بداخلي ضجيج مر عليه الكثير من الوقت حتى اصبح لا يترجم بالكلمات ، أعرف ان قرار ترك الكتابة كان خاطئ جدًا ، و ليس هناك مبرر له و لا عذر ، أنني عندما أكتب أكون أقرب لذاتي ، بعيدًا عن كل ما افعله و انظمه كي ابدو ذات !
لقد ادركت ان ايهام نفسي بانني مكتفيه لحد التوقف عن الكتابة فاشل ، فقد اصبحت مزيفة فقط !
اصور الأشياء و احاول خلق فكرة للمشاهد بأنني مكتفية تمامًا و انني بخير و انني مثالية كما لم يسبق لاحد ان كان ، و أحاول نظم عبارة شديدة التوازن و العقلانية و كل هذا لا يشبهني !
انا الفوضوية ، انا المبعثرة كما اوراق الخريف ، انا المشتتة فيما بين حاضري و مستقبلي !
لست انا ، لماذا ازيف نفسي !
لا اشبهني !
و الغريب في الأمر ان سقوط كوب الشاي الذي صنعته خصيصًا لتصويره عندما انسكب فوق دولابي هو ما اعاد لي بعضًا من رشدي !
لماذا اتكلف ، لم اكن يومًا هكذا !
حسنا اعرف انه يجب ان لا اظهر ضعفي للعيان ، خاصة مع وجود الكم الهائل من المفترسين المستعدين للهجوم ، و لكن لا يعني هذا ان ازيف نفسي بقوة لست امتلكها !
لماذا تركت الكتابة كل هذا الوقت !
أنا جدًا اسفة لهذا القرار او الفعل الاحمق !
ظننت فجأة بأن نظريتهم عن كتاباتي صحيحة و هي انها هي من تسيرني دومًا للهواجس و الضياع ، هذا ليس صحيحا ابدا !
انا اكتب لاعرف من اكون ، ليس لأي شي ، بل لأكون ذات ، لأعرف دواخلي التي ما عدت اعرف ترجمتها !
اختبارات الشخصية ما عدت اعرف الاجابة على اسئلتها !
ما عادت لي شخصية ، لقد فقدت وسيلة تواصلي مع ذاتي ، و اشغلت طاقتي في الواقع ، الواقع الذي لن يتغير ، و سيبقى على نفس الوتيرة مهما تغير ، الاحوال ستتبدل الف مرة و ستتكرر مليون مرة ، و ستكون المفاجأة نفسها ، لا شيء يمكن ان يبقى جديد في الواقع !
وحده الخيال الندي ، وحده من لا يتكرر ، الكتابة و استكشاف ذاتي ما كانت يومًا مهمة مملة ، كنت أكتب و اندهش في كل مرة من حديث ينبع من داخلي و ليس من قوانين صارمة ، حر يتحدث عن قناعاتي بكل صراحة ، لا يهم ان اكتشفت نقطة ضعف فغدًا اكتشف نقطة قوة ، و من المهم ان اعرف بعض من سيئاتي كي اعرف طريقة اصلاحها او حتى الاستغفار عنها ، و هذا كله فقدته بالتوقف عن الكتابة !
لكل شخص طريقته في التواصل مع نفسه ، و طريقتي هي الكتابة و ليس اي شيء اخر !
اذن لماذا اوهمت نفسي بانني اصبحت اعرف ذاتي و انتهى الامر !
كلا ، لقد فعلت شيئا شنيعا ، لقد اصبحت بلا ذات كل هذا الوقت !
اتوه و اتوه و ابقى كل يوم ساعات على الفراش ابحث عن النوم و لا ترضى ذاتي الا بازعاجي بالتيه وسطها فلا استطيع ترجمة افعالي و لا مشاعري ، و اخيرا اقنع نفسي بان غدا افضل و انني فقط متوترة اليوم !
كم مرت من الايام التي قضيتها بلا ذات ، افعل الاشياء بدون اي مشاعر تجاهها ، لا احبها لا اكرهها لا اهتم بها ، و عندما تنتهي الالتزامات يغمرني شعور عدم الرضا ، و الاسى بانني لم افعل شيئا مهما اليوم أو ان الوقت مبكر على انتهاء اليوم اريد فعل المزيد و لكن لقد حان وقت النوم !
الكتابة تملأني !
و لقد تركت روحي بوجه الضياع !
لماذا !!
اي حماقة هذه !
و الاهم كيف استطعت الصبر كل هذا الوقت !
لا انكر كل هذا بفضل كلمات التصبير !
الكلمات عادت تنفعني و انا التي نبذتها ، سحقا لي !
علي ان اتوقف عن التزوير ، تعبت ان اكون مزيفة !
من اليوم فصاعدًا أنتهى التزييف ، سأعود أنا بكل سيئاتي و كل حسناتي ..
و هذه الرسمة التي تشبهني كثيرًا ميثاقٌ على صدقي ، و صدق رغبتي بالعودة إلى التواصل مع ذاتي بدون أي حواجز ...


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق