دعوكم من محيطي ، ركزوا بي جيدًا ..
أنا الطفل العجوز ، شاب الحروب
و حين هربت خلسة من والدتي المصون ، ركضت ولهانًا لبيتنا القديم ، و الذي صنعه لنا والدي ذات أمان !
وجِلَ قلبي .. الركام و الحطام و حتى بقايا سيارتي اللعبة .
تشوشت رؤيتي بحزن دفين ...
لكن لحظة !
جئت هنا أستعيد ذكرى طفولتي المبتورة
جئت أجمع بقايا أهل راحلين
لا بأس لن أبكي ، لن أبكي كالأطفال ، أنا عجوز !
أراني أسمع همساتكم المشفقة ، يبدو أن دمعتاي لامعتين بقوة ..
" آه يا وجعي عليه "
" أنظري إلى دمعتيه و هو يبتسم بصعوبة "
" كلا كلا أنظري إلى طفولته الموؤدة "
" يبدو كعجوز بجسد طفل "
كفـى !
أنا لست كذلك
أنا طفل جميل شوهتني طلقة رصاصة
أنا طفل ناضج قبلتني فوهة دبابة
أنا طفل مبتسم رغم كل هذه الخرابة !
أنا طفل ، طفل ، طفل
لا تنسوا " أنا طِفـل "
أحزن على سكوت نبض
و أفرح على فتح أرض
و أبقى أنتظر ، أنتظر يوم النصر ..
حسنـًا ...
من هنا و مني أنا تحديدًا ’ سأبتسم رغمًا عن شفقتكم ، و رغمًا عن دمعتي الزجاجية بعيناي ..
أحمل بقايا تلفازنا القديم ، و قد أصبحت كبطل كرتون الشريد ..
حين أكبر سأصبح باتمان القوي ..
سأرتدي عباءة شقيقتي الراحلة
و قناع اللعبة لأخي الصغير
سأرمم بيتنا الكبير .. سأرفعه عاليًا ..
و حينها سآخذ صورتي هذه و سأعلقها على الشاهد في قبري الأخير .
هربتُ طِفلًا أعيد الذكرى
فتغشت رؤيتي من هول المنظر
و عدت بتلفازي القديم قسرًا
و كان رحيل أمي هو المنتظر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق