ما هذا المرض الغريب بعد !
لا أستطيع الجلوس معها لوقت أطول دون انشغال , و كلما طالت مدة الهدوء بيننا زاد تطاول الغصة على الحنجرة !
لا أستطيع الابتسام بصدق , الغصة تخنق حركة شفتاي , نوبة استفراغ , عتاب هائل , لماذا كنت بعيدة كل ذاك الوقت ؟!
إنك لم تكوني أبدًا صندوق أسراري و أحزاني كما يجب ان تكوني !
لم تكوني قريبة للحد الذي يجعلك تفهمين احتياجي لك !
لم تكوني منصتة لصوت الأنين الصادر من وحدتي !
لم تكوني حتى عينًا ثاقبة تبصر خريطة الوجع المرسومة على ملامحي !
لم تملئي فراغك !
و لم تسمحي لأحد بملئه !
أي سلطة تلك التي معك !
أي قوة تلك التي تناسيت معها بوحي ذات انفجار مأساوي !
أي زهرة هي التي حوتها ذاتك بعد الفاجعة !
أكنت تعرفين بكل شيء ؟!
إذن لم التجاهل !
لم لم تزجرينني بحدة , و تمسكي بكفي لتأخذيني حيث النور , ما الذي جعلك تتركين كفي منتصف الظلام و أن انطلقي يا ياسمين !؟
ببراءتك , بجرأتك , بأحلامك البلهاء الطائشة , بمصباح يثير اهتمامك دون أن تعرفي بأنه بؤرة ظلامك , و ثقبك الأسود , بمعلومة واحدة تثير جنونك و تسعين لرفضها بكل الوسائل الغبية و الذكية ! " لست جديرة بالثقة " , بأسى يفوح من منبع يفترض بأن تفوح منه سعادتك , بلون قرمزي بغيض فاجأ طفولتك السماوية ! , بشهد عينيك و كاكاو خصلاتك و بسمة شفتيك البلهاء !
تأخر الوقت كثيرًا على العتاب ياسمين !
لذا اختنقي بغصتك الغبية , و احتقني بالكلمات التي خبأتها حتى تعفنت على أعتاب غصتك , إنك لم تعودي قادرة على العتاب , و كل ما يمكنك فعله هو الاستفراغ !
استفراغ ظلامك , استفراغ أحلامك , و آمالك و ألوانك و لآلئ لم تعودي قادرة على ذرفها كلما حزنت , تجمدت بداخلك على هيئة أبيض حواه ظلامك الأسود , لقد عدت للوراء كثيرًا يا مسكينة حيث الابيض و الاسود !
سيتأخر موسم حصاد خزاميتك يا صغيرتي , فاحتملي خنق الغصص لك , و احتقان الكلمات بداخلك , اصبري ..
لم يتبقَ إلا القليل فقط !
القليل إن شاء الله !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق