل إحياء البنفسجية بداخلي ؟
لو أنك قبلت بها لكنا الآن لوحة فنية باهرة توثق زهو امتزاج بهجة البرتقال الجريئة مع قوة البنفسج المذهلة ، و لكننا لم نمتزج ، خطف الفراق منا نجاح لوحتنا ...
لم تعد دروبنا متقاطعة أيها الركن المضيء ، لم أعد أراك ، إنني الآن في زاوية تأبى أن تجعل منك ركنًا كما كنت ..
أخبار إطلالاتك تصل مسامع قلبي فينتفض قلبي فرحًا بأنك لا زلت تطل ، و سرعان ما ينكمش فقدًا لإطلاتك المبهجة ..
روح ولدت بسمات الجوري الرقيق ، و صارت بعد إختلاف رحيق محيطها ياسمينة جريئة تحاول التحرر من قوانين الرتابة التي تحيط بها ، و ما لبثت أن فشلت محاولاتها و ظهرت سوءات ياسمينيتها المؤقتة على هيئة آس مثقل ...
وجدته فبدلت دوامة زهرته إلى ثبات و سلام بنفسجي !
على يديـك ، تعلمت سمات البنفسج و بدأت أتقنها قبل الفاجعة بثوان ، و تأكدت من إتقانها بعد فقدك ، فما يصبرني على الغياب غير بنفسجيتك التي بداخلي أعتني بها كما كنت أعتني بك ، كما علمتني الإعتناء بك صغيري و كنت تلقبني بأمك !
لو كنت أعلم بأن إتقاني للبنفسجية سيبعدك ما كنت لأفعل !
لو كنت رفضت تعلم سمات البنفسج !
لو كنت آبه للآخرين الذين يذكرونني دائمًا بأن الشروق لا بد يتبعه ظلام !
لو كنت أعلم بأنك ستجدني ذاك الشروق بكامل انفضاحي ، لكنت غضضت رؤيتي عن نورك و حدقت بظلامي بإهتمام !
لو كنت أعلم أنك أنت من سيغير دواخلي كلها ...
لو كنت أعلم ...
و لكنني لم أكن ، و لم أعلم ..
كنتَ و كنتُ ، أيمكن أن اعتقاد البنفسج باللقاء كاذب ، أم أن الصفحة القادمة حقًا ستكون بعنوان ..
[ نحن ]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق