18‏/2‏/2020

# ذات * # هيبة الأقحوان

أصفر ..




هيبة الاقحوان !

 

دقات الساعة قد تجمدت , ألوان البراءة السائلة على صفحة الروح تيبست , الاصوات الرتيبة قد سكتت أيضًا , كل شيء أصابته غفوة , وباء الصمت داهم كل شيء , و حتى الألوان بهتت فجأة فتحولت سوداء حالكة ! , رائحة الياسمين أيضًا أصابها التعفن , رائحة تبعث على الاستفراغ , استفراغ كل الأحلام , كل الأماني الساهرات تحت أجفان البريئين , استفراغ لصوت الحب , للمعة الصدق , للَّون الوردي و السماوي الذي كان يلطِّخ فوضى المشاعر , دمار و شيء من رمادٍ قليل !


الأصفر يعني الفاجعة , يوحي بصدمة الحقيقة , يعني انفلات السيطرة على الشعاع , تمامًا كما يحدث في الشروق و عند انفلات أول شعاع أصفر متعرج يخترق خطوط السماء المظلمة , انكشاف خطَّ الاسرار المحفوف بفوضى الظلام , فاجعة حقيقية تتكون من حضن الياسمين , فجأة أصبح الياسمين أقحوان !

الرائحة عبقة لكنها ليست كما عطر الياسمين الفواح , بيضاء إلا من صفراوية زهرتها , أقصد فاجعتها ! , هادئة تمامًا , بتلاتها لا تحمل الأبيض النقي كما تفعل الياسمين , هناك خيال أصفر يتخللها , ربما هو إمتداد الفاجعة على الحواس ليجعلها صامتة مستكينة ! 








الشمس لم تطلع بعد , متأخرة كثيرًا , تاركة لهيبة الاقحوان المكان , و لشعاعها الاول مهمة حمل الفاجعة ! , الطيور مرعوبة في أعشاشها , لا تنبس ببنت تغريدة , تنتظر قرار الصباح , أهو قرار سلام أم هو صمت ماقبل الفاجعة ! , هناك عين صقر شاهدة على فوضى الصباح الأولى , و أذن بومة مصغية إلى إزعاج نسائم القلق التي تحوم في المكان ! , لا شيء يجرؤ على كسر الصمت هذا , و لا أحد يستطيع أن يلون اللوحة بالاطمئنان سوى إطلالة شمس الصباح الخجول !

كل شيء على أُهبة الإستعداد فكل له توجهه بعد الخبر الأكيد , بعضهم إلى الأعلى نحو السلام , و آخرون إلى أسفل نحو الظلام ... !

و في رهبة الموقف كان الأقحوان ممثله المثالي , هيبة صفراويته , خيال الأصفر الذي يشق طريقه في بياض بتلاته ! , و حتى رائحته الحذرة في الظهور !

و عندما يلد الأقحوان يعني أن الشمس قد أطلَّت أخيرا في اللوحة , و اكتمل الشروق و تقرر مولوده ..
مولوده الذي جمع بين رقة الياسمين و هيبة الأقحوان ... ~


" آس " 









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Follow Us @techandinv