7‏/4‏/2020

# 2020 # دوامة الآس

المـرآة لن تكـذب

موقف يصر على إسقاطك ، يمس كل نقاط ضعفك ، تبتلع ريقك المُرَّ ، تغمض عينيك و تتنفس ببطء ، تزفر أوجاعك على هيئة ثاني اكسيد الكربون ، تغتصب إبتسامة ساخرة ، و تتمسك جيدًا بأقرب شيء لك بمحاولة استنجاد صامتة ، شيئًا فشيئًا تتلاشى الغصة و يذهب الوجع ، يهدأ كل شيء إلا لهيب موقد من وهنك ، كأرض ركامية موحشة ، غربة تنفض حواسك ، عينان من هذه المتجمدة ؟ ، و أذن من هذه المدفونة بصرير رتيب ؟ ، و شفتين من هذه المطبقتين على فوهة كلمات متوجعة ؟ ، و أنف من هذه التي تشتمُّ دخان لم يوجد ؟!
مسكين أنت ، دخان روحك يخنقك ، بركان كلماتك يحرقك ، أصوات أشباح تزعجك ، و الصور في رأسك تمزقك ، تبحث عن طوق نجاة ينقذك ؟!
من ذا الذي يرضى بإنقاذ ما لا يُنقذ !
من فَقَد حق النجاة !
من سقطت دعواه على رأسه فأهلكته !
ليس لك الحق بأن تنجو ، لست جادّ في الوجود ، تضيع الوقت على المنقذين المشغولون ، إبحث عن أي خشبة من حطام سفينة حياتك و توسل لها أن تنقذك ، تمسك بها و احتضنها ربما تساعدك !
على ماذا تساعدك ؟
على الوجع أكثر بالطبع ، ستجعلك تشعر بالتفاؤل ، و لن تلبث أن تغرقك بوحل بحر ظلامك و تؤكد لك بأنك لست كفؤًا للحياة ما دمت أعزل !
ماذا يجب أن تمتلك ؟!
رغبة الحياة يا عزيزي ، عليك أن تصر على البقاء ، عليك أن تصارع ، أن تحمل نفسك بنفسك و تنسى البحر الذي تحتك ، عليك أن تنفث ثقلك ، و تركز على حاسة التوازن ، و ترفع نفسك رويدًا رويدًا فربما تستطيع البقاء أكثر .
عن النجاة ؟
إنسَ الأمر ، ليس بيدك شيءٌ تفعله ، لقد فقدت حق الوجود !
ستفعل المستحيل ؟
إذن ركز على طريقة وجعك ، فندها و تفنن كثيرًا في تفصيلها و تعدادها و مواجهة نفسك بها ، إن كنتَ لست واثقًا من قدرتك ، فاترك الأمر منذ اللحظة ؛ ذلك لأنه سيكلفك الكثير و ستكون هزيمتك أشدّ و أنكى .
عن ماذا تبحث الأن ؟
ماذا قررت ؟
إن كنت تصر على فعل المستحيل لتنال النجاة ، فانهض و ابحث عن مرآة ، عليك أن تبدأ العمل .

لا لا ، سطح متأرجح لن ينجح الأمر
أخبرتك عليك أن تكون أكثر تضحية و فداء لنفسك إن أردت النجاة .
أي شيء يحمل صفة المرآة لن يجدي ، لا كراسات و لا ورق و لا حتى كتب نفسية ؛ أحضر مرآة ، مرآة حقيقية !
هيا الآن إبدأ العمل .
ماذا تفعل !
هيا استفرغ كل ضعفك ، واجه نفسك ببشاعتك ، يجب أن تكون متأكدًا بأن المرآة لن تكذب ، و إن حدث كذب ما فستكون أنت .
حسنًا ، يكفي اليوم
ستكون لنا جولة أخرى
عد لغرقك
وداعًا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Follow Us @techandinv